|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() العوز وضيق ذات اليد أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: فتاة أسرتها تعيش على الضمان الاجتماعي، والمكافأة التي تصرفها لها الدولة تغطي مصاريف الجامعة، وقد دخلت في مشروع، لكنه فشِل؛ فأصبحت تغضب سريعًا، وتسأل: ما الحل؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شكرًا لكم على إتاحة الفرصة لنا لكي نبوح بما في أنفسنا. أنا من عائلة على الضمان الاجتماعي، ومنذ بدأت الجامعة وأنا أحاول ألَّا أكون ثقيلة على أهلي، وأن أستقر ماديًّا بما تصرفه لي الدولة - أدام الله عليها النعم - من مكافأة، لكنها بطبيعة الحال تغطي مصاريف الجامعة وما يلحقها، أيضًا أنا الشخص الوحيد الذي يحصل على المال لنفسه - من غير الضمان - ولا أستطيع أن أطلب من عائلتي؛ لأنهم أنفسهم أحيانًا يُضطرون للاستعانة بي، والذي زاد الأمر سوءًا أنني دخلت في مشروع عن طريق الإنترنت، لكني خسرت؛ ما أرهقني نفسيًّا، وأصبحت أغضب بسرعة، وأحيانًا أتمنى لو أنني كنتُ من عائلة أخرى، كيف أحل هذه المشكلة؟ وكيف أتعامل مع الغضب لأني أندم كثيرًا؟ مع العلم أن تخصصي جيد، والحمد لله معدلي متفوق، لكنَّ نفسيتي تأثرت كثيرًا، أرجو أيضًا لو ترشدونني إلى كُتُبٍ تُفيدني، وأتعمق في حل المشكلة، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فالفقرُ مؤلمٌ عندما يمنع الإنسانَ أن ينال مراده من الدنيا، وقد يكون مراد الإنسان من الدنيا قليلًا، ولكن حتى هذا القليل قد لا يناله. ولهذا علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نستعيذ بالله من الفقر؛ ففي سنن أبي داود عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقِلَّةِ والذِّلَّة، وأعوذ بك من أن أظْلِمَ أو أُظْلَمَ)). ولكن هكذا تجري الأمور، وتسير بنا الحياة، بعضنا يكرمه الله بسَعَةٍ في الرزق، يُولد فيها بغير عمل، فينمِّي ميراثه من الرزق ويزيد فيه، أو يُضيِّعه فلا ينفعه الندم، وبعضنا يُولد في فقر من المال، فيبقى فيه ويعيش في معاناته، أو أنه يخرج منه بعمله وسعيه وكَدِّه وكَسْبِهِ، وربما خرج الفقير من فقره بقلة رغباته من الدنيا، فكان غنيًّا عن الدنيا ولا حاجة له في متاعها، يكفيه منها القليل، وهذا في الحقيقة دَرْبٌ من الغِنى لا يعرفه الكثيرون. سَعَةُ الرزق نعمة من الله تصلح حال بعضنا، وفتنةٌ تُفسدُ حال آخرين، فلا يظن المرء أن الفقر عقاب من الله له، فربما كان من الذين يُفسد حالَهم الغِنى، والله عز وجل أراد له النجاة، فجنَّبه ما يؤذيه ويُفسد عليه آخرته. وقد يكون الفقر هو المفسدة، فيُوسِّع الله رزق بعضهم؛ حتى لا يسعوا في طلب الدنيا من حرام فيهلِكُوا؛ قال تعالى: ﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴾ [الشورى: 27]. الحمد لله أنه منَّ عليكِ بتوفير نفقات الدراسة الجامعية من خلال دعم الدولة لكِ، وها أنتِ قد سارت بكِ سنوات الحياة حتى صرتِ في المرحلة الجامعية، وقد منَّ الله عليك بنعمةٍ أخرى؛ ألَا وهي نعمة التفوق، وربما خلال سنوات قليلة تنتهي دراستكِ، وتحصُلين على علمٍ ورخصة تؤهلكِ للعمل، وعندها سوف يتغير حالك بكل تأكيد، وحتى في فرص الزواج؛ فالتفوق لا شكَّ يُحسِّن من فرصكِ، ويرفع من قيمتكِ وقدركِ، الموضوع يحتاج منكِ للصبر والاهتمام بالدارسة والتركيز فيها، فالتفوق يعتبر أكبر إنجاز سوف يغيِّر شكل مستقبلكِ بشكلٍ قد لا تتخيلينه. العمل والمشروعات عن طريق الإنترنت مجال قد دخل فيه الكثير، فإن لم يكن مشروعكِ له طابع مختلف وفكرة متفردة، فإن المنافسة سوف تكون شديدة بينكِ وبين الآلاف الذين يعملون في التجارة من خلال النت، واحتمال الخسارة والكساد وارد بشدة، فضلًا عن قلة الربح حتى في حالة نجاح المشروع. فإذا كان هذا العمل يؤثر على مستواكِ في الدراسة، فأنصحكِ فورًا بعدم تكرار التجربة، وتركيز كل مجهودكِ في الدراسة، والصبر على ضيق ذات اليد، وسوف تمر السنوات كما مرَّت غيرها، وسوف يأتي اليوم الذي تتذكرين فيه أيام الفقر، فيملأ الفخرُ قلبكِ بما حققتِهِ، وسوف تكون ذكريات الكفاح هذه قصصَ عِبرةٍ تقصِّينها ذات يوم على أبنائكِ وأحفادكِ، فيتعلمون منكِ قِيَمًا في الحياة لم يكونوا ليعرفوا لها طريقًا إلا طريقكِ أنتِ. والكتب التي تفيدكِ هي كتب دراستكِ في هذه المرحلة، فتُحصِّلين ما فيها، وتتوسعين ما استطعتِ، لا داعيَ لإهدار الوقت في كتب التنمية البشرية، وكتب التحكم في الغضب والعلاج النفسي، ونحو هذا، فأنتِ مشكلتكِ عارضة وعلاجها في يدكِ، فلا تلتفِّي حول العلاج بحثًا عن العلاج. وكتاب الله عز وجل، قراءتُه وتدبُّرُ معانيه، وفَهْمُ مراد الله عز وجل من الإنسان في هذه الحياة - هو أهم ما نحتاجه جميعًا، فَبِهِ ومعه سوف تضعين الأمور في نِصابِها، فلا يطغى بحثُكِ عن حظِّكِ في الدنيا على حرصكِ على حظِّكِ من الآخرة، والقرب من الله بالعبادات والطاعات فيه شفاء للقلب لا يعرفه إلا أهل الطاعة والعبادة؛ فكوني بينهم تسعدي، ويزُلْ همُّكِ، وتهدأ نفسكِ، ويسكن قلبكِ، وتخضع لكِ جوارحكِ، وستلين لكِ الحياة، يسر الله لنا ولكِ القَبول والرضا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |