|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي لا يهتم إلا بأهله أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: امرأة متزوجة تشكو أمَّ زوجها التي لا تريد في ابنها البكر شريكًا لها، ومن ثَمَّ فهي تظلمها كثيرًا، وزوجها لا يَميل إلا لأهله، ولا يهتم لتألُّمها، وتسأل: كيف تساير حياتها؟ ♦ التفاصيل: أنا في أوائل الثلاثينيات من العمر، مرت ست سنوات على زواجي، رُزقت فيها طفلًا، ثم حاولت أن أُنجب مرة أخرى لكن بلا جدوى، عادات أهل زوجي وأهلي مختلفة، زوجي الابن البكر لأمه؛ لذا فهي تراه ملكًا لها، ولا تقبل أن يشاركه أحد فيه؛ فمثلًا زوجي مكان عمله بعيد؛ بحيث إنه يغيب عن البيت لشهرين أو ثلاثة أشهر، فإذا ما أتى، فإنها تبذل قصارى جهدها في إفساد الليالي التي أقضيها مع زوجي، وتظل تحدثه طوال الليل، هذا غَيضٌ من فيضٍ، فأمُّه في كل يوم تأتي بشيء جديد من مثل هذا، غيرتها دمَّرتني نفسيًّا، وندمت على زواجي منه، والذي زاد الطين بلَّة أن زوجي يدعمها، ويرفض أن يدفع عني أمامها، حتى ولو كنت مظلومة، مرت ست سنوات ظَلَلْتُ فيهن ملتزمة الصمت، حتى حدث شيء لم أكن أتوقعه؛ إذ دار نقاش بيني وبين حماتي يومًا، لأنني لم أعد أحتمل ظلمها لي، فإذا بها وأخواته معها يضربْنَنِي، خلَّصت نفسي بعد عناء منهن، وهاتفتُ أهلي، لكن بسبب جائحة كورونا، فإن الطريق كانت مقطوعة؛ فأهلي في ولاية أخرى، ولم أفكر في زوجي؛ لأنني دائمًا عنده مخطئة، ولأنه لن يحرك ساكنًا، وهو ما حدث بالفعل؛ فقد أتى إليهن ومازحهن وكأن شيئًا لم يحدث، ومرت الأيام وأنا أتألم حتى إنني فكرت في إنهاء حياتي بنفسي، كي أرتاح، لكنني كلما هَمَمْتُ بذلك رأيت ابني وحبَّه لي، فتأخذني الشفقة عليه، زوجي لا يهتم بغير أهله، وإذا ما ذكرت له ألمي، فهو إما يحاول الهروب، أو يلقي باللائمة عليَّ، لا أدري كيف أعيش حياة مليئة بالألم، والكل فيها لا يحترمني، وزوجي لا يهتم لألمي، تساؤلات تقتلني تكاد تأخذني إلى الانتحار، لا أدري ما أفعل، أرجو مساعدتكم وعونكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فأنتِ تنظرين من وجهة نظركِ وأمُّه تنظر من وجهة نظرها، فهي حملت وربَّت وتعبت، ثم ها هي امرأة أخرى قد أخذت منها ابنها في غمضة عين، هي تريد أن تستمتع بقرب ابنها وحديثه، والرجل بارٌّ بأمه، يُحسن إليها في شيخوختها، ويأمُل رضاها، وهذا تصرف طبيعي منها ومنه، وطبيعي أن تأخذَهُ منكِ بعض الوقت، وطبيعي أن يضايقكِ هذا ويؤثر عليكِ، وخاصة أن العادات مختلفة، ويبدو أنكِ لستِ طرفًا في هذا اللقاء العائلي. وأصعب شيء هو تعدِّيها عليكِ بالضرب، لكن ما فهمته أن هذا تم في بيتها، ويبدو أن ذكاءكِ خانكِ في نقاشكِ معها، وفلتت الأمور من يديكِ، والمتوقع أن يتدخل إخوته للتهدئة، وخاصة وأنها هي المعتدية، لكن اشتراكهم في التعدي عليكِ يدل على أنكِ لم تنسحبي عند هذه المرحلة، أنا ألومُكِ كلَّ اللوم لو كان الأمر كما فهمته من رسالتكِ، في بيت حماتكِ وتدخلين في نقاش معها ينتهي بتعديها هي وأولادها عليكِ، يبدو أن ذكاءكِ قد خانكِ. التفكير في الانتحار والموت علامة من علامات الضعف واليأس، وليس سبيلًا إلى الراحة؛ فالمنتحر ينتظر عذابًا أليمًا في الآخرة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن تردَّى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن تحسَّى سُمًّا فقتل نفسه، فسُمُّه في يده يتحسَّاه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يجأ بها - أي: يطعن - في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا))؛ [رواه البخاري ومسلم]. وتأملي الفارق بينكِ وبين أم زوجكِ؛ هي تريد أن تنعم بقرب ابنها، وأنتِ تفكرين في الانتحار الذي سوف يفرق بينكِ وبين ابنكِ في الدنيا والآخرة. تقولين: إن زوجكِ يغيب عنكِ شهرين أو ثلاثة، ولكن غيركِ يغيب عنها زوجها شهورًا أطول من هذا، ويقضي معها وقتًا أقل مما يقضيه معكِ زوجكِ، هكذا صارت الحياة، يصارع فيها الرجال بحثًا عن الرزق، والنساء تصبر وتساند وتسُدُّ الفراغ في حياة أبنائها بقدر المستطاع. قد تكون أم زوجكِ تستأثر بزوجكِ أكثر مما ينبغي، ولكن هل نقول لزوجكِ: اعصِ أمَّك، واكسر قلبها؟ بالطبع لا، بل نقول له: أطعْ أمك ما حييتَ، واصبر عليها ولتصبري معه، فهذا مفتاح دخوله الجنة، ولا أظنُّكِ تبخلين عليه بسعادة الدارين. لو كان صوتنا هنا يصل لأم زوجكِ لقلنا لها: إن لزوجته عليه حقًّا، فلا تحرمي المرأة من زوجها، فهي في حاجة إليه كما أنكِ في حاجة إليه، ولكننا هنا نرد على رسالتكِ، ونتعامل مع واقع قائم قد لا نستطيع تغييره، ولكن نستطيع أن نتعايش معه. ربما يكون جزءًا من مشكلتكِ سبَّبه خوفكِ من أن يفكر زوجكِ في الزواج من جديد، بحثًا عن مزيد من الذرية، وهذا يجعلكِ عصبية المزاج، وتخشين من تحريض أمِّهِ له بالزواج، وهذا شيء غير مُستبْعَدٍ، ويجب أن تتعايشي معه إن وقع، ولكن لا تجعليه يُعكِّر صفوَ حياتكِ الآن، ويُفسد عليكِ زواجكِ. سوف تظلين في معاناتكِ طالما أنكِ تعاندين أمواج الحياة، وتسبحين ضد التيار، لا بد أن تتعلمي كيفية التعايش مع الواقع، وتحسين علاقتكِ بأهل زوجكِ، وتحسين علاقتكِ بزوجكِ، وبذل جهدٍ أكبر في فهم عاداتهم، كوني واحدة من الأسرة، وخذي من الحياة ما هو متاح حينما لا تستطيعين أن تأخذي منها ما تريدين. أنتِ في حاجة ماسة لقوةٍ تُثبِّتك، وتهيأ قلبكِ لتقبُّل هذا الوضع والتعايش معه، ولن تجدي هذه القوة إلا عند المولى عز وجل، فأكثري من الدعاء والتضرع إلى الله، واهتمي بطفلكِ، وأحسني تربيته؛ ففي يوم من الأيام قد يكون هو رفيق شيخوختكِ ورفيق رحلتكِ، فيُفضِّل رضاكِ على رضا زوجته، وصحبتكِ على صحبة الناس أجمعين. يسَّر الله لكِ الخير حيث كان.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |