|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الرقية الشرعية وبعض ضوابطها محمد الحمود النجدي قبل التعرف على الرقية الشرعية وضوابطها، ماهي الرقية ؟ الرقية لغة هي : العوذة ، وجمعها رقى ، يقال : رقى الراقي رقيا ، ورقية ورقيا ، إذا عوذ ونفث في عوذته . وفي تعريف الرقية يقول ابن الأثير : الرقية العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة ، كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات . والأصل في الرقية أنها مشروعة ، وهي نوع من الدعاء الذي أمرنا الله سبحانه به ، وهي عبادة من العبادات . قال تعالى: { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } (غافر : 60 ). وقال: { فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون } (غافر : 14 ). وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” الدعاء هو العبادة ” . (رواه الترمذي) . وقد ذكر الله الرقية في كتابه ، في قوله سبحانه وتعالى : { كلا إذا بلغت التراقي * وقيل من راق } (القيامة :27 ). فأخبر تعالى عن حالة الاحتضار ، فإذا بلغت الروح التراقي ، وهي جمع ترقوة ، وهي العظام المكتنفة لنقرة النحر ، {وقيل من راق } هو من الرقية ; أي : هل من راق يرقي ، أي : يشفيه ويعالجه . الأدلة من الكتاب والسنة قال الله عز وجل : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا } (الإسراء :82 ). { شفاء ورحمة للمؤمنين } والشفاء : هو الدواء الشافي من كل ما يؤذى ، ويجمع على أشفيه . قال ابن كثير : أي : يذهب ما في القلوب من أمراض ، من شك ونفاق ، وشرك وزيغ وميل ، فالقرآن يشفي من ذلك كله . وهو أيضا رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه ، وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه ، فإنه يكون شفاء في حقه ورحمة . وكونه شفاء للأجسام كذلك ، إذا رقى عليها به ، كما تدل عليه الأحاديث الصحيحة ، ومنها قصة أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عندما رقى الرجل اللديغ بالفاتحة ، وهو صحيحة مشهورة في صحيح مسلم . وروى البخاري : عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات ، فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها . فسألت الزهري : كيف كان ينفث ؟ قال : كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه. وروى مالك : عن ابن شهاب عن عروه عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى قرأ على نفسه المعوذتين وتفل أو نفث. قال أبو بكر بن الأنباري : قال اللغويون تفسير ” نفث ” نفخ نفخا ليس معه ريق . ومعنى ” تفل ” نفخ نفخا معه ريق . وكذا قول الله تعالى : { يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين } (يونس : 57 ). وقال : { قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء } (فصلت : 44 ). وأما في السنة ، فأحاديث كثيرة ، فمنها : 1- فما جاء في حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه أنه قال : قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وبي وجع قد كاد يبطلني ، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ” اجعل يدك اليمنى عليه ، وقل : بسم الله ، أعوذ بعزة الله وقدرته ، من شر ما أجد وأحاذر ، سبع مرات “. فقلت ذلك فشفاني الله . (رواه مسلم) . 2- وعن عائشة رضي الله عنها : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه رخص في الرقى من كل ذي حمة . (أخرجه البخاري ومسلم) . والحمة : السم . 3- وعنها أيضا : قالت : كان رسول الله إذا اشتكى الإنسان ، أو كانت به قرحة أو جرح ، قال بإصبعه : هكذا – ووضع سفيان سبابته بالأرض – ثم رفعها فقال : ” باسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يشفى سقيمنا ، بإذن ربنا ” . (أخرجه البخاري ومسلم) . 4- عن جابر قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى ، فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا رسول الله ، إنه كانت عندنا رقية ، نرقي بها من العقرب ، وإنك نهيت عن الرقى ، قال : فعرضوها عليه ، فقال : ” ما أرى بأسا ، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه ” . (رواه مسلم) . 5- وعند مسلم أيضا : عن جابر بن عبد الله يقول : رخص النبي صلى الله عليه وسلم لآل حزم في رقية الحية . 6- وقال صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت عميس رضي الله عنها : ” ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة – أي : نحيفة – تصيبهم الحاجة ؟! قالت : لا ، ولكن العين تسرع إليهم ، قال : ” ارقيهم ” قالت : فعرضت عليه ، فقال : ” ارقيهم “. ضارعة: نحيفة ضعيفة. تصيبهم الحاجة : أي هل هم فقراء ؛ فلا يجدون طعاما ؟ 7- وعن الشفاء بنت عبد الله رضي الله عنها قالت: دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال لي : ” ألا تعلمين هذه رقية النملة ، كما علمتيها الكتابة “. (رواه الإمام أحمد) . قال أبوعبيد وابن قتيبة الدينوري وابن الأثير : النملة قروح تخرج في الجنب . 8- وعن عبد الله بن مسعود قال : بينما رسول الله يصلي إذ سجد فلدغته عقرب في إصبعه ، فانصرف رسول الله ، وقال : ” لعن الله العقرب ما تدع نبيا ولا غيره” قال: ثم دعا بإناء فيه ماء وملح ، فجعل يضع موضع اللدغة في الماء والملح ، ويقرأ : ” قل هو الله أحد ، والمعوذتين ، حتى سكنت “. (أخرجه ابن ماجة (1030) والسلسلة الصحيحة (547 و548) ). 9- وعن أبي خزامة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت أدوية نتداوى بها ، ورقى نسترقي بها ، وتقى نتقيها ، هل ترد من قدر الله شيئا ؟ قال : ” هي من قدر الله “. (رواه ابن ماجة) . 10- وعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال : كنا نرقي في الجاهلية ، فقلنا : يا رسول الله ، كيف ترى في ذلك ؟ فقال : ” اعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك “. (رواه مسلم) . فهذا الحديث : يدل على جواز الرقى ، ما لم يكن بها شرك ، وما لم تكن ذريعة للشرك . فقوله : ” لا بأس بالرقى ، ما لم يكن فيه شرك ” ظاهر في إطلاق الإباحة في هذا الباب ، ما لم يكن في الرقى شرك ، أو مخالفة شرعية ، أو تداوي بنجاسة أو محرم . والرقى التي فيها شرك ، هي التي فيها استعاذة بالجن ونحوهم ، كما قال تعالى: { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا } . (الجن : 6 ) وقال أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى : ” فأما الرقى فالمنهي عنه : هو ما كان منها بغير لسان العرب ، فلا يدرى ما هو ؟ ولعله قد يدخله سحر أو كفر ، فأما إذا كان مفهوم المعنى ، وكان فيه ذكر الله تعالى ؛ فإنه مستحب متبرك به والله أعلم ” انتهى من ” معالم السنن ” ( 4 / 226 ) . لكن الأفضل ، مطلقا ، أن تكون بالعربية للقادر عليها . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” وعامة ما بأيدي الناس من العزائم والطلاسم والرقى التي لا تفقه بالعربية ، فيها ما هو شرك بالجن . ولهذا نهى علماء المسلمين عن الرقى التي لا يفقه معناها ؛ لأنها مظنة الشرك ، وإن لم يعرف الراقي أنها شرك . وفي صحيح مسلم : عن عوف بن مالك الأشجعي قال : كنا نرقي في الجاهلية ، فقلنا : يا رسول الله ، كيف ترى في ذلك ؟ فقال: ” اعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرقى ، ما لم يكن فيه شرك “. وفي صحيح مسلم أيضا : عن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب وإنك نهيت عن الرقى قال: فعرضوها عليه فقال: ” ما أرى بأسا ، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه ” . (مجموع الفتاوى : (19/13) ). شروط الرقية أما عن شروط الرقية : فيقول الحافظ ابن حجر العسقلاني : يتخلص من كلام أهل العلم ؛ أن الرقية تكون مشروعة ؛ إذا تحقق فيها ثلاثة شروط و هي : 1- أن لا يكون فيها شرك ولا محرم . 2- أن تكون بالعربية أو ما يفقه معناه . 3- أن لا يعتقد كونها مؤثرة بذاتها ، بل بإذن الله تعالى . وصفة الرقية الشرعية وصفة الرقية الشرعية أن يضع المريض يده على موضع الألم فيقرأ شيئا من القرآن ، أو من الأدعية من السنة على نفسه بنفسه ، أو يقرأ الراقي شيئا من الكتاب أو من السنة على المريض ، أو يقرأ في ماء ونحوه مع النفث الخالي من البزاق ثم يعطى المريض .
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |