سنة الاختلاف بين الزوجين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4955 - عددالزوار : 2058314 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4531 - عددالزوار : 1326808 )           »          How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-07-2023, 12:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي سنة الاختلاف بين الزوجين

سنة الاختلاف بين الزوجين



الاختلاف بين الناس من سنن الله الكونية؛ قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [هود: 118]، فالإسلام لا يريد من الأشخاص أن يكونوا متطابقين إلى درجة زوال الفروق الفردية بينهم، ولا يريد منهم أن يكونوا نسخًا مكررة بعضهم عن بعض، ولا يريد منهم أن يكونوا متنافرين بحيث يصبحون أعداء متشاحنين، لكن المطلوب أن يتقارب المسلم مع أخيه؛ فلا يغلو ولا يقصر.

يا عباد الله، الأسرة هي اللبنة الأولى للمجتمع المسلم، فترى الشاب يبحث عن شريكة حياته، ويحاول جاهدًا أن تكون قريبة من تفكيره وطِباعه وتربيته، وهذا مطلوب شرعًا؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «انظر إليها؛ فإنه أحرى أن يُؤدَمَ بينكما»، لكن الخطأ الأكبر أن يبحث عن فتاة مطابقة له إلى درجة المائة بالمائة، وهذا لن يحدث أبدًا، وكذلك الفتاة تريد أن يأتيها شخص مطابق لها في تفكيرها وتقديرها وطباعها تمامًا، وهذا من الصعب إيجاده.

وهنا ينسى الشاب والفتاة سنة الله في الاختلاف بين الناس، مما يجعل ما يرمي إليه صعبَ المنال، فيدخله في حالة صعبة من الانتقاء والاختيار، ووضع الشروط الكثيرة والصعبة على والديه، وهذا ما يفسر لنا بعض أسباب عدم إقدام الشباب والفتيات على الزواج.

يا عباد الله، فتاة تقول: أذكر في بداية زواجنا، كنت أنزعج كثيرًا من تأنِّي زوجي الزائد عند الخروج من المنزل، فكان يأخذ وقتًا طويلًا في ارتداء ملابسه واهتمامه بمظهره، أما أنا فكنت سريعة في قضاء أموري وأمور المنزل، ولكن لأنني أحبه حاولت التأقلم مع هذا الاختلاف، والمفارقة أنه مع مرور الأيام وقدوم الأولاد، انعكست الآية، فصِرْتُ أستغرق زمنًا أطول لتجهيز الأولاد عند الخروج، تقول: يجب على كل طرف احترام اختلاف الطرف الآخر والتأقلم معه، وذلك بتقديم التنازلات من قِبل الطرفين، وبهذه المسألة يمكن تجنب المشاكل والجدال.

ويقول شاب: لأنني أحب قضاء وقت فراغي في البيت والجلوس أمام التلفاز، كان هذا الطبع يزعج زوجتي جدًّا؛ لأنها تفضل الخروج والتسوق، يقول: مع مرور الأيام وجدنا حلًّا لهذا الخلاف؛ وهو أننا اتفقنا على أيام معينة للخروج، وأخرى للجلوس في المنزل، وهكذا أرضى كلٌّ منا الآخر.

عباد الله، إن الاختلاف بين الزوجين؛ كأن يكون أحدهما شديدَ النظام والآخرُ فوضويًّا، أو أحدهما عصبيًّا، وصوته عاليًا، والآخر هادئًا وصوته منخفضًا، أو يكون أحدهما يحب السهر، والآخر يحب النوم مبكرًا، أو أحدهما يحب الجو باردًا، والآخر يحبه معتدلًا، كل هذه الاختلافات وغيرها أمر طبيعيٌّ، فكلٌّ منهما قادم من بيئة مختلفة، ولا ننسى أن للصفات الوراثية دورًا في طِباعنا، كما أن لها دورًا في أشكالنا؛ قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [الروم: 22].

فقد جعل الله من سُنَّة الحياة أن يعيش الأب مع ابنه، والزوج مع زوجته، والأخ مع أخته، وجعل الناس يتعايشون في مدارسهم وأعمالهم، في أسواقهم ومساجدهم، في استيطانهم وترحالهم، رغم الاختلاف بينهم، فإن من حكمة الله أن جعلهم يتكاملون فيما بينهم؛ فهذا غني وهذا فقير، هذا أمير وهذا حقير، هذا عامل وهذا مدير، كل هذا حتى تتحقق السعادة والرضا بين الجميع؛ قال صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنةً، إن سخط منها خُلُقًا، رضِيَ منها آخر».

يا عباد الله، ولكي نقلل من المشاكل التي يحدثها الاختلاف بين الزوجين؛ علينا الآتي:
أولًا: لا بد أن يقبل كل طرف الطرف الآخر بما هو عليه من سلوكيات أو علل تزعجه.
ثانيًا: معرفة أن كل واحد من الزوجين جاء من بيئة مختلفة، وأنه بعد فترة وجيزة من التقبل والتنازلات يبدأ الطرفان في تكوين مجموعة من الطِّباع والعادات التي تناسبهما؛ وذلك بغرض التفاهم وتسيير الحياة الزوجية.
ثالثًا: إيجاد قوانين وصيغ توافقية بين الزوجين للتعامل مع الخلاف، خاصة إذا توفر الحب بينهما، وأن أي مشكلة يمكن حلُّها بالتفاهم والحوار.
رابعًا: اختلاف الطباع بين الزوجين يمكن أن يكون مصدرًا لبلوغ السعادة بما يحدثه من تنوع في الحياة الزوجية، وأن كل طرف يكمل الطرف الآخر.
خامسًا: على كل طرف ألَّا يسعى إلى تغيير الآخر، وإنما بالاتفاق وإيجاد أرضية مشتركة، وحلول يتفق عليها الجميع.
سادسًا: على كل طرف أن يسعى إلى إرضاء الآخر؛ وذلك بالتنازل عن الشيء الذي يحبه من أجل الطرف الآخر، دون المساس بكرامة أي أحد منهما، وعلى الطرف الآخر أن يبادل شريكه التغافل والتنازل والعفو.

سابعًا: إن وجود الرغبة عند كلٍّ منهما في العيش بسلام مع شريك حياته، ووجود الحب والتضحية والتنازل، ومراعاة شعور الطرف الآخر واحترام رغباته - من أهم الأسباب لتجاوز الاختلاف بين الزوجين.

هذا، وصلوا وسلموا - عباد الله - على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم.







منقول


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.96 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]