|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أهلي فضلوا أختي في اختيار الزوج أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: امرأة زوَّجها أهلها لأول خاطب تقدم إليهم، بينما زوَّجوا أختها الصغرى لرجل من عائلة ثرية، بعد رفضها للكثير ممن تقدموا إليها، وهي تشعر بأن أهلها فضَّلوا أختها عليها في أمر اختيار الزوج، وتريد أن تُزيل هذا الشعور، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. خُطبت للمرة الأولى وأنا في العشرين من عمري، خطيبي كان رجلًا صالحًا طيبَ القلب، لكن وضعه المادي كان سيئًا، وقد أصر أهلي على زواجي منه، وزعموا أنه قد كبرت سني، وأن أختي الصغرى قد تقدم إليها الكثير، وهم يخشَون أن يفوتها قطار الزواج، وغير ذلك من الحجج والكلام الذي أشعرني بالنقص، وفطر قلبي، رغم أنني أعلمتهم أنه لا مشكلة لدي في زواج أختي الصغرى قبلي، ولما خُطبت أختي الصغرى بعدي ورفضت، لم يُجبروها على شيء، رغم تجاوزها سن الثالثة والعشرين، ورفضت الكثير ممن تقدموا إليها، حتى وافقوا أخيرًا على زوج من عائلة مرموقة وغنية، وإلى الآن أشعر بنقصٍ؛ إذ إنهم لم يتخيروا لي زوجًا كأختي، بل وهبوني لأول طارقٍ، بمَ تنصحونني لأُزيل هذا الشعور من قلبي؛ إذ إنه يؤلمني كثيرًا؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي الرحمة، سيد البشر أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد: فيا ابنتي الغالية، قال نبينا صلوات الله وسلامه عليه: ((إن الشيطان لَيَجْري من ابن آدم مجرى الدم))؛ فلا تستجيبي لهذه الوساوس التي تغزو قلبكِ، وغيِّري زاوية نظركِ، لماذا لا تعتبرين أن زواجكِ لأول خاطبٍ نعمةٌ عظيمة حَمَتْكِ من الشعور الأسوأ؛ وهو أن يراكِ واحد وأكثر، ثم ينصرفون دون تعليق، فكم من فتاة تحطم قلبها بسبب هذا الفعل! نعم، القبول من الله، ولكن الإعراض بعد الرؤية يجعل ثقتها في نفسها تنهار، وقد حماكِ الله من ذلك. ولماذا لا تنظرين لحرص والديكِ على زواجكِ أنه حبٌّ فيكِ وخوف عليكِ؟ لماذا تفسِّرينه على أنه كراهية أو تقليل من الشأن؟ دعيني أحدثكِ بمنطق الأهل، هم يعلمون من أنْفُسِ الرجال ما لا تعلمين، كما أنهم يعرفون عقلية الشباب ومنطقهم في الاختيار أكثر مما تعرفين، نعم، أعترف أنهم يتلهَّفون على زواج واحدة دون الأخرى لا لِعَيبٍ فيها، بل لأن منطق الشباب فاسد في الاختيار، فالأبوان يحترق قلبهم على بناتهم؛ لأنه رغم وجود كل مواصفات الزوجة المسلمة بها، فإنهم ينظرون من جهة الشكل أو المال، وأظن أن أهلكِ كانوا مطمئنين من جهة زواج أختكِ عاجلًا أم آجلًا، لا لأنها أفضل منكِ عندهم، بل والله أنتِ الأفضل؛ لأنهم عليكِ أحرص، ولكن لأنها طبيبة؛ ما يعني أن لديها مالًا سيجذب إليها الزين الشين، فأمرها هيِّنٌ. لو فكرنا بهذه الطريقة سنجدهم حملوا همَّكِ أنتِ، وحرصوا عليكِ أنتِ، وخافوا عليكِ أنتِ، هذا من ناحية الوالدين، فاهدئي من جهتهم، واحرصي على بِرِّهم، وعاندي الشيطان بقهر هذه الوساوس التي يؤذي قلبكِ بها. أما من ناحية أن زوجكِ لم يكن ثريًّا عندما تزوجكِ، ولكنه صالح وطيب القلب، وهل هناك ثراء أكثر من أن يرزقه الله هاتين الصفتين؟! ها قد أتى المال مع العمر، وأصبح رصيدكِ من الدنيا أعلى؛ حيث جاء المال، وبقي الصلاح وطيبة القلب. كُفِّي عن المقارنة بينكِ وبين أختكِ، فلم يُقذَف يوسف في البئر إلا بسبب المقارنات والغَيرة، اتخذي من أختكِ حبيبة وصديقة، واقنعي نفسكِ أنها تعبت في الدراسة، وبذلت وقتًا وجهدًا، وأنتِ نائمة تحتسين مشروبًا دافئًا، وقانون الدنيا أن الأخذ قدر العطاء، حتى إن اليهود أعداء الله يُعليهم الله في الدنيا؛ لأنهم بذلوا لها، فحال أختكِ تقدم عنكِ ماديًّا؛ لأنها بذلت أسبابًا أكثر. غاليتي، من طبع الإنسان ألَّا ينظر لِما في يده، ولو غُصْتِ في حياة أختكِ، لوجدتِها تعاني مثلكِ وزيادة، ولكن لأسباب أخرى. احمدي الله على نعمة الزوج والبيت والأخت والأهل، وسَلِيه في عليائه جل جلاله أن يبارك لكِ فيهم، ويكفيكِ شرَّ نفسكِ، وشر الناس والوسواس. أنتِ ليس لديكِ مشكلة، أنتِ فقط تحتاجين أن تُصفِّي قلبكِ، وتستشعري حبَّ والديكِ لكِ، وأنا أعذركِ؛ فحبُّهم هدف لكل إنسان مهما كان عمره، ولكن لا تجعلي هذه الحاجة المعنوية تُفقِدكِ الإحساس بنعمة وجودهم، انْهَلِي من حبِّهم، واجلسي عند قدمهم، واطلبي منهم العفو والصفح عما علموا وما لم يعلموا؛ فوالله إن وجه الدنيا عَبوسٌ مُظلِمٌ بفقدهم. بارك الله لكِ ووسَّع عليكم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |