|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجة ثانية لم يعلن زواجي أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: امرأة مطلقة تزوَّجت من رجلٍ رأت أنه مناسب لها، وقد اتَّفق معها أن يكون زواجهما في أول الأمر سرًّا؛ لأن عائلة متشابكة وهو متزوج من ابنة عمه، وقد وعدها بأن يزورها عدة أيام في الأسبوع، لكن أيًّا مما قاله لم يُنفذه، فهو لا يأتي إليها إلا على استحياء، ولا يريد الإنجاب، ولا يقوم بأي واجبات في المنزل، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل: أنا امرأة ثلاثينية مطلقة، تقدم لي رجل متزوج، وكان بيننا تناسب وتوافق جميل، اتفق معي قبل الزواج أنه في البداية لن يكون الزواج معلنًا من جهته كونه متزوجًا من ابنة عمِّه وعائلتهم متشابكة جدًّا، ويتدخل بعضهم في شؤون بعض، فتنازلتُ عن المبيت حتى يشتري بيتًا لزوجته الأولى، ويخبرها بزواجه؛ حتى لا يكون ثمة لوم عليه من أقاربه؛ إن هو تزوج بامرأة ثانية، وهو لا يملك بيتًا، إنما يسكن في بيت أبيه، وكان الاتفاق أنه سيزورني عدة أيام في الأسبوع، لئلا أحسَّ بكبير فرقٍ، ولكن ذلك لم يحصل، فبعد أشهر الزواج الأولى، قلَّت زياراته وأصبح لا يحضر إلا مرة في الأسبوع، ولعدة ساعات، وفي أحسن الأحوال يحضر يومين في الأسبوع لمدة ساعتين أو ثلاث، وعندما أتكلم معه بهذا الخصوص، يضيق صدره، ويقول لي: أنتِ تعرفين ظروفي، وأني رجل مشغول، وقد وافقتِ على الزواج بي، هو يعمل من المنزل منذ بداية كورونا، ويوجد في أغلب يومه مع زوجته الأولى، وإذا ما ذكَّرتُه بضرورة تنظيم وقته، وتخصيص وقت لي، يغضب ويتهمني بالغيرة والنكد، وقد ذكَّرته بحكم العدل بين الزوجات في الإسلام، فغضب كثيرًا وأصبح يُلوِّح بالطلاق؛ على أساس أنه - في نظره – عادل، مع العلم أننا تزوجنا منذ ستة أشهر، وهو لا يريد الإنجاب، ويرسل مصروف البيت ومصروفي، ولكن لا يقوم بأي واجبات تجاه المنزل، بل يعتمد عليَّ بشكل كامل في ذلك، أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين؛ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد: أختي الطيبة: الحمد لله الذي هداكِ للزواج على سنة الله ورسوله، بداية تطلقتِ وأنت دون الثلاثين، وقد رزقكِ الله زوجًا آخرَ مناسبًا - كما وصفتِ - ولكن تعتري حياتكم بعض المشاكل الناتجة عن تقصير أو ظروف لا حيلة لكم فيها، وتخافين وقوع الطلاق مرة أخرى برغبة من الطرف الآخر دون رضاكِ! يا عزيزتي: عليكِ أن تعلمي أن الزواج من الثانية يكون له أهداف مضاعفة غير الزواج من الأولى، فدومًا الزوجة الثانية هي الأمل في الحياة الهادئة الخالية من الهموم والمشاكل، والمعتمدة على الرومانسية والألفة وقلة المسؤولية ... للأسف هذا خيال معظم الرجال عن الزيجة الثانية، فيُقبل عليها متوهمًا أنه اقتطع من الجنة جناحًا سوف يأوي إليه متى شاء ... بالطبع أنا لا أوافق على هذا التصور كله، لكني أريد منكِ أنتِ أن تتفهمي هذا التصور لتعلمي من أي زاوية تتعاملين معه، باختصار هو جازفَ وتزوجَ واقتصَّ من وقته وماله ليفوز بكِ، لا لكي تعكِّري عليه صفوَه وتهدِّديه بعقاب الله عز وجل، وتتمادَي حتى يصل لمسلَكَين ليسا في صالحكِ: إما أن يسأم تخويفكِ له، ولا يغير في سلوكه شيئًا، وإما أن يشتعل خوف الله في قلبه ويضطر للاستغناء عنكِ معترفًا أمام نفسه أن النجاة في سدِّ باب الذنب، أو يقول: هي تجرِبة وثبت فشلها بالنسبة لي. الأمر فقط يحتاج منكِ بعض الحكمة والصبر والحيلة! الحكمة في أن تفهمي أنه نصف زوج، هذا في حالة العدل الكامل، ولو جعلنا لأولاده حقًّا، فسيكون ربع زوج! ولو اعتبرناه بارًّا بوالديه، ويجعل لهما حقًّا معلومًا من وقته، فستتغير الحسبة! لا يتسرب لذهنكِ أنني أريد منكِ الرضا بالظلم أو السكون عما يشعركِ بالقهر أو الوحدة... لا والله، لكن فقط أطلب منكِ الحكمة، اسألي نفسكِ: لماذا في بداية الزواج تخطى كل الظروف وكان يزوركِ بانتظام؟ ما الذي تغير؟ عودي لصورتكِ الأولى معه من الرفق واللين، والمبالغة في الزينة، ومنع اللوم والعتاب والتأثيم لكل هفوة! من طبيعة البشر أنهم لا يحبون من يذكِّرهم بعيوبهم كثيرًا، ربما يقبلون التلميح أحيانًا، ولكنه يكره التصريح بعيوبه في كل جلسة. دعيني أقول لكِ: كم من أخت أنتِ تعرفينها في محيطكِ تعيش مع زوج لا يعلم عنها شيئًا! وكم من زوج لا يلبي لبيته أيَّ حقوق! وكم من زوج تحمله زوجته مضطرة لمرضه أو فقره أو سوء خلقه! مشكلتكِ يسيرة بإذن الله، فقط قدِّري حجم العبء المنوط بالزوجة الثانية، هو في عقله الباطن يريد أن يجبرَ بكِ كلَّ نقص في حياته الأولى، فإن تحولتِ لمصدرِ ازعاجٍ، فقد صرتِ نسخةً أخرى ربما أسوأ مما كان هو فيه! يبدو أن زوجكِ رجل تقيٌّ ينفق عليكِ دون انقطاع، يحاول أن يقنع نفسه أنه عادل؛ فالتمسي له العذر، والحمد لله أن تقصيره من ضيق وقته، أو بسبب ظروفه التي تعلمينها جيدًا، وليس لسوء خُلُق فيه، أو لمرض، أو لعلاقات نسائية أخرى محرمة. اصبري عليه وكوني له العِوَضَ المنتظَر الذي تزوج بكِ ليجده، واعلمي جيدًا أنه سيستقر حيث يجد راحته، فكوني أنتِ مصدر راحته، سيأتيكِ بلا طلب منكِ. وفي العموم انتبهي أن لديكِ فراغًا، ولا تجدين منفذًا لسد هذا الفراغ إلا زوجًا، وهو حقك، ولا ننكر ذلك، ولكن الظروف أنتِ تعلمينها فافتحي لنفسكِ نافذةَ خيرٍ تنشغلين بها كطلب العلم، أو حفظ القرآن، أو التجارة من المنزل، ووجِّهي غالب وقتكِ لصناعة ابنكِ؛ اجعليه من أهل القرآن والعلم، وسخِّري وقتكِ له، طبعًا هذا كله للتحايل على شعوركِ بالفقد، وليس لإنكار رغبتكِ وحقكِ في قرب زوجكِ، ولكن الفراغ يُذكي الملل والغَيرة، ثم إن وسائل التواصل الآن لم تُبقِ أحدًا وحيدًا ولا غريبًا، شاركيه كل أحوالكِ ومشاعركِ في الأيام التي يغيب فيها، وكوني عِوَضَهُ ونافذة سعادته في الأيام التي يأتي فيها، لا تُخصِّصي هذه الأيام للعتاب والندم والمشاكل والاتهامات، بل اجعليها فسحتكما من الدنيا ... وهكذا الحياة لا تثبت على وتيرة واحدة؛ يوم سعادة، ويوم كَبَد، وهذا أصلها لن يتغير! بالنسبة لموضوع الإنجاب، أتوقع أنه يصبر قليلًا، حتى يتأكد وتتأكدي من توافقكما، وحسن المعشر بينكما، ثم بعد ذلك لن يمانع بإذن الله ... اجعليه حرًّا، عندها سيختار ما يسعدكِ، لا تقلقي؛ فلم يمر عليكما إلا ستة أشهر. كلمة أخيرة: الزواج هذا ميثاق غليظ، ورباط تقوم به الدنيا، وليس سفرية إن لم تعجبنا عدنا منها على أول طائرة! فلتصبري وليصبر، وأصلِحا من شأنكما، وبالنهاية الله يوفق من علم بينهما خيرًا، أكملي دراستك، واهتمي بابنكِ ووطِّني نفسكِ على القليل المتاح، فزوجُكِ على خيرٍ والله حسيبه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |