تعالَ لنا وحدك! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121119 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          قصة سيدنا موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-06-2023, 03:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي تعالَ لنا وحدك!

تعالَ لنا وحدك! (1)



كتبه/ غريب أبو الحسن

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فنحن نولد في هذه الدنيا ونحن محاطون بدوائر من الحماية والرعاية؛ فإننا نولد لأبوين رحيمين حنونين يقدِّمان مصالحنا على مصالحهما، يريدان أن يرينا أفضل البشر، يحرصان على أن نكون صالحين نسير على أمثل الأخلاق، طائعين لله؛ حتى لو كان أحدهما تنكَّب الطريق؛ فإنه يحرص على ألا يقع أبناؤه في تلك الزلات التي وقع فيها.

ثم تنمو الأسرة ويكون فيها بنون وبنات ووالدان، ثم عائلة كبيرة، أجداد وأحفاد، وعمات وخالات، والأسرة والعائلة كذلك تمارس دورًا من الرعاية والحرص على بعضها البعض؛ فقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إِنَّ ‌الْخَالَةَ ‌وَالِدَةٌ) (رواه أحمد، وصححه الألباني)، وتنتقل ولاية المرأة بين عصبتها حسب القرب منها، فالأسرة والعائلة تحيط أفرادها بأسوار من الحماية والرعاية من الحفاظ على الدِّين والأخلاق والقيم، ونادرًا ما تجد أسرة تقبل أن يرتكب أبناؤها المنكرات في تجمعاتها، ومن أراد الانحراف فغالبًا ينحرف بعيدًا عن نطاق الأسرة.

ثم نحاط بالمجتمع الذي نحيا فيه، ويشكِّل المجتمع خط دفاع آخر عن الفرد؛ فالمجتمع يتشكل بناءً على موروث من القِيَم والدِّين والأخلاق، ويتطبع أفراد المجتمع بما يسود فيه من الأخلاق والقيم، ويعمل المجتمع على بقاء تقاليده والتي تشكل نقاط التماسك داخله، وأي مجتمع يغفل عن هذه القيم، فطريقه هو الذوبان وسط الغزو التتري للأفكار التي لا تنقطع ولا تتوقف موجاتها؛ فما مِن حضارة منتصرة إلا تريد نشر ثقافتها، وأنماط حياتها، والمغلوب مولع بتقليد الغالب كما ذكر ابن خلدون.

ثم نحاط أيضًا: بشريعة تم نقلها لنا بسندٍ متصلٍ كسلاسل الذهب، يستقي منه المجتمع أفكاره وهو مرجعية المجتمع فيما يتعلَّق بالدين والأخلاق، والقيم والتشريع، وهو الحادي لهذا المجتمع، وهو النبع الصافي الذي يأخذ منه المجتمع تقاليده وأخلاقه.

ويستند مجتمعنا على ثوابت من القرآن والسنة والإجماع والقياس الجلي، حافظت على مجتمعنا عبر مئات السنين قاومت هجمات التتر وحملات الصليبيين، وفترات الاحتلال فخرج مجتمعنا رغم جراحه متصلًا بجذوره وثوابته، ينتظر من أبنائه أن ينطلقوا منها ليعود فتيًّا كما كان.

ثم نحاط برموز وعلماء كانوا هم التطبيق العملي لهذا التراث ففهموه أفضل الفهم، وفسروه أبين التفسير، وكانوا هم قنطرة بين هذا التراث العظيم وبين المجتمع والأفراد؛ إذًا فأنتَ محاط بأسوار من الحماية والرعاية، محاط بأسرتك وعائلتك، ومجتمعك، وتراثك ورموزك؛ كل هؤلاء هدفهم الأول هو حمايتك من غريب الأفكار، ومن مزالق الطرق.

لذلك مَن أراد أن يخرب مجتمعًا ما؛ عليه أولًا: أن يدمر كل تلك الأسوار حتى يصل للفرد وحيدًا فريدًا، ضعيفًا بعيدًا عن كل رعاية ونصح؛ ولذلك فإن شعار المرحلة التي نحياها اليوم هو: "تعالَ لنا وحدك!".



تعالَ لنا وحدك، إناءً فارغًا حتى نملأك نحن بما نريد.

تعالَ لنا وحدك، متجرِّدًا من سلاحك ومن دروعك، مستسلمًا لنا ولثقافتنا، ولمظاهر حضارتنا، وسوف نجعلك تقتات على فتات بقايا موائدنا.

تعالَ لنا وحدك لعلك ستسمعها كثيرًا في الآونة القريبة تتردد على أذنيك حيثما يممت وجهك.

وستشعر بهم يتجاذبون ثيابك؛ كل منهم يريد أن ينفرد بك ليلقي لك أفكاره.

تعالَ لنا وحدك: ستسمعها تأتيك من قِبَل منصات الميديا العالمية، فنتفلكس، وأبل تي في، وديزني، وغيرها تقول لك: تعالَ لنا وحدك، أنت وهاتفك المحمول فقط؛ لنكرر أمام عينيك مشاهد الشذوذ آلاف المرات، بل سنجعل الشواذ يتصدرون بطولات الأفلام والمسلسلات، وسنظهرهم في صورة مبهرة يتحلون بالنبل والمروءة، فقد ولت مرحلة المطالبة بحقوق الشواذ واليوم سنجعلهم قدوات للمجتمع.

تعالَ لنا وحدك: ستسمعها تأتيك من ألعاب الجيمز؛ تعالَ لنا وحدك أنت وهاتفك، أو أنت وحاسوبك، وسوف نجعل أبطال ألعابنا كذلك من الشواذ، ولأنك تحب ألعابنا المبهرة سنجعلك أيضًا تنبهر بأبطالها الشواذ حتى تتصالح تمامًا مع رؤية تصرفاتهم، وحتى يصيروا لك مَثَلًا وقدوة.

وهذه المحاولات المستميتة لتمرير أصحاب هذا الفعل المنكر الذي أسماه القرآن العظيم فاحشة، والذي توعَّد الرسول فاعله بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، هذه المحاولات المستميتة هدفها أيضًا "أن تظل وحدك"؛ فهذه الفاحشة تقول لك: سنوفر لك طريقًا للتنفيث عن الشهوة، ولكن دون أن تشكل أسرة مستقرة ترعاها وترعاك، تحميها وتحميك، بل لا يترتب على هذه الفاحشة أي خير، بل مزيد من التفرد والبُعد والانعزال، والأمراض النفسية والجسدية.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 89.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 87.47 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.92%)]