|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أهلي لا يعينونني على الالتزام أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: فتاة لا تستطيع التعبد لله من صلاة وتلاوة قرآن، وقيام الليل، وتزعم أن ذلك بسبب أهله، فالبيت لا يهدأ أبدًا، ولا أحدَ يُعينها على الالتزام، وتسأل: ما الحل؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لديَّ مشكلةٌ أعانيها منذ فترة طويلة، وهي أن بيئتي ليست بيئة إسلامية، ولا أحدَ يُعينني على الطاعة سوى أمي؛ فلي من الإخوة اثنان؛ أحدهما يكبرني بسنة، والآخر أصغر مني وهو في سن الثالثة عشرة، وكلاهما لا يصلي، والسبب في هذا أن أبي حفظه الله متهاونٌ في نصحهم بالصلاة نوعًا ما، كما أنه لا يصلي بالمسجد، ولكنه يصلي في البيت، وينام عن صلاة الفجر، ويصليها بعد الشروق، بيتنا صغير لا أجد مجالًا فيه للصلاة، مليءٌ بالصور من ذوات الأرواح، وأختي الصغيرة أفسدت طهارة المنزل، فأصبحت أجد حرجًا كبيرًا عندما أريد الصلاة، البيت لا يهدأ أبدًا، إزعاج من الصباح للمساء، وفي كل وقت، موسيقا على مدار اليوم، عندما أصلي أجدهم يتحدثون إلى جانبي، أو أجد أمي تناديني، أو يكون هناك صُراخٌ وشِجار، فكيف لي أن أخشعَ في الصلاة في هذا الوضع؟ والتلفاز مشغَّلٌ دائمًا، وكل شخص يُمسك هاتفه ويرفع الصوت، حتى إنه لا مكان للصلاة، سابقًا كنت أريد الاستيقاظ لأقوم الليل، ولكنني فقدت الأمل، فعائلتي بعضهم يستيقظ ليلًا، وبعضهم يستيقظ نهارًا، فالإزعاج طول اليوم حتى في الليل، أريد أن أدعو وأقرأ القرآن، ولكن لا أستطيع، ذات مرة فتحت المصحف، ودخلت إلى المطبخ لأقرأ؛ لأن البيت كان مزعجًا جدًّا، فدخل والدي المطبخ ليتحدث بالهاتف، لا أرى لمشكلتي حلًّا، ولا أعلم لماذا أكتب هذا إليكم، فأنتم لن تستطيعوا تغييرَ منزلنا أو تغيير أفراد عائلتي، لكن لعلِّي أجد عندكم ما يفيدني وينفعني، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد؛ أما بعد: ابنتي الغالية، أسأل الله لكِ الثبات والتوفيق، وأن يُعيذَكِ من همزات الشياطين ووساوس النفس، مشكلتكِ ليست فقط أن بيتكم صغير، مشكلتكِ في نظام الحياة في البيت، فاللهوُ وعدم انتظام النوم، وتضارب المواعيد، كل ذلك يجعل الفوضى السمةَ الأولى في البيت، أعانكِ اللهُ، ويسَّر لكِ الخير بعلمه، وهداكِ إليه. لا شكَّ أن البيت الواسع المنظَّم يحقِّق الأمن والسعادة للإنسان، وأن هذه الحياة الارتجالية الفوضوية تَهدِمُ القِيَمَ في النفوس، وتجعل الإنسان يسير مع الموجة الأقوى بغض النظر عن صحتها أو خطئها، ذكَّرتْني رسالتكِ بموقف مضحك: (ذهبت أمٌّ لبيت ابنتها لتخدمها في مرضها، وكان من المقرر أن تجلس معها أسبوعًا حتى تتعافى، فما هي إلا أيام ثلاثة وأتتْ فجرًا من عند ابنتها، فتعجَّبنا وسألناها، فقالت: لم أعْتَدِ الحياة مع النصارى! أضحكتنا كثيرًا من وصفها هذا، ولكنها قالت: لم أسمع الأذان قطُّ من صخب الأغاني، ولم أرَ أحدًا يصلي، والبيت لا ينام، فهذا يسلم لذلك، وكأننا في مطار دولي، فلم أحتمل)، فالحياة المنظمة لا شكَّ تُعين الإنسان على العبادة والنجاح، والسعادة، ولكنَّ الله خلق الإنسان في هذه الدنيا ليجاهد على مدى حياته، وكل إنسان له باب للابتلاء، فهذه بلاؤها في الصحة، وأخرى في المال، وثالثة في الجمال، وعاشرة في الزوج والولد أو البيت ... ولو حصرنا نافذةَ نظرِنا في هذا البلاء وحده، لانقضَتِ الأعمار بلا نجاح ولا عبادة ولا تعلُّم، فمن رحمة الله أنه لَمَّا خلق الإنسان في كبدٍ، خلَقه أيضًا مفكِّرًا وعاقلًا، وقادرًا على التكيُّف، ومبدعًا لِسُبُلٍ يتغلب بها على الصعوبات ليحقق البقاء. فاستغلِّي كل هذه القدرات التي منَحكِ الله إياها، وتكيَّفي مع الحال، حتى يأذن الله، ويرزقكِ بيتًا أفضلَ، مع زوج صالح محبٍّ لله ورسوله بإذن الله. هذا البيت الذي اعتاد السهر، إذا نظَّمتِ نومكِ فيه، فستجدين مُتَّسَعًا من الوقت، وسيختلف موعدكِ عن موعدهم، ولو قليلًا: فأولًا: لا بد أن تنظِّمي نومكِ؛ لأن هذا سيُعينكِ كثيرًا على الالتزام بالصلاة، فنامي قبل الحادية عشرة ليلًا. وثانيًا: أكثري من ذكر الله؛ لأن ضيقَكِ بالبيت وتوجُّهكِ لتَرْكِ الصلاة تحديدًا ما هو إلا من نوازع النفس الأمَّارة بالسوء، تريدكِ أن تتركي الصلاة وضميركِ مرتاح بحجة ضيق البيت، فهذا لا يصح، إن الله يعلم حالَكِ، وسيقبل منكِ صلاتكِ؛ سواء أتحقق الخشوع أم لم يتحقق، جاهدي نفسكِ، ولا تتركي الصلاة حتى وإن صليت على السُّلَّمِ! ثالثًا: انصحي أمَّكِ بالصلاة أو إخوتكِ، وشجِّعيهم واصبري عليهم، ففي هذا خير وفير، وسيبقى حسنات جارية لكِ، كما أنه سيجعل روتين الحياة بينكم متشابه، فتجدين - من ثَمَّ - فرصةً هادئة؛ لأن الجميع يصلي. رابعًا: حاولي النزول لأقرب مسجد بجواركم، وأتوقع أن جميع المساجد فيها مُصلًّى نسائي، فذلك سيجدد حياتكِ نوعًا ما، وينشط روحكِ، ويجعلها تُقبِلُ على الصلاة، وستصِلين للخشوع بإذن الله، ثم اعلمي يا حبيبة أن الخشوع مصدره الأول القلب، مهما كان الواقع حولكِ، فاستقبلي القبلة، واستقبلي معها جلال الله وحبَّهُ لعباده، ورحمته بضعفنا، وسيرزقكِ الخشوع، ولو كان حولكِ حربًا، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، وهو سبحانه لا يحرم عبدًا سأله بصدقٍ، بل هو بجلاله سبحانه يتودَّدُ للعبد بِنِعَمِهِ وستره وصبره على تقصيرنا. أخيرًا: أذكر لكِ أن شابًّا أعرفه نشأ مع والديه وإخوة ثلاثة في شقة أقل من 40 مترًا، ولم يجد مكانًا يمارس فيه حياته سوى زاوية من البلكونة (120& 40 سم)، ومن هذه الزاوية التي هي أصغر من قفص الدجاج، تخرج في كلية الهندسة، وكان محافظًا على صلاته، وبر والديه؛ مما جعله مَثَلًا نذكره دائمًا. هذا قضاء الله فيكِ، فاصبري واحتسبي، والْزَمِي الفرائضَ بروحٍ طيبة، وقلب مُعلَّقٍ بالله، وهو سبحانه بعلمه سيجعل لكِ مخرجًا يُرضيكِ بإذن الله.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |