سمعة إخوتي ظلمتني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 118595 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40152 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366897 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-06-2023, 11:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي سمعة إخوتي ظلمتني

سمعة إخوتي ظلمتني
أ. هنا أحمد

السؤال:

الملخص:
سائلة عانت ظلمًا كثيرًا في حياتها؛ فقد هجرت وطنها وعاشت لاجئة، واضطرت للعمل وهي في العشرينيات من عمرها كي تنفق على أسرتها، وهي إلى الآن بلا زوج بسبب سمعة إخوتها، وتسأل: لمَ الظلم؟ وهل الله يعلم بمعاناتنا؟

التفاصيل:
أنا في مقتبل الأربعينيات من عمري، حياتي عبارة عن سلسلة متصلة من المعاناة؛ فأنا أعيش لاجئة، وسوف أظل كذلك حتى آخر حياتي، فقد حُرِمت من الوطن، كما أنني لم أكمل دراستي الجامعية، واضطُررت إلى العمل وأنا في العشرين من عمري؛ كي أنفق على أسرتي، وقد عانيتُ أشدَّ المعاناة بسبب سمعة إخوتي السيئة، فهم من أصحاب السوابق، وقد كان ذلك سببًا لرفض الشباب التقدمَ إليَّ، وقد تعرَّضت لظلمٍ كبير طول اثنى عشر عامًا، ولا أزال أعاني توابعه، حتى اللحظة التي أخطُّ فيها رسالتي إليكم، هل يكون القدر صعبًا حتى يخسر الإنسان سُمعته وماله، ويظلمه المجتمع والناس؟ هل يعرف الله عز وجل أوجاعنا وما نعانيه؟ ما الذنب الذي اقترفته يداي كي أتحمل وِزْرَ إخوتي، وأتحمل الظلم من المجتمع؟ وما ذنبي أن تنتهيَ حياتي كأنني ميتة بين الناس لا وجود لي؟ بأي ذنب أصبح بلا زوجٍ إلى الآن؟ لماذا المعاناة؟ أرشدوني، وجزاكم الله خيرًا.






الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فإن الإنسان يغفُلُ عن جانبين هامين في حياته، عندما تدْعَسُهُ الحياة، وتتوالى عليه الخُطُوب، وتنزل به المصائب؛ الجانب الأول: أنه ما زال أفضل من غيره، وأن في الخلق مَن هم أكثر بلاءً منه، الجانب الآخر: أنه لا يسأل نفسه: هل كنتُ أنا أحد أسباب هذا البلاء؟ أو هل كان يمكن أن أفعل شيئًا يُنقذني أو حتى يُخفِّف عني ما أنا فيه؟

لاعبُ كرةٍ مشهور يكسب الملايين، ويُحاط بكل متع الحياة والرفاهية والسعادة، ولكن فجأة يُصاب بالسرطان، يقول: لَمْ أقل: لماذا أنا يا رب؟ ولماذا تنزع مني كل هذه النِّعَمِ؟ يقول: لم أسأله عن هذا؛ لأنني لم أسأله يومَ كنتُ غنيًّا: لماذا أنا يا رب مَن تَهَبُ له كل هذه النعم؛ بسبب مهارة أنت أعطيتني إياها ابتداءً؟

هل يظلم الله بعض خلقه؟
يقول عز وجل: ﴿ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [النحل: 118]، ويقول عز وجل: ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46].

نعم، أنتِ تعرضتِ للظلم لَمَّا حُرمتِ من الوطن، ونشأتِ لاجئة، ولكن ليس الله من ظلمك، ولكنه الإنسان، ظلمتكِ أمة الإسلام لَمَّا تقاعست عن نصرة وإنقاذ فلسطين، وظلمك اليهود لما طردوكم من دياركم، ظلمكِ أهلكِ وإخوتكِ بسوء خلقهم وسُمعتهم وأفعالهم، ظلمكِ المجتمع الذي لجأتِ إليه لَمَّا اضطركِ للعمل للإنفاق على أُسرتكِ.

ولأن الدنيا دارُ بلاء واختبار، فإن الله يبتلي بعضنا ببعض؛ ليرى منا الصبر والإيمان والتسليم لأمره؛ قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ﴾ [الفرقان: 20].

تسألين: هل القدر يكون صعبًا لدرجة أن يخسر الإنسان سمعته وماله، ويظلمه الناس والمجتمع؟

بل قد يكون صعبًا ليخسر الإنسان فوق هذا صحتَهُ، ويُصاب بالمرض، وهو من أفضل خلق الله، كما كان حال سيدنا أيوب، فيدعو: ﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 83]، يقول هذا مع الإيمان والخضوع والاستسلام لأمر الله.

نعم، قد يُصاب الإنسان بأكثر من هذا، فيبتلعه الحوت، كما ابتلع سيدنا يونس فيبقى في بطن الحوت أيامًا لم يَمُتْ، ولم يكن يعرف مصيره، ومع هذا لا يقنط من رحمة الله، بل يدعو: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87].

نعم، قد يكون القدر صعبًا، فيُقتل وليُّ الله كما قُتل سيدنا يحيى، أو كما أُلقيَ سيدنا إبراهيم في النار، أو كما جاء الأمر له بأن يذبح ولده، فانصاع وأطاع.

نعم، إنها الحياة، صعبةٌ، وقد يكون قدر الإنسان فيها مؤلمًا؛ ليرفع الله درجاته في الآخرة، حتى إن الشهيد الذي عاين القتل وسُفكت دماؤه في الدنيا يتمنَّى أن يعود للدنيا مرات ومرات، يُقتل فيها في سبيل الله؛ لِما عاين من النعيم الذي أعدَّه الله له في الآخرة.

ثم تتسألين: وما ذنبي أن تنتهيَ حياتي كأنني ميتة بين الناس لا وجود لي؟
لكن لماذا أنتِ ميتة؟ نعم، تأخرت بكِ سِنُّ الزواج، ولكن هذا لا يعني أنه لن يأتيَ، نعم ظروفك صعبة، ولكن هذا لا يعني أنها لن تتحسن، فالغيب في علم الله، وعسى الله أن يسعد حياتكِ، وييسر لكِ الخير كله.

بقي الجزء الأهم، وهو دورك في الحياة؛ لأنه لهذا الدور خُلقتِ، وعليه سيكون مصيركِ في الآخرة، ويبدو من سؤالكِ أن هناك فراغًا كبيرًا في حياتكِ، سوف يملؤه القرب والأنس بالله، فاجعلي القرآن خليلَكِ وصفيَّكِ، احفظي منه ما استطعتِ، وحافظي على صلاتكِ، وتقربي من أخوات الخير يساعدْنَكِ في التخلص من تلك الوساوس والهواجس التي يُلقي بها الشيطان في نفسكِ.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.07 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.73%)]