أدوار المدارس في الإنذار المبكر لكشف الانحرافات السلوكية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4963 - عددالزوار : 2068267 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4539 - عددالزوار : 1337425 )           »          ما هي أبرز أسباب تأخر النطق عند الأطفال؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          أعشاب تدر الحليب: تعرف عليها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          أطعمة خالية من اللاكتوز: قائمة بأفضلها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          علاج هشاشة العظام بالأكل: هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          علاج التجشؤ بالأعشاب: 7 أعشاب فعالة ومجربة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          حمية dna: خطوة نحو تغذية مخصصة لصحتك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          كيف يتم علاج سوء التغذية؟ دليلك الشامل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          دليلك للأكل الصحي عند الإصابة بالتسمم الغذائي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-06-2023, 07:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,040
الدولة : Egypt
افتراضي أدوار المدارس في الإنذار المبكر لكشف الانحرافات السلوكية

أدوار المدارس في الإنذار المبكر لكشف الانحرافات السلوكية
مشل فريحان حليان الشمري


تُعد المدارس محورًا أساسيًّا في التنشئة الاجتماعية بعد الأسرة، ولِمَ لا وهي التجربة الاجتماعية الأولى للطفل، وتؤدي دورًا بالغ الأهمية في عملية التنشئة الاجتماعية وحماية الطفل من الانحراف، وعدم الانسجام الاجتماعي، وهي تقوم بوظائف التربية ونقل الثقافة المتطورة، وتوفير الظروف الملائمة للنمو جسميًّا وعقليًّا وانفعاليًّا واجتماعيًّا، فهي المكان الأمثل لتعليم الطفل المزيد من المهارات الاجتماعية؟


وتتعاظم وظيفةُ المدارس في كونها المكانَ الأول الذي تظهر فيه علامات الخطر الأولى على نمو الطفل، ولهذا كان لِما يُتَّخذ فيها من إجراءات وقائية وعلاجية في داخل المدارس، أهميةٌ مباشرة في الوقاية من الجنوح.

فللمدارس في وقتنا الراهن أدوارٌ بالغة الأهمية في الوقاية من معاناة الانحراف السلوكي، والوقوع في دوامات التغير الأخلاقي؛ نظرًا لأصدقاء السوء الذين يُحيطون بطلابنا في المجتمع المدرسي وخارجه، مستغلين ما يَحفل به الفضاء الواسع الذي حمل لنا ثقافات شتى ممتلئة بالممارسات السلوكية التي تخالف قِيَمنا وثقافاتنا وطباعنا، مُغلَّفة بمأربَ شتى، وانعكست تداعياتها على القيم الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية، وكان لها آثارٌ كبيرة على المجتمع، فتحوَّلت القيم في المجتمع، وبرَزت عادات وأخلاقيات استُمِدَّت من التيارات الوافدة والثقافات المختلفة التي جاءت في ركاب الفضائيات، وهي في جوهرها تتنافى مع تلك الأخلاقيات الرشيدة التي أمرنا بها دينُنا الحنيف؛ لذا وجب الوقوف على هذه الظاهرة لتوضيحها، آخذين بعين الاعتبار الجانبَ التطبيقي لإبراز وجهات النظر في القنوات الفضائية وتبعاتها المختلفة.

المدارس من أهم مؤسسات الرعاية الاجتماعية؛ لأنها تحوي الطلاب وتؤهِّلهم تأهيلًا علميًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا؛ لكونها تضم خليطًا من الطلاب المختلفين في الثقافات والهوايات والتنشئة الاجتماعية، وتتيح لهم التأثير والتأثر، ومِن ثم تتولَّد السلوكيات غير المنضبطة التي تبرز جليًّا داخل أروقة المدارس، ومن الممكن أن نحصر أسباب هذه السلوكيات المنحرفة فيما يلي:
أولًا: أسباب الانحرافات السلوكية:
(1) قد يُسبب طلبُ إدارة المدارس من الطالب إحضارَ ولي الأمر لأي سببٍ كان - إثارةَ عامل الخوف في نفسه، وهذا يدفَعه إلى أن يَهيم في الطرقات متخبطًا على غير هدى؛ مما يجعله مختلطًا بقُرناء السوء، ويدفعه أيضًا إلى الكذب على أهله لإيهامهم أنه يقضي وقته المهدور داخل قاعات المدارس، ثم لا يَلبث أن ينضمَّ إلى عصابات الأطفال التي لا تتورَّع عن عمل أي عملٍ مُخلٍّ بالآداب.

(2) اصطدام الطالب بالأوامر الصارمة، والواجبات القاسية التي لا تتناسب مع مقدرته.

(3) غياب الرعاية والتوجيه من إدارة المدارس؛ مما يؤذي الصورة الجميلة للمدرسة التي رسمها الطالب في مُخيلته، وتصبح مصدرًا مقذذًا، وباعثًا من بواعث القلق والاضطراب لديه.

(4) وجود معلمين غير مؤهلين، وعلاقتُهم بالطلاب سيئة، مع وجود أجواء عداءٍ وسخرية من المعلمين للتلاميذ، ومعاملاتهم معاملةً غير تربوية.

(5) الصراعات المتعددة بين الطلاب، والسخرية من بعضهم، وامتهانه داخل الصف، دون أن يكون هناك موقفٌ واضح للمعلم، أو إدارة المدارس للحد من امتهان بعض الطلاب.

(6) النظام المدرسي الشديد والأوامر الصارمة، والتعليمات والتهديدات المباشرة وغير المباشرة التي تُلقى من إدارة المدارس والمعلمين.

(7) اعتقاد المعلم بأن وظيفته فقط تقتصر على التعليم، وإهمال الجوانب النفسية والاجتماعية الأخرى؛ مما يسبِّب للطفل فراغًا نفسيًّا يجعله فريسة للوقوع في الانحراف.

(8) غياب التعاون بين الأسرة والمدرسة، وبقي كلٌّ منهما في وادٍ، منعزلًا عن الآخر.

ثانيًا: صور الانحراف السلوكي داخل المدارس:
تدفع الأسباب السابقة الطلاب إلى التمرد، ومن ثم تبدأ بذور التمرد تزداد تدريجيًّا يومًا بعد يوم، حتى تقود قدمَيْه إلى الزَّلل في سلسلة من الانحرافات السلوكية التي تأخذ أشكالًا متعددة يوضحها الرسم التالي:





ثالثًا: أدوار المدارس في الإنذار المبكر للانحراف:
تأتي وظيفة المعلم أو المرشد الطلابي الواعي الذي يُدرك طبيعة عمله، وتُصبح وظيفته في المدارس وظيفة شاملةً، لذا يجب عليه دراسةُ الخصائص المميزة في المدارس والمجتمع الذي يعتبر المدارس جزءًا منه.

إن فهمَ أسلوب الحياة المدرسية يُعد متطلبًا من متطلبات أي مُربٍّ فاضلٍ يؤدي عمله بصورة إيجابية في هذه المؤسسات الاجتماعية المهمة التي أعدَّها المجتمع لتزويد أبنائه بالمهارات الاجتماعية الملائمة التي تسمَح بالتفاعل الإيجابي المنتج مع البيئة التي يعيش فيها.

ومن ثم فإن القدرة على تمييز السلوكيات داخل المدارس، سجيَّة من أهم سجايا المربي الفاضل، الذي يتأكَّد من أن وجود بعض السلوكيات لدى الطلاب - كالغياب المتكرر، والتسرب وعدم الاهتمام بالواجبات المنزلية، ومخالفة الأنظمة المدرسية - قد يكون مؤشرًا للانحراف لدى الطلاب، ومِن ثَم يجب عليه دراستُها والتعاون البنَّاء مع الأسرة، من أجل القضاء على هذه الأسباب التي تجعل الطالب مهيَّأً للانحراف.

ومِن ثَم يأتي دورُ المدارس في دراسة هذه السلوكيات ذات المؤشر الانحرافي، ودراسة هذه المظاهر سواء فرديًّا أو جماعيًّا بالتعاون بين المعلم والمرشد الطلابي، ثم الاتصال بالبيت لتنظيم التعاون بين المدارس والبيت لمعرفة أسبابها، واتخاذ الوسائل الكفيلة لعلاجها قبل أن تُصبح ثابتًا من ثوابت الانحراف.

رابعًا: أدوار المدارس الوقائية والعلاجية من الانحراف:
(1) الدور الوقائي:
تسعى المدارس إلى تحقيق هدف أساسي من أهداف النظام التربوي، وهو تمكين التلميذ وإتاحة الفرصة أمامَه للنمو السليم جسميًّا وعقليًّا واجتماعيًّا وانفعاليًّا، حتى يستطيع التكيُّف مع نفسه ومع البيئة المحيطة به؛ مما يُؤهِّله لأن يكون عضوًا ناجحًا ونافعًا في المجتمع، وهذا يتطلب من المدارس رؤية واضحةً تَستهدف تعديل سلوك التلميذ، وشعوره وفكره تعديلًا ينسجم تمامًا مع أهداف هذه العملية التربوية، ولعل من أهم الأمور التي تضطلع بها المدارس لتحقيق الجانب الوقائي من الانحراف ما يلي:
(1) تكريس المزيد من العناية بحاجات الطلاب ومشكلاتهم، وتوجيه سلوكهم وانفعالاتهم، فالطفل في حاجة ماسة إلى "رفاق جددٍ يلهو معهم في وسط تربوي موجه للانتقال من عهد الأمومة إلى عهد التلمذة تدريجيًّا".

(2) ضرورة تأهيل المعلمين (المربين) قبل ولوج باب الخدمة، والاستمرار في تدريبهم أثناءَها - على توجيه العناية الفردية بالأطفال، والعمل معهم كأفراد وجماعات؛ لكي يتمكنوا من تنمية شخصيات التلاميذ، وتوجيه الرعاية والعناية السلوكية لهم.

(3) تحقيق روابط حقيقة وفاعلة بين المدارس والبيت، للوقوف على أسباب التغيرات السلوكية للطلاب، والاستفادة من هذا التعاون في اقتراح سُبل العلاج.

(4) تنمية وتقوية الوازع الديني لدى الطلاب؛ لأن تقوية هذا الشعور يساعد في تقوية الإيمان، وتنمية بذور المراقبة والخشية من الله عز وجل، وتدعيم المبادئ والقيم الدينية الأصلية التي ستحول بينه وبين شتى الانحرافات.

(5) تشجيع الطفل وإثارة دافعيَّتهم لعمل الخُلق الجميل، وتعزيز ذلك لديه.

(6) المحافظة على مشاعر الطفل داخل الصف وخارجه أمام الآخرين، وتنمية الإحساس لديه بأهميَّته.

(7) مراجعة الطفل فيما يَصدُر منه من سلوكيات سرًّا لا جهرًّا أمام الجميع، خَشيةَ افتضاح أمرِه أمامَهم.

(8) تدريب الطفل على الصدق ومطابقة قوله لعمله.

(9) تدريب الطلاب على الآداب العامة داخل أروقة المدارس؛ كعدم البصق في الطرقات، وأن يأكُل بيمينه، ويبدأ أكلَه بذكر الله، وهَلُمَّ جرًّا.

(10) تنمية العلاقات الطيبة بين الطلاب وبين معلميه بتقوية أواصر العلاقة القائمة على المودة والاحترام والنُّصح.

(11) ضرورة التشجيع على فتح مركز نفسي مُفعَّل داخل المدارس، يتولَّاه مختص نفسي، وتكون وظيفتُه مدَّ يد العون بالخدمات الإرشادية النفسية.

(2) الدور العلاجي:
لا يقف دورُ المدارس على حد الوقاية من الانحرافات السلوكية، لكنها بجانب إنذارها المبكر بسُبل الوقاية من الانحرافات السلوكية، وإنذارها بوقوع بذور الانحرافات، تتخطَّى كلَّ ذلك لتقدِّم لنا سبلَ العلاج الذي يقي الطلاب من الانحرافات، فالطلاب أحيانًا يأتون إلى المدارس وهم محمَّلون بانحرافات ربما أخذوها من المنزل، أو باحتكاكهم بالبيئات المختلفة، ومن أهم أدوار المدارس في تحديد أبعاد العلاج ما يلي:
(أ) تحديد الطلاب المصابين بالانحرافات السلوكية قبل اختلاطهم في حلبة المدارس، وتحديد أسباب هذه الانحرافات، سواء أكانت من خارج محيط المدارس من الأسرة، أم من المجتمعات الأخرى التي اختلط بها، وهنا يَبرز دورُ المختص الاجتماعي المتعاون مع المعلمين في مواجهة المشكلات الانفعالية والسلوكية التي تواجه الطلاب، وتحديد سُبل العلاج اللازم، ومراعاة تطبيقها من خلال المتابعة الدورية.

(ب‌) مساعدة الطلاب في التغلب على مشكلات التخلف الدراسي، من خلال تحديد سبب ذلك، ومحاولة التقليل من الواجبات المنزلية التي ربما تكون سببًا في الهروب من المدارس والتخلف الدراسي، مُقدِّمةً مشاريعَ علاجية وبرامجَ تقوية تلحق هؤلاء الطلاب بركاب المتميزين.

(ج‌) تعمَل المدارس على التغلب على مشكلات الطلاب الاجتماعية، والوقوف على ظروفهم الصحية والاجتماعية؛ إذ يترتب على أي عامل من هذه العوامل غيابٌ منقطع، ثم الهروب من المدارس، ثم بداية الاعتداء؛ كالكذب والسرقة، وغيرها من الانحرافات السلوكية.

(د‌) زيادة التواصل والترابط مع أولياء الأمور في شتى المجالات، وتقويض الحواجز بين المدارس والمنزل، وزيادة الوعي لدى أولياء الأمور بأهمية التواصل البنَّاء بينهم وبين المدارس، وتزويدهم بكل مستجدات أبنائهم.

(هـ) مساعدة الطفل على النمو السليم، وتأهيل السلوك الإيجابي للتلميذ، وتنميته نحو الأفضل تدريجيًّا وبثباتٍ.

ومما سبَق يتَّضح مدى أدوار المدارس في التوعية المبكرة بالانحرافات السلوكية، وتقديم حلول وقائية لها، والكشف عن الانحرافات السلوكية، وتقديم الحلول العلاجية لها، من أجل المساهمة في صنع أجيال وطنية قوية قادرة على تحدي الانحرافات.

المراجع:
(1) محمد فرج: الطفولة والثقافة والمجتمع، منشأة المعارف، الإسكندرية 1980.
(2) فهمي توفيق مقبل: العمل الاجتماعي الوقاية والعلاج في مؤسسات الرعاية الخاصة بالمجتمع العربي، كلية التربية، جامعة الملك فيصل، حقوق الطبع محفوظة للمؤلف.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.37 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.03%)]