|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إخوة زوجي أصحاب سوابق، فهل أنجب؟ أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: امرأة متزوجة من رجل يحبها ويحترمها، لكنها اكتشفت بعد الزواج أن إخوته أصحاب سوابق، وتسأل: هل تُنجب منه أو لا؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أحكي عن امرأة كانت طوال عمرها الطفلة المنبوذة بعائلتها، وهي الأكثر برًّا بأهلها، ومع ذلك فهم يتصلون بها فقط عندما يحتاجونها، فمثلًا لم يزوروها في بيت الزوجية غير مرة واحدة، وهم مشغولون جدًّا، فلا يعطونها وقتًا لزيارتهم اللهم إلا مرة أو مرتين في الشهر، هي امرأة غنية، وحاصلة على شهادة عُليا، تزوجت رجلًا محترمًا ويحبها جدًّا، كان يعمل سائقًا، ثم أُصيب في عينيه، فلم يعُدْ يعمل، ومع ذلك فهو يعيش حياةَ الكَفَافِ، ونظرًا لأنها غنية، فهي لا تحتاج شيئًا منه، بعد فترة من الزواج اكتشفت أن له أخًا في السجن، علمًا بأن أهله عند خطبتها أخبروها أن هذا الأخ مُغترب في بلاد أخرى، لكنها اكتشفت مصادفة أنه مسجون، وعندما تحققت من الموضوع اكتشفت أن أخاه أدمن المخدِّرات والسرقة منذ مراهقته، ودخل السجن بعد محاولته قتلَ شخص، كما اكتشفت أن أخيه الأكبر الذي مات قبل سنين بالجلطة كان يُعاقر الحبوب المخدرة أيضًا، زوجها نفسه محترمٌ ولا يُعاقر شيئًا، ولا ترى له ذنبًا في فساد إخوته، الذي قد يكون ناتجًا عن تربية خاطئة؛ إذ إن أمَّهم تُدلِّل أولادها حدَّ الفساد، الآن بعد مرور ما يقارب السنة على الزواج تودُّ هذه المرأة الإنجاب، لكن في نفس الوقت تُفكر: هل تنجب ولدًا له عمٌّ مسجون وصاحب سوابق، وجَدَّة تُدلل الطفل حد الفساد، وجَدٌّ يملك خصالَ الفضول والسخرية من الناس بحجة أنه يمزح؟ على أنها يربطها بزوجها علاقةُ حبٍّ وثيقة؛ فهو يكِنُّ لها حبًّا كبيرًا، ويعاملها كالملاك، وأهله يحاولون الدخول بكل الطرق بينهما، وهي تحاول أن تحافظ على مسافة للخصوصية، فهل تنصحونها بالإقدام على الإنجاب؟ علمًا بأنها لا رغبة لها في الإنجاب للأسباب المذكورة آنفًا، لكن أحبَبْنا أن نسألكم رأيكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد: أختي الغالية، علَّمنا نبينا المعصوم صلى الله عليه وسلم دعاءً جميلًا تسكن معه النفس، وينطفئ به دَخَنُ الحَيرة في العقل، وينبعث معه بَرَدُ التسليم لمالك الملك، مدبر الأمر؛ ألا وهو ((اللَّهمَّ لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا مُعطيَ لِما منعتَ، ولا رادَّ لما قضيتَ، ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ)). ما وقع لإخوان زوجكِ لم يكن برغبة منهم إنما اجتمعت عليهم البلاءات، فكل إنسان يودُّ أن يكون سوِيًّا غنيًّا سيد الجميع لو استطاع، وإنما الدنيا والشيطان والهوى يميلون بالنفس فينجو من وفقه الله، ويَزِلُّ من ضعُف. تعالَي ننظر للأمر من زاوية أخرى: نفترض أن إخوان زوجكِ من ذوي المال والجاه، ولكنهم يعيشون على الرُّشا والاتِّجار بالخمور، وغسيل الأموال، وسرقة أقوات الضعفاء، كما هو الحال مع غالب وجهاء مجتمعنا المريض، هل كنتِ وقتها ستسألين نفس السؤال، أو أنك ستنجبين ولدًا، وتقولين له: (ليتني أراك في ثراء عمك فلان)؟ لا تفهمي من كلامي هذا أنني أُبيح لهم شرب المخدرات، حتى تؤدي بهم للسجن والاعتداءات، لكني أرى ذلك بلاءً وضعفًا أكثر منه جرمًا، فتوكلي على الله، وأنجبي مرتين متتاليتين على الأقل؛ لأن عمركِ جاوز 35، وفرصة الحمل لديكِ ربما تكون قليلة، خاصة لأنكِ لم تنجبي قبل ذلك، وأسأل الله ألَّا يحرمكِ لسوء ظنِّكِ به سبحانه وتعالى، تفاءلي وأنجبي أطفالًا تُشبعين بهم حنان قلبكِ، وتعوضين روحكِ عن قطيعة والديكِ، وتُزهر بهم جدران بيتكِ، ويكون لديكِ هدف تعيشين له، ويرثون ذخيرتكِ بعد العمر الطويل، ويكونون لكِ صدقة جارية بصلاحهم إن شاء الله، ثم إنكِ تعيشين في السويد، وطبعًا سيأخذون الجنسية، وربكِ عليم بعد ... المهم تركيزكِ على تعليمهم العقيدة والدين، وأن تحرصي على أن يكونوا لكِ لا عليكِ بإذن الله. أما عن أمِّ زوجكِ ودلالها لأولادها وأبيه، وروحه المرحة الفضولية، فأحسني إليهم ما استطعتِ، وكل خير سيُرد إليكِ، ولا مانع باستمراركِ على وضع حدود معقولة بينكم، ما دامت لا تُغضِب الله سبحانه، ولديكِ نموذج حيٌّ؛ وهو زوجكِ؛ فبالرغم من أنه نشأ في نفس البيئة إلا أنه سوِيٌّ، وتشهدين له بالخير. توكلي على الله، واحرصي على الإنجاب، داعية الله بالصلاح، واستودعي أولادكِ الله خالقهم، ثم أحسني إليهم بحسن الرعاية والتعليم، ولهم ربٌّ كريم حليم، وما أدراكِ لعلهم يكونون سبب رحمتكِ غدًا بين يدي الله!
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |