من وجد خيرا فليحمد الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52031 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45818 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64221 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155243 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-08-2023, 11:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي من وجد خيرا فليحمد الله

من وجد خيرا فليحمد الله

هذا طرف من حديثٍ قُدسيٍّ، عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يقول الله عز وجل: «يا عبادي، إني حرَّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضالٌّ إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي لو أن أوَّلَكم وآخركم وإنسكم وجِنَّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أوَّلَكم وآخركم وإنسكم وجِنَّكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أوَّلَكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي شيئًا إلا كما ينقص المخيط إذا أُدْخِل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثُمَّ أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا، فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومَنَّ إلا نفسه» (أخرجه الإمام مسلم في صحيحه).

وفيه: أنَّ ما أصابَ العبدَ مِن خيرٍ فَمِن فضْلِ اللهِ تعالى، ثوابًا ونعيمًا، أو حياة طيبة هنيئة، أو على توفيقه للطاعات والأعمال الصالحة «فَلْيحمدِ اللهَ» على تَوفيقِه إيَّاه لِلخيرِ؛ لأنَّه الهاديَ سبحانه، «ومَن وَجدَ غيرَ ذلك» ما أصابَه مِن شرٍّ فَمِنْ نفسِه وهَوَاه -ولم يصرِّحْ به؛ تحقيرًا له وتنفيرًا عنه- وتعليمًا لنا كيفية الأدب في النطق بالكناية عما يؤذي أو يُستهجن أو يُستحى منه، «فلا يلومَنَّ إلَّا نفسه»؛ لأن الله تعالى أوضح الطريق وحذَّر وأنْذَر.

فلا يَلومَنَّ إلَّا نفْسَه التي قادته إلى الخسران، ولأنه فرَّط وأضاع وتساهل وتابع الهوى والشيطان.

«إن خيرًا فَخيرٌ، وإنْ شرًّا فَشَرٌّ»:
كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه؛ يعني بـرَك على ركبتيه من شدة وهول هذا الحديث.

والخلاصة أن الله يحصي ويحفظ جميع أعمال العباد، فابتلاء الله لهم بحياتهم، أن أعمالهم ستحصى: «إنما هي أعمالكم أحصيها لكم»التي يجب أن ينتبه لها كل المخلوقين.

فَبَيَّنَ سبحانه أَنَّهُ مُحْسِنٌ إلى عِبَادِهِ فِي الْجَزَاءِ عَلَى أَعْمَالِهِمْ الصَّالِحَةِ إحْسَانًا يَسْتَحِقُّ بِهِ الْحَمْدَ؛ لِأَنَّهُ هُوَ الْمُنْعِمُ بِالْأَمْرِ بِهَا وَالْإِرْشَادِ إلَيْهَا، وَالْإِعَانَةِ عَلَيْهَا، ثُمَّ إحْصَائِهَا، ثُمَّ تَوْفِيَةِ جَزَائِهَا، فَكُلُّ ذَلِكَ فَضْلٌ مِنْهُ وَإِحْسَانٌ؛ إذْ كُلُّ نِعْمَةٍ مِنْهُ فَضْلٌ، وَهُوَ وَإِنْ كَانَ قَدْ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْهِ نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَيْسَ وُجُوبُ ذَلِكَ كَوُجُوبِ حُقُوقِ النَّاسِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ الَّذِي يَكُونُ عَدْلًا لَا فَضْلًا؛ لِأَنَّ ذَلِكَ إنَّمَا يَكُونُ لِكَوْنِ بَعْضِ النَّاسِ أَحْسَنَ إلى الْبَعْضِ فَاسْتَحَقَّ الْمُعَاوَضَةَ.

وكَمَا بَيَّنَ جل شأنه أَنَّهُ مُحْسِنٌ فِي الْحَسَنَاتِ، مُتِمٌّ إحْسَانَهُ بِإِحْصَائِهَا وَالْجَزَاءِ عَلَيْهَا، بَيَّنَ أَنَّهُ عَادِلٌ فِي الْجَزَاءِ عَلَى السَّيِّئَات.

فَقَالَ: وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فلا يلومنَّ إلا نفسه؛ لأن الحجة قد قامت عليه، ولأن الإعذار قد أتاه، والنذير قد جاءه، وقد رأى الآيات البينات وما عصى إلا على بينةٍ وعلم.

فاللوم حينئذٍ يتوجه إلى ذلك العبد وإلى نفسه الأمَّارة بالسوء، وليس إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وليس إلى المقادير، كما يفعل ذلك الكفار: {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} [المؤمنون: 106] فهذه العلل وهذه الأعذار لا تنفع حينها.

وَالخَيْرُ كل الخير فيما جَاءَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ: أَنَّهُ إذَا أَحْسَنَ شُكْرَ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَحَمْدَهُ؛ إذْ أَنْعَمَ عَلَيْهِ بِأَنْ جَعَلَهُ مُحْسِنًا وَلَمْ يَجْعَلْهُ مُسِيئًا؛ فَإِنَّهُ فَقِيرٌ مُحْتَاجٌ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ وَجَمِيعِ حَرَكَاتِهِ وَسَكَنَاتِهِ إلى رَبِّهِ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِهِ، فَلَوْ لَمْ يَهْدِهِ لَمْ يَهْتَدِ كَمَا قَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ، قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف: 43]، ثم إن أعمال العباد لا تؤهل الإنسان لدخول الجنة، وإنما يدخلها المؤمنون بفضل الله، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم: «لن يُدخِل أحدًا عملُهُ الجنة»، قالوا: ولا أنت يارسول الله، قال: «ولا أنا، إلا أن يتغمَّدني الله برحمته» ؛ (أخرجه البخاري ومسلم).

وأن الشر كله من عند ابن آدم قدر عليه؛ بسبب اتباع هوى نفسه؛ كما قال تعالى: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79]، ثمَّ يندم حيث لا ينفع الندم، قال تعالى: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} [الزمر: 56].

فاتق الله -يا عبد الله- وبادر بالأعمال الصالحة، وتُبْ من الأعمال السيئة ما دمت في زمن الإمكان، ولا تغترَّ بنفسك، لا تقل: أنا أعمل، وأنا مؤمن، وأنا فعلت، وأنا… وأنا… وتذكَّر قوله تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53]، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.
__________________________________________________ _____
• الدرر السنية.
• موقع ابن باز.
• موقع حلقات ابن تيمية.
• موقع مداد.
• ملتقى الخطباء.
• المسلم.
• نور الإيمان.
• صوتيات الإمام الألباني.
منقول








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.00 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]