|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف ننتشل صغارنا من حب الموسيقى والرقص؟ الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة تشكو حال أختها الصغرى؛ فهي تقضي وقتها مع الموسيقى والرقص، وتسأل: كيف توجهها؟ ♦ التفاصيل: أختي الصغيرة تحب الموسيقى، وتمضي أغلب وقتها في الرقص والغناء، أودُّ أن أصرفها إلى ما فيه خيرٌ لها، وأحُولُ بينها وبين ما فيه شرٌّ لها، فكيف ذلك؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فبعد التأمل في مشكلة أختكِ الصغيرة تبين لي ما أظنه سببًا لمحبتها للموسيقى والرقص؛ وهو الآتي: 1- تأثير بعض القريبات. 2- تأثرها بسلوكيات بعض زميلاتها في المدرسة. 3- تأثرها بما تشاهده في بعض المواقع المخصصة للأطفال. ويبقى السؤال المهم: ما الحل لإقناعها بترك الموسيقى والرقص، فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: لا بد من معرفة السبب؛ فله أثر في الأخذ بالعلاج المناسب، فقد يكون من الأسباب إهمال تربوي ونفسي من والديها وإخوانها؛ بسبب نظرهم لها أنها طفلة لا قيمةَ لها، وهذا خطأ عظيم يقع فيه كثير من الآباء والأمهات؛ فيتجه طفلهم إلى شيء يملأ به فراغًا عاطفيًّا ونفسيًّا، ويُعوِّضه عن الإهمال. ثانيًا: هي صغيرة لا تُقدِّر العواقب المستقبلية لسلوكها، وتعتبره نوعًا من اللهو البريء؛ ولذا لا ينفع معها أسلوب الشدة والنَّهْرِ؛ فقد يزيدها عنادًا، وقد تكره من يأمرها وينهاها بهذه الطريقة. ثالثًا: إن أمكن نقلها من الأجواء التي أثَّرت عليها، وحبَّبت لها هذه الأمور؛ سواءً كانت من المدرسة، أو من الصديقات، أو من الأقارب - فلعل في ذلك خيرًا. رابعًا: إن أمكن تعويضها عنهم بصديقاتٍ وقريباتٍ لا يُحبون هذه الأمور، فطيبٌ. خامسًا: يبدو أن عند هذه البنت طاقةً وقدراتٍ لم تجد شيئًا تُفرِّغها فيه، فاتجهت للموسيقى والرقص باعتبارها أسهل الأجواء. سادسًا: لذا لا بد من استثمار طاقاتها وإبداعاتها في أمور نافعة؛ كتشجيعها على حفظ شيء من القرآن والسنة النبوية، وأعمال بيتية، وتشجيعها على التركيز في دراستها وتفوقها، وتشجيعها على أعمال خيرية، وغيرها كثير. سابعًا: ينبغي أن يتنوع التشجيع؛ تارة بكلمات التشجيع والثناء، وتارة بالمكافأة المالية أو المعنوية، وتارة بشراء وجبة أو لعبة تحبها، وهكذا، وينبغي أن يكون التشجيع حاضرًا كلما عمِلت عملًا طيبًا أو تركت عادة سيئةً. ثامنًا: قد تكون تشجعت أكثر على الرقص والموسيقى؛ بسبب تشجيع لقِيَتْه من صديقات، أو قريبات، أو في الإنترنت؛ لذا لا بد من وجود صديقات وقريبات يشجِّعْنَها على الأعمال الطيبة. تاسعًا: وأهم من كل ما سبق الدعاء لها بكرْهِ الموسيقى والرقص، وباستبدال ما يُرضِي الله سبحانه به. عاشرًا: لا تنسَوا التلطف لها، والحنوَّ عليها، وأن تُحسَّ بشكل واضح جدًّا أنكم تُحبونها؛ ولذا فلا يصلح معها أبدًا أسلوب السخرية، ولا أسلوب الانتهار بشدة؛ لأنها بهذين الأسلوبين لن تقتنع بخطئها، وقد تُقلع مؤقتًا؛ خوفًا من سَوطِ التأديب، مع كراهيتها لمن حرمها هوايتها. حادي عشر: تذكير مهم: يُخطئ بعض الآباء والأمهات بالتقصير في الحنو على أطفالهم، والتقصير في تربية الطفل تربية شرعية، يُحبب إليه فيها المحافظة على الواجبات الشرعية، وترك المعاصي؛ وهذا خلاف مقتضى قوله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، ومخالفة لقوله صلى الله عليه وسلم: ((مُرُوا أولادكم بالصلاة، وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها، وهم أبناء عشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع))؛ [رواه أبو داود]. لأن الأبوين يأثمان بالتفريط، ولأن الأطفال ينشؤون على الاستهانة بالواجبات والمنهيات الشرعية. حفظ الله أختكِ، وجميع أبناء المسلمين من كل سوء، وحبَّب إليهم الخير، وزينه في قلوبهم. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |