تلك هي النعم حقا فارعها! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         9 استخدامات لنشا الذرة غير الطبخ أبرزها إزالة البقع وتلميع الخشب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          4 خيارات صحية ولذيذة لإفطار الأطفال قبل اليوم الدراسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          6 حيل لإنقاص الوزن دون ممارسة الرياضة.. منها النوم الكافى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          لو ابنك معتمد عليك فى كل حاجة.. 4 نصائح لتعزيز استقلاليته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          خطوات تطبيق البلاشر بطريقة صحيحة حسب نوع الوجه.. استمتعى بإطلالة أنثوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          8 علامات بتقولك أن الشخص ده جدير بثقتك قبل ما تكون علاقة صداقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          5 نصائح للتعامل مع طفلك الشقى من غير صراخ أو ضرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          7 خطوات للعناية بمنطقة تحت العين.. هتخلى بشرتكِ مشرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          5 حاجات إياكِ تحطيها على سطح الحمّام عشان يفضل دايما منظم ونضيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          طريقة عمل الفطير الشامى فى البيت بخطوات بسيطة.. دلعى أولادك بطعم حكاية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-07-2023, 01:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,531
الدولة : Egypt
افتراضي تلك هي النعم حقا فارعها!

تلك هي النعم حقا فارعها!

إبراهيم الأزرق

الحمد لله وبعد: فإن نعم الله على عباده كثيرة كما قال ربنا سبحانه: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 18] وذلك بعد أن ذكر جملة من النعم التي عمّ نفعها عموم الخلق.

والله تعالى يمتن على عباده تارة بما سخَّر لهم في الكون من الأجرام الكبار؛ كالسموات والأرض والشمس والقمر والنجوم والكواكب، وتارة يمتن عليهم بما سخَّر لهم في الأرض من المنافع التي هيأتها للقرار، وتارة بما أجراه الله فيها من ماء وهواء جعلهما قيامًا للمخلوقات، وتارة بما سخَّره لهم فيها من الحيوانات، وتارة بما أنبته من زرع أو ثمر، إلى غير ذلك، وفي صدر سورة النحل وأثنائها من ذلك شيء كثير فلا غرو أن تسمى بسورة النعم. وعامة النعم المذكورة في سورة النحل نعمٌ عامة، ينتفع بها المسلم والكافر، والبر والفاجر، بل وربما الحيوان.

ولله عز وجل نعم أخرى أجَلُّ وهي التي خص بها أقوامًا وجعلهم متفاوتين فيها، ثم نوه بإنعامه على المبرزين فيها منهم! والله تعالى إنما يمتدح من أنعم عليه النعمة الخاصة لا العامة، وكثيرًا ما يُذكِّر بالنعمة العامة، للاجتهاد في طلب النعمة الخاصة، الموصلة إلى النعمة الكبرى!

والنعمة الخاصة في الجملة هي نعمة الإسلام، وقد امتن الله بها على عباده في نحو قوله: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات: 17]. وهذه النعمة يتفاوت فيها الناس، ويتميز بعضهم في بعضها، وهي التي يثني الله عز وجل على من تحقق بها، بل يجعله حائزًا للنعمة على الحقيقة، والمسلم يقرأ في الصلوات: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 6، 7]، ولا يريد بالنعم هنا العامة بل الخاصة، التي امتن الله تعالى بها على أنبيائه وخيرته من خلقه كما قال: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69]!

وقال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم: 58]، وتأمل هذه الآية وما قبلها تجد مصداق ما تقدم! فقد نوّه الله عز وجل قبلها بجملة من أنبيائه، وذكر ما أنعم به على كل واحد منهم مما تميّز به فنوه في أول السورة بيحيى عليه السلام فقال: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا} [مريم: 12 - 14]، وقال عيسى عليه السلام: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم: 30 - 32]، ثم نوه بإبراهيم عليه السلام فقال: {إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا} [مريم: 41]، وقال أيضًا: {وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلنا نبِيًّا * وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} [مريم: 49، 50]، فذكر نعمة الذرية المباركة الصالحة، وما وهب لهم من رحمته، ثم ذكر موسى عليه السلام فقال: {إِنَّهُ كَانَ مُخْلصًا} [مريم: 51]، قرأ كثير من القراء مخلصا بكسر اللام، ثم قال: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا * وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا} [مريم: 52، 53]، فنوه بنعم دينية جليلة ختمها بمنته على أخيه بالنبوة، والأخ الصالح المعين على الخير نعمة وأي نعمة! ثم ذكر إسماعيل وأشاد به فقال: {إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 54، 55]، ثم ختم بذكر إدريس عليه السلام فنوه به وقال: {إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم: 56، 57]، ثم عقب على ما ميّز به هؤلاء جميعًا فقال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [مريم: 58]! فعلم أن النعم على الحقيقة هي النعم الدينية، لم ينوّه ههنا بشيء من النعم الدنيوية المحضة وإنما نوّه بالدينية، من النبوة والرسالة، والصديقية، والإخلاص، والحكمة، والتقى، وصدق الوعد، والبر بالوالدين أو أحدهما، والسلامة من الجبروت والشقاء، والأمر بالمعروف، وتلك هي النعم حقًا!

وحري بالمسلم أن يطلبها أشد الطلب، وأن يحمد الله على ما وفقه له منها، وأن يعلم أنّ مبنى التفضيل والتفاضل عليها، وتأمل داود وسليمان -عليهما السلام- آتاهما الله تعالى من النعم ما شاء، حتى مَلَّك سليمان –عليه السلام- الدنيا، {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ * فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [ص: 35 - 39]، ثم لما ذكر مِنَّتَه عليه وعلى والده عليهما السلام التي أوجبت تفضيلهما، لم يعرض لذلك وإنما ذكر العلم النافع! ونوّه بشكرهما على هذه المنّة الموجبة للتفضيل خاصة! فقال سبحانه: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ} [النمل: 15]، فجعل موجب التفضيل العلم، وقرن ذكره بشكرهما على تفضيلهما به، ولما ذكر سليمان غيرها من النعم حمد الله تعالى، وعرف قدرها لكنه لم يذكر كونها موجبة تفضيل مع عظمها بل قال: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ} [النمل: 16].

وبعد: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} [البقرة: 200]، عمرك الله! كيف بمن يطلب البعر ثم يرمي بالدرر! يطلب النعم الدنيوية، معرضًا عن النعم العظمى المنوّه بها، ومغبون - والله - من دأب يطلب النعم العامة، معرضًا عن النعم الدينية التي يكون التفضيل بها، والله تعالى كثيرًا ما يذكرنا بالإنعام العام ليكون سببًا إلى الرُشد والجَهد في طلب الإنعام الخاص، وذلك هو الموصل إلى النعيم حقًا، إلى النعيم المقيم، الذي لا يزول ولا يحول، ومن تأمل الأذكار الشرعية بدا له مقام سؤال النعم الدينية الموصلة إلى النعم الأخروية السرمدية! هذا والله أسأل أن يهدينا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم في الدنيا والدين، من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.00 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]