|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ظلم الأب لبنيه الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: شاب يشكو ظلم أبيه له ولإخوته وزواجه الثاني، ويرى أنه السبب في وضعه المادي القليل، وعدم استطاعته الزواج إلى الآن، ويرى أنه لا يقدر على التقدم لا على المستوى الدنيوي، أو الأخروي، ويشعر بالضياع، ويسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أنا شاب أبلغ من العمر التاسعة والعشرين، مررتُ في حياتي بظروف قاسية جدًّا - مادية نوعًا ما - ومشاكل من والدي أصلحه الله، توفيت والدتي رحمها الله تعالى قبل ثلاثة أعوام، بعدما كابدت مرارة العيش مع والدي؛ إذ لم يكن لها مفر منه؛ فهي أمٌّ لأربع بنات وخمسة أولاد، انتهت بأن غادرت منزل الزوجية إلى سكن فوضوي بعد ثلاثين عامًا من الزواج، وكنت أريد أن أعوِّضها ولو بعمرة، ولكن عاجلها القدر قبل تخرجي بسنة، تزوج إخوتي زيجات عادية، وبقيت أنا وأخي (34 سنة ولا عمل له)، وأختي (42 سنة)، وكل ذلك من جراء ظلم والدي وتفريطه؛ إذ جمع شيئًا يسيرًا من المال بعملنا جميعًا، ثم جعله حكرًا على نفسه وزوجته الثانية (تزوجها وعمري 9 أو 10 أعوام، وأنا أُبغضها لسوء خلقها)، ثم يأتي من يتحدث عن برِّ الوالد، فهَلَّا تحدثوا عن عقوقه هو لبنيه، فالعلاقة اليوم بين الوالد وبنيه في حكم الانقطاع، فكلما تقربت منه أجد صدودًا وإعراضًا وفظاظة في القول، وكأني أنا مسبب مشاكله، ثمَّ منَّ الله عليَّ بأن وعيتُ القران في صدري، وإن كان يتفلَّت مني لذنبي وتفريطي، وأحيانًا بسبب عملي، كما أن ظروفي المادية ما تزال صعبة؛ فوظيفتي لا تلبي حتى حاجتي الماسَّةَ إلى سكن ولو كان السكن إجارة، وهذا يؤرقني؛ فلا أكاد أجد سبيلًا لتحسين وضعي المادي، مع ما أجد في نفسي من توقٍ شديدٍ للزواج، وحاجة عاطفية ماسة لزوجة صالحة وأبناء صالحين إن شاء الله تعالى يكونون لي ذخرًا بعد مماتي، أشعر بجفاء قاسٍ وفتنة حارقة، أخاف الحرام ولا أقدر على الحلال، ومن كثرة اشتغالي بهمِّي لم أستطع حتى أن أطوِّرَ لغتي الإنجليزية مثلًا، أو أن أعمل تكوينات في مجال عملي أو دراستي، أو المواصلة مع القرآن - الإجازة والإسناد - أُحِسُّ عمري يضيع هدرًا، لا أنا في أمر الدنيا من أسفار ومُتَعٍ، ولا أنا في أمر أُخرايَ من عبادة ونُسُكٍ؛ فأشعر بالضياع، الكثير يسألني: متى الوليمة؟ ولا قدرة مادية لي على الزواج، ولا أحب أن أكون محلًّا للشفقة من أحد؛ فنفسي عزيزة لا أتحمل هذا، فما قولكم، يرحمكم الله؟ الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فيلحظ من مشكلتك الآتي: 1- عشتَ في أسرة مفككة نفسيًّا وعاطفيًّا. 2- مع جفاء من والدك حسب تعبيرك. 3- ولم تستطع التخلص من آثار هذا التفكك والجفاء. 4- تقول أنك لم تستطع تطوير قدراتك العلمية، ولا العملية، ولا المادية. 5- ضعيف ماديًّا؛ لذا لا تستطيع الزواج. 6- وتخاف على نفسك من الوقوع في الرذيلة. 7- نفسك عزيزة، ولا تريد أن تكون محلًّا لشفقة الناس. ثم تسأل قائلًا: ماذا تقولون؟ فأقول مستعينًا بالله سبحانه ومنه التوفيق: عليك بالآتي: أولًا: يُلحظ أنك مُحطمٌ نفسيًّا جدًّا، وقد تبين ذلك بشكل واضح من شعورك بأنك لم تفلح، ولا تجد طريقًا للفلاح؛ ولذا فأول العلاج أن تقتنع بأنك شابٌّ قوي قادر بإذن الله على تطوير نفسك. ثانيًا: ثم خطوة تِلْوَ خطوة بشكل متدرج لتصحيح وضعك مثلًا بمزاولة أعمال حرةٍ ولو بسيطة، لتحسين دخلك الشهري. ثالثًا: لا بد أن تروِّضَ نفسك على نسيان الماضي كله بحلوِّهِ ومُرِّهِ؛ لأن استمرارك في تذكُّره يشكل لك عقبة كؤودًا أمام التطوير العلمي والعملي، بل وقد يُقنعك أنك إنسان فاشلٌ لا مجال لنجاحك. رابعًا: أُطالبك أن تنظر لأهل الهمم العالية، الذين شقُّوا طريقهم في الحياة بعد مكابدة وخسائرَ، ثم نجحوا، فتحذو حَذْوَهم؛ ففي معرفة سِيَرِهم دافعٌ قويٌّ لتعزيز القناعة لديك بقدراتك، ثم الانطلاق بهمة وعزيمة وإصرار. خامسًا: لا تنسَ العلاجات الشرعية المهمة في مثل حالتك؛ وهي: 1- الدعاء، وهو مهم جدًّا. 2- الاستغفار. 3- الاسترجاع. 4- المجاهدة. سادسًا: في نفس الوقت الذي نطالبك فيه بالعزيمة والإصرار، فإننا نطالبك أيضًا بأن تنظر لمن هو دونك لتشكر نِعَمَه عليك ولا تحتقرها؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((انظروا إلى مَن هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فإنه أجدر ألَّا تزدروا نعمة الله عليكم))؛ [رواه الترمذي]. ومن فوائد العمل بهذا الحديث عدم ازدراء النعمة الحالية، وعدم تحطيم النفس بالتحسر عند النظر إلى من يتفوقون علينا ماديًّا أو علميًّا. سابعًا: أما الزواج، فبعد أن تخطوَ ولو خطوات بسيطة لتحسين وضعك، فستجد إن شاء الله من تقبل بك، إذا كنتَ ذا دين وخُلُقٍ. ثامنًا: أعود وأُكرر: لا تستسلم لليأس أو لمقارنة نفسك بغيرك؛ فهذا هو الداء الفتَّاك القاتل بخنجر الهموم والغموم والأحزان. تاسعًا: راجع رسالة كتبتها هنا في الألوكة بعنوان: (خسرت أموالي كلها)؛ ففيها إشارات مهمة جدًّا لمثل وضعك. عاشرًا: حافظ على أداء الصلوات في أوقاتها في المساجد، والإكثار من تلاوة القرآن، وأذكار الصباح والمساء، وقيام الليل؛ ففيها جميعًا سلوى لكلِّ مهموم، وتتطيبًا للخواطر، وفتحًا لأبواب الخير، وإغلاقًا لأبواب الشر. حفظك الله، وفرَّج كربتك، ورزقك زوجة صالحة وذرية صالحة. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |