|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التهنئة بالعيد وبمواسم الخيرات في الدين والدنيا الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين التهنئةُ برمضانَ والعيد وعشر ذي الحجة، وغيرها من مواسم الخير في الدين والدنيا مشروع ومستحبٌّ، وقد هنَّأ طلحةُ كعبًا بقبول توبته، بحضور النبي صلى الله عليه وسلم وإقراره؛ فصار ذلك أصلًا في استحباب التهنئة بكل خير للمسلم في دينه ودنياه. ودليله: ما أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له، من خبر قبول توبة كعب بن مالك، وتهنئة طلحة له بذلك رضي الله عنهما، برواية كعب بن مالك قال: ((قد ضاقت عليَّ نفسي، وضاقت عليَّ الأرض بما رحُبت، سمعت صوت صارخ أوفى على سَلْعٍ، يقول بأعلى صوته: يا كعب بن مالك، أبْشِرْ، قال: فَخَرَرْتُ ساجدًا، وعرَفت أن قد جاء فرَجٌ، قال: فآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر، فذهب الناس يبشروننا، فذهب قِبَلَ صاحبيَّ مبشِّرون، وركض رجل إليَّ فرسًا، وسعى ساعٍ من أسْلَمَ قبلي، وأوفى الجبل، فكان الصوت أسرع من الفرس، فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني، فنزعت له ثوبَيَّ، فكسوتهما إياه ببشارته، والله ما أملك غيرهما يومئذٍ، واستعرت ثوبين فلبستهما، فانطلقت أتأمَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقَّاني الناس فوجًا فوجًا، يهنئونني بالتوبة ويقولون: لِتَهْنِئك توبة الله عليك، حتى دخلت المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد، وحوله الناس، فقام طلحة بن عبيدالله يُهَرْوِلُ حتى صافحني وهنَّأني، والله ما قام رجل من المهاجرين غيره، قال: فكان كعب لا ينساها لطلحة))؛ [وهو في مسلم برقم (53 - 2769) تحقيق: عبدالباقي، وفي البخاري برقم 75 /4156 تحقيق: البغا]. قال النووي في شرح حديث توبة كعب بن مالك: "قوله: (يا كعب بن مالك، أبشر)، وقوله: (فذهب الناس يبشروننا)، فيه دليل لاستحباب التبشير والتهنئة لمن تجددت له نعمة ظاهرة، أو اندفعت عنه كربة شديدة، ونحو ذلك، وهذا الاستحباب عامٌّ في كل نعمةٍ حصلت، وكُرْبَةٍ انكشفت، سواء كانت من أمور الدين أو الدنيا"؛ [شرح النووي لمسلم (17/ 522)]. قال في الروض المربع: "ولا بأس بقوله لغيره: تقبل الله منا ومنك، كالجواب"؛ قال ابن قاسم في حاشيته على الروض (2/ 522): "أي: لا بأس بتهنئة الناس بعضهم بعضًا بما هو مستفيض بينهم، ويُحتج لعموم التهنئة لِما يُحدِث الله من نعمة، ويدفع من نقمة، بمشروعية سجود الشكر، والتعزية، وتبشير النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم رمضان، وتهنئة طلحة لكعب بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وإقراره له، والقياس: تهنئة المسلمين بعضهم بعضًا بمواسم الخيرات، وأوقات وظائف الطاعات. وقال شيخ الإسلام: وقد رُوِيَ عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخَّص فيه الأئمة كأحمدَ وغيره، وذكر الحافظ وغيره مشروعيته، وفيها آثار يُحتَجُّ بها في مثل ذلك، والمقصود منها التودد وإظهار السرور، وهو في العيدين شعار الدين، وليس كسائر الأيام. وفي النصيحة: هو قول الصحابة، وقول العلماء، ومنه أن يقول لغيره بعد الفراغ من الخطبة: تقبل الله منا ومنك، وأحاله الله علينا وعليك، ونحو ذلك، وكالجواب لمن قال له ذلك أن يقول له: تقبل الله منا ومنك، أو حاله الله علينا وعليك، وغير ذلك مما جرت العادة به، ومنه: المصافحة إن اتحد الجنس، لا أمرد، وقال أحمد: لا أبتدئ به، فإن ابتدأني أحدٌ أجبتُه؛ وذلك لأن جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سُنة مأمورًا بها، ولا هو أيضًا مما نُهي عنه".
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |