انقطاع العلاقة الزوجية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4946 - عددالزوار : 2046473 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4522 - عددالزوار : 1315412 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 142538 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-08-2023, 06:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي انقطاع العلاقة الزوجية

انقطاع العلاقة الزوجية
أ. منى مصطفى

السؤال:

الملخص:
امرأة متزوجة تشكو زوجها الذي لا يعطيها أدنى حقوقها، فمنذ سنتين وهو خارج البلاد، ولم تذهب إليه حتى الآن، وزاد الأمر سوءًا أن تحلَّل من الواجبات الشرعية، وهي في حيرة: أتطلب الطلاق أم لا؟

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا متزوجة منذ عشر سنوات، ولي ولدٌ وبنتٌ، مشكلتي مع زوجي أنه إنسان بخيل بالمشاعر والعواطف، كل الجهود التي بذلتها لأحصل على أدنى اهتمام منه في أيسر الحقوق التي تكون بين أي شخصين، فضلًا عن أن يكونا زوجين - ذهبت سُدًى، لا يعيرني أيَّ اهتمام، بل ويلومني ويعتبرني نكدية، وما لي ذنب في أي شيء، فقد هاجر زوجي لبلد أوروبي، ولم تتيسر الفرصة بعدُ أن أذهب إليه أنا والأطفال، وأنا هكذا منذ سنتين، إن لم أتصل به، فإنه لا يتصل بي، حتى إنني طلبت منه الطلاق ذات مرة، فقال: إذا أردتِ ذلك فقرري قبل السفر؛ لأنه لو تم السفر ووقع الطلاق هنا، فسيعيدونكِ إلى بلدكِ، لم يكترث حتى لطرحي الفكرة، ومع تحملي بخله العاطفي والجنسي، وسوء خُلُقِهِ معي، اكتشفت مؤخرًا أنه قد ترك الصلاة والفرائض؛ بحجة أنه لن يدخل النار لعدم صلاته، فالله غفور رحيم، وأنا الآن في تخبط تام، لا أجد أدنى مبرِّرٍ لبقائي معه، حتى صحتي تضررت، وأصبح قلبي ضعيفًا وأُصبت بفرط الغدة الدرقية، وحذَّرني الطبيب من كثرة الحزن، ولكن لا فائدة؛ فهو يرى نفسه قد منَّ عليَّ بدخوله حياتي، ولا يرى في نفسه أي تقصير، وليس لديه أي رغبة في التغيير، وبت أخشى على نفسي وأطفالي البقاء معه، خاصة بعد تحرره من قيود الدين، وفي نفس الوقت السُّكنى مع والدتي بعد الطلاق سيكون أمرًا في مثل قسوة وشدة البقاء معه، أفيدوني، وجزاكم الله خيرًا.





الجواب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أختي الكريمة، أبدل الله حالكِ لأحسن حال بفضله ومِنَّتِهِ، من المحزن أن حالتكِ هذه تقريبًا تسود في غالب بيوت المسلمات، ولا حول ولا قوة إلا بالله، زواج بلا زوج، وفراش بلا دفء، وأبدان بلا مودة، والأسباب من الصعب التغلب عليها؛ لأنها مشاكل أمة ووجود، وليست مشاكل أفراد لو خلعناهم من حياتنا تنتهي المشكلة!!

ليس أمامي غير النصح بأن تتصبري بالله عز وجل فهو الذي قدَّر عليكِ ذلك، وهو الأعلم بكِ وبحالكِ، وهو جل في علاه من قال: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ﴾ [البقرة: 286]، فلا تجعلي الحزن يُفقدكِ عافيتكِ، كوني أذكى من ذلك، واستعيني بالصبر والصلاة، وكثرة الذكر والدعاء، والله إنها أدوية ناجعة لقلبكِ وبدنكِ، وليس معنى هذا الخضوع والاستكانة لحياةٍ لا يرضاها رب العالمين، ولكن لمستُ فيكِ حَيرةً وارتباكًا جعلت تفكيركِ يتجه للقمة، وينسى القاعدة التي يجب أن ينطلق منه حتى يصل لهذه القمة!

فقد انحسر تفكيركِ في الطلاق دون أن تخططي لحياتكِ بعده، ومصادر دخلكِ، ومكان معيشتكِ أنتِ وصغيريكِ.

أنا لست ضد الطلاق لكني ضد التسرع، أمامكِ طريقان:
الأول: أن تستمري في بلدكِ المنكوب ككل بلادنا، دون طلب الطلاق لتضمني دخلًا من زوجكِ وسكنًا، ويكون ذلك لفترة أنتِ تقدِّرينها، وتستغلين فيها كل الإمكانات للحصول على عمل مناسب يكفل لكِ حياة كريمة، بعدها سيهدأ تفكيركِ ويتحقق لكِ الأمان المالي، وسوف ينعكس ذلك على تفكيركِ ونظرتكِ لحياتكِ، ويمكنكِ وقتها طلب الطلاق إذا كان دخلكِ سيكفيكِ، أو تتراجعين بعدما تجربين صعوبة الكسب، وتغفرين لزوجكِ إهماله الذي لا أسامحه عليه... باختصار تجتهدين في تأمين حياة وسكن لكِ ولصغيريكِ، وبعدها اطلبي الطلاق إذا كان ضرورة نفسية مُلِحَّةً آنذاك كما هو الآن؛ لأن طلبه الآن معناه أنكِ تلقين بنفسكِ في الشارع بلا أمان ولا ضمان، خاصة وأن الحياة عند والدتكِ أسوأ من الحياة على ذمة هذا الزوج الغائب في قربه وبعده!

الطريق الثاني وهو:
تَحُثِّينه على سرعة أخذكِ إليه في بلده الأوروبية، وتمنحينه فرصة أخيرة، لعله جرب الفساد وشبعت نفسه الأمارة بالسوء، ويبعث الله في قلبه حب الحياة الكريمة النظيفة التي فقدها برعونته، وعندها تكونين كسبتِ بيتكِ وأسرتكِ.

وسافري إليه بنفس طامعة في كرم الله جل وعلا، وبرجاءٍ في كرمِ ربكِ لا يخيب، وهي فرصة أخيرة، ناشدي فيه الفطرة والأبوة، وابذلي كلَّ ما في وسعكِ من هدوء وتجمُّل وتودد وخفضِ جناحٍ؛ لعل قلبه يرِقُّ لكِ أو لصغيريه، واعتبريها المحاولة الأخيرة، إن اهتدى فلنفسه، وإن استمر في غَيِّه، فبلدكِ موجودة عودي إليها، وتطلقي وابدئي حياة جديدة، يعوِّضكِ فيها رب العالمين الكريم الواسع المنان عما بذلتِ من صبرٍ وجهدٍ ابتغاءَ وجهه سبحانه، ولكنَّ هناك ملحوظتين لا بد من الاهتمام بهما إذا اخترتِ الطريق الثاني:
1- لا تتعجلي النتائج، فلا تحسني إليه اليوم وتنتظري أن تَرَيه ملاكًا غدًا، فالنفس تحتاج وقتًا لتنقى من شوائبها، اعتبري نفسكِ في مختبر أو غرفة عمليات تفكرين جيدًا في المقدمات، وتتوقعين النجاح أو الفشل، ومشرطكِ في هذه الحياة الصبر ورصد التغير في سلوكه تجاهكِ وتجاه أولادكِ بدقة حتى تصلي للقرار الصائب بإذن الله.

2- تكون هذه المحاولة محددة بسقف زمني حتى لا يضيع عمركِ وليكن عامين مثلًا، إن وجدتِ منه تحسنًا، فهو زوجكِ استمري معه، وإلا فقد بذلتِ ما يبرِّئ ذمتكِ أمام الله وأمام أولادكِ، وربكِ لن يضيعكِ إذا فشلت التجربة سيرزقكِ بمن هو خير منه برحمته وفضله، وإن استطعتِ خلال العامين الكسب المناسب فتكسَّبي لتنشغلي عن مراقبته، ولتحقيق رأس مال ولو يسيرًا، تبدئين به حياتكِ إذا كان الطلاق هو قدركِ.

هذا، وفي نفسي بعض الخواطر التي أهمس لكِ بها:
كم من زوجة يتركها زوجها سعيًا وراء الرزق، وتصبر وتتحمل رغم حبهما المتبادل! وكم من زوجة يموت زوجها وتسخر حياتها لصغيريها ومع الوقت يملأ الله فراغ قلبها بهم وبصلاحهم! أعلم أنكِ تعانين آلام الجحود والإنكار وعدم الاهتمام، وأعلم أن هذا كله نار مشتعلة تأكل قلب المرأة، ولكن نحن لا نضمن أن غيره أفضل منه، ولا نضمن أن غيره سيتحمل أولادكِ، ولا نضمن أن غيره سيحقق لكِ الإشباع النفسي الذي فشل زوجكِ في تحقيقه، فكل حبٍّ قبل الزواج مشكوك في نجاحه، قد يثبت وقد يتبخر بعد القرب وانقضاء الشهوة!

راجعي نفسكِ، وفكري في انتقاده لكِ، هل كان على حق أو باطل، وبيِّني له بهدوء ورفق أن أسلوبكِ ليس نكدًا بل حرصًا وحبًّا، ثم تفقدي شخصيته وإمكانياته؛ فربما هو أصلًا لا يملك الأسلوب الذي يسعدكِ أو المستوى الفكري والعاطفي الذي تطمحين إليه، فليس من العقل أن نطلب منه ما لا يملكه، بل من العقل أن نتكيف مع المتاح.

لو أنه يكرهكِ لسافَرَ وطلقكِ دون طلب منكِ، أو لأعرض عن فكرة أخذكِ معه أصلًا، فلماذا يتكلف استقدام إنسانة يكرهها كما تتوهمين؟ أنتم في محنة حقيقية أثرت على النفوس فعلًا، أسأل الله أن تزول الغمة، ويبدل خوفكم أمنًا.

حاولي أن تغيري أسلوبكِ، وكوني أكثر مرحًا ولو ظاهرًا؛ ففطرة الرجل لا ترى المرأة إلا مصدر سعادة وأنس وسكن، وليس تحقيقًا قضائيًّا مستمرًّا، وحاولي أن ترضَي بأسلوبه فهو لا يملك غيره، وإن تطور النقاش، فانسحبي حتى لا يصل لإهانة، فنحن لسنا أمام القضاء لنثبت من على صواب... الصواب الوحيد هو ألَّا أُعرِّض نفسي لإهانة لمجرد أن أثبت صحة رأي ما مثلًا.

لا تسمحي لأحدٍ أجنبي أن يربِّتَ على كتفكِ أو يمسح دمعتكِ؛ لأن هذا الباب شرٌّ كله، أنتِ مجرد صيد لذيذ لا يتعدى كونه وجبة غير تقليدية في عين من يفعل ذلك... أنا والله لا أتهمكِ بل أتعاطف معكِ جدًّا، ولكني أعرف المجتمع السائد الآن.

أخيرًا: أنا أشجع الطريق الثاني، سافري إليه وغيِّري في نفسكِ ما لا يحبه، وأعطيه فرصة أخيرة بعين جديدة لن تخسري شيئًا، من عام لعامين فقط إذا نجحتِ، فالحمد لله، وإن فشلتِ، فعامان لن يؤثرا على فرصة زواجكِ مثلًا.

واجعلي من أهم خططكِ وإنجازاتكِ تقوية إيمانه - ولو من أجل أولاده - أنا واثقة أنكِ ستنجحين بإذن الله، وإن قدَّر الله عكس ذلك، فعودي أدراجكِ وتطلقي، والله يدبر أمركِ، فقط لا تجعلي الزمن يسرقكِ، هما عامان على الأكثر، وبعدها إما استمرار بلا جَزَعٍ، أو طلاق بلا ندم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.34 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.28%)]