تعلقت بطبيبي المعالج وأريد حلا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الهوية الإمبريالية للحرب الصليبية في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          «ابن الجنرال» ونهاية الحُلم الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التغيير في العلاقات الأمريكية الروسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          هل اقتربت نهاية المشروع الإيراني؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الشيخ عثمان دي فودي: رائد حركات الإصلاح الديني في إفريقيا الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          دور العلماء الرّواة والكُتّاب في نشأة البلاغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أصحّ ما في الباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التدريب على العجز!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-06-2023, 04:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي تعلقت بطبيبي المعالج وأريد حلا

تعلقت بطبيبي المعالج وأريد حلا
أ. لولوة السجا

السؤال:

الملخص:
فتاة متعلِّقة بطبيبها المعالج، وتُفكِّر فيه باستمرار، وتريد حلًّا لذلك التفكير والحب.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا فتاةٌ عمري 25 عامًا، متفوقة في دراستي، منذ عامينِ تعرَّضتُ لمشكلةٍ صحيَّةٍ، تابعتُ بعدها لدى طبيب (باطني)، وطمأنني كثيرًا على حالتي الصحية، وأخبَرَني أنها أمور طبيعية ولا تستحق القلق.

كان الطبيبُ يُتابع حالتي، ويسأل عني، وكان أسلوبُه هادئًا ومطمئنًا، وما زلتُ أُتابع معه إلى الآن!

لستُ كباقي البنات المُتحمِّسات للزواج، بل على العكس أنا متخوِّفة منه، ولا أفرح بالخطبة؛ لأنَّ لديَّ شروطًا معينةً لا بد أن تكونَ موجودةً في شخصية الرجل، مِن أهمها: اللينُ، واحترامُ المرأة، وعدم مَنْعِها مِن العمل.

صحيح أني أرغب في تكوين أسرة، وتقدَّم لي أكثرُ مِن شخصٍ، لكن لم أجِدِ الشخصَ المناسب!

مع ميلي للرجال فإنني مُحافِظة، ولا أضعُف أمام أيِّ رجل؛ لأنه بغض النظر عن الحرام، فإني أعد المشاعر بين الرجل والمرأة يجب أن تكونَ في إطارِها الصحيح.

لكن بالرغم مِن كلِّ ذلك، فإنَّ مشكلتي الآن هي تعلُّقي بالطبيب (الباطني) الذي يُعالجني؛ فأنا أُفكِّر فيه باستمرارٍ، وأُقدِّره كثيرًا، تعبتُ مِن تفكيري، ولا أعلم لماذا انْجَرَفَتْ مشاعري تُجاهه؟!

حاولتُ أن أُبعده عن تفكيري، وأزيله مِن رأسي، وأشغل نفسي بهواياتٍ ودراسةٍ؛ فظهر لي في أحلامي!

مِن كثرة تفكيري فيه أصبحتُ أنظُر لنفسي نظرةً دونية، فأشيروا عليَّ ماذا أفعل؟






الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فبُنيتي، اسمحي لي أنْ أتخلَّى عن قلمي لأنقلَ لك كلامًا لشيخ الإسلام ابن القيِّم رحمه الله؛ حيث ذكَر كلامًا نفيسًا ونافعًا لحالتك، وسأختصره لك هنا لعدم مناسَبة الإطالة:
قال ابن القيم: "هذا مرضٌ مِن أمراض القلب - يقصد به: العشقَ المُحرَّم - وهو مخالفٌ لسائر الأمراض في ذاته وأسبابه ‏وعلاجه، وإذا تَمَكَّن واستحكم عزَّ على الأطباء دواؤُه، وأعيى العليلَ داؤه..."، إلى أن ‏قال: "وعِشْقُ الصوَر إنما تُبتلى به القلوبُ الفارغة مِن محبة الله تعالى، المُعرِضة عنه، المُتعوِّضة ‏بغيره عنه، فإذا امتلأ القلبُ مِن محبة الله والشوق إلى لقائه، دفَع ذلك عنه مرض عِشْق ‏الصور؛ ولهذا قال تعالى في حق يوسف: ﴿ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ [يوسف: 24].

فدَلَّ على أنَّ الإخلاصَ سببٌ لدَفْع العشق، وما يَتَرَتَّب عليه مِن السوء والفَحشاء التي هي ‏ثمرتُه ونتيجتُه.

والعِشقُ مركَّبٌ مِن أمرين: استحسان للمَعشوق، وطمَع في الوصول إليه، فمتى انتفى ‏أحدُهما انتفى العشقُ، وللعشق أنواعٌ مِن العلاج، فإن كان مما للعاشق سبيلٌ إلى وصل ‏محبوبه شرعًا، فهو علاجُه؛ كما ثبت في الصحيحينِ مِن حديث ابن مسعود رضي الله عنه؛ ‏قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشرَ الشباب، مَن استطاع منكم الباءةَ ‏فلْيَتَزَوَّج، ومَن لم يستطعْ فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجاء))، فدَلَّ المحبُّ على علاجين: أصلي ‏وبدَلي، وأمَرَهُ بالأصلي؛ وهو العلاجُ الذي وُضع لهذا الداء، فلا ينبغي العدولُ عنه إلى غيره ‏ما وَجَدَ إليه سبيلًا.

روى ابن ماجه في "سننه" عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما، عن النبيِّ ‏صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لَم يُرَ للمتحابَّينِ مثل النكاح)) إلى آخر ما قال في "زاد المعاد (‏‏4/265)، وعلى هذا يُمكننا أنْ نُركِّز الكلام حول العِشق في نقاط:‏
1- العشق مرض مِن أمراض القلب، ولا بد مِن علاجه.‏

2- العشق منه حلال ومنه حرام؛ كما قال ابن القيم رحمه الله.

3- مِن طرُق علاج العِشق بين الرجل والمرأة: الزواجُ - إذا كان ممكنًا - وهو أصلُ العلاج ‏وأنفعُه.‏

4- إن كان لا يوجد سبيلٌ لوصول العاشق إلى معشوقه قدرًا أو شرعًا؛ كأن تكونَ المرأةُ ‏متزوجة مِن غير العاشق، أو كان العشقُ بين اثنين لا يمكن زواجهما؛ فمِن علاجه كما يقول ابن القيم: إشعار نفسه اليأس منه، فإنَّ النفسَ متى يئستْ مِن الشيء استراحتْ منه، ولم تلتفتْ إليه.

5- فإن لم يزلْ مرض العشق مع اليأس؛ فقد انحرف الطبعُ ‏انحرافًا شديدًا؛ فينتقل إلى علاج آخر، وهو علاجُ عقله، بأنْ يعلمَ بأن تعلُّق القلب بما لا ‏مطمع في حصوله نوع مِن الجنون، وصاحبه بمنزلة مَن يعشق الشمس، وروحه متعلِّقة ‏بالصعود إليها، والدوران معها في فلَكِها، وهذا معدودٌ عند جميع العقلاء في زمرة ‏المجانين!

6- فإنْ لم تقبلْ نفسُه هذا الدواء، ولم تُطاوِعْهُ لهذه المعالَجة، فلْينظُرْ ما تجلب عليه هذه ‏الشهوةُ مِن مفاسدَ عاجلة، وما تمنعه مِن مصالحها؛ فإنها أجلب شيءٍ لمَفاسد الدنيا، وأعظم ‏شيء تعطيلًا لمَصالحها، فإنها تَحول بين العبد وبين رُشده الذي هو ملاك أمره، وقوام ‏مصالحه.‏

7- فإنْ لم تَقْبَلْ نفسُه هذا الدواء، فلْيَتَذَكَّرْ قبائح المحبوب، وما يدعوه إلى النفرة عنه، فإنه ‏إن طلَبَها وتأمَّلها وجدها أضعاف مَحاسنه التي تدعو إلى حبه، وليسألْ جيرانه عما خفي ‏عليه منها؛ فإنَّ المحاسنَ كما هي داعية الحب والإرادة، فالمساوئُ داعية البُغض والنُّفرة، ‏فلْيُوازنْ بين الداعِيَين، وليحب أسبقهما وأقربهما منه بابًا، ولا يكن ممن غرَّه لونُ جمال على ‏جسم أبرص مجذوم، وليجاوز بصره حسن الصورة إلى قبح الفعل، وليعبر مِن حسن المنظر ‏والجسم إلى قُبح المخبر والقلب.‏

8- وأخيرًا كما يقول ابن القيم رحمه الله: فإن عجزتْ عنه هذه الأدوية كلها لم يبقَ له إلا ‏صِدق اللجء إلى مَن يُجيب المضطرَّ إذا دعاه، وليطرحْ نفسه بين يديه على بابه، مستغيثًا به، ‏مُتضرِّعًا متذللًا، مستكينًا، فمتى وفق لذلك فقد قرَع بابَ التوفيق فليعفَّ وليكتمْ، ولا ‏يُشبب بذكر المحبوب، ولا يفضحه بين الناس ويُعرِّضه للأذى، فإنه يكون ظالمًا مُتعدِّيًا؛ (زاد ‏المعاد في هدي خير العباد لابن القيم) (4 /275).‏

أما قولُ ابن القيم رحمه الله بأنَّ العشق منه حلال، ومنه حرام، فبيانُه: أنَّ مِن العشق الحرام ‏عشق الرجل امرأة غيره، أو عشقه للمردان والبغايا، وأمَّا الحلال فهو الذي يكون بين ‏الرجل وزوجته، ولم يتجاوزْ حدَّ الاعتدال، ولم يؤدِّ إلى الوقوع في محرَّم، أو ترك واجب مِن ‏واجبات الدين، وبناء على ذلك نقول: لا يجوز لك إرسال الرسائل إلى المحبوب؛ لأنكما ‏أجنبيان عن بعضكما البعض، ولا تجوز المُواصَلة بينكما بأية طريقة أخرى.

وإذا كنتما تُريدان الزواج، فلماذا لا تُقدِمان عليه؟ فإمَّا الزواج إذا كان ذلك ممكنًا، مع الصبر والتقى حتى يتم ذلك، أو قَطْع الصِّلة دون تردُّد، فإذا كان تعلُّق الرجل بالمرأة، أو المرأة بالرجل، خارجًا ‏عن النفس، فلا يجوز أن يتخذَ حجة لإقامة علاقة مع الطرف الآخر، أو مواصلته أو ‏مراسلته، ولكن إن كان يستطيع الزواج منه فلْيَتَقَدَّم لخطبته (وهنا الخطاب يَخُصُّ الرجل)، ولْيعجلْ ولْيَستعِنْ بالله، وإذا ‏كان لا يستطيع الزواج منه (كحال المرأة مع الرجل)، فلْيَقْطَعْ صلته به تمامًا، وليَيْئَس منه تمامًا كما تقدم، وليشغلْ ‏نفسه بما ينفعه في دينه ودنياه.

نسأل الله أن يصرفَ عنه هذا التعلق، الذي لا فائدة منه ولا ‏جدوى، وأن يُعوِّضه عن ذلك بالحلال. والله أعلم





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.26 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.29%)]