زوجتي عنيدة تحب السيطرة

[ابوالوليد المسلم]

زوجتي عنيدة تحب السيطرة
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

السؤال:

♦ الملخص:
رجل متزوج من امرأة تتصف بالعناد وحب السيطرة؛ نتيجة لأن والدتها بهذا الشكل، وتفتعل له المشاكل ولا يستقر له قرار معها، وهي دائمة الشكوى من العيش مع والديه، وترفض أي مساعدة لهما، وهو يفكر في طلاقها أو الزواج عليها، ويسأل: ما النصيحة؟


♦ التفاصيل:
تزوَّجت منذ ست سنوات، زوجتي عنيدة، عصبية، طموحة، تحب السيطرة، وطبيعة بيئتها مليئة بالخلافات بين والديها منذ زواجهما، ووالدتها ذات سيطرة أيضًا، وحماي شخصية منعزلة، وأخواتها تجاربهم الزوجية مليئة بمشاكل مشابهة لوالدتهم، أما أنا فعلى العكس من ذلك ولله الحمد؛ حيث كان والداي متفاهمَيْنِ، وبيتنا تسود فيه المحبة والعلم والاحترام بيننا جميعًا، ولكنَّ مشكلتي أنني لا أستطيع إمساك العصا من المنتصف كما يقولون، فإما أن أرخيَ وأتساهل، وإما أن أشدَّ وأحزمَ، وما رأيته أن زوجتي لا تستقيم إلا مع الشدِّ، فإني كلما أكرمتها بمصاريف أو خروجات، فإن المشاكل تأتي بعدها مباشرة، وهناك جزءٌ من مشاكلي مع زوجتي بسبب عَيْشِنا مع والديَّ، رغم أنه كان شرطًا لي قبل الزواج، ورغم أن عيشها المشترك مع أبي وأمي كان محدودًا يتمثل في مساعدة في الطعام، وتنظيف جزئي للبيت، أما بقية اليوم، فإن زوجتي تقضيه بشقتها، على أن زوجتي تفتعل كل ثلاثة أشهر مثلًا مشكلة، ومنذ سبعة أشهر وفي أثناء غيابي في السفر، افتعلت مشكلة، وتدخَّل والدها الذي يُضخِّم المشاكل، وغضبت زوجتي، وقاموا بحرماني من أولادي، ولكني تماسكت، ولم أسأل عنها ولا عن الأولاد؛ لأنه حدث تطاولٌ بالشتم هذه المرة، وبعد ثلاثة أشهر من تَرْكِي لها، أرسلوا وسائطَ إليَّ بإرجاعها بشرط أنها لن تنعزل مدى الحياة مع والديَّ، فرجعت، ثم بعدها بأيام عزلتُها أنا تفاديًا لتكرار المشاكل، وأصبحنا ننزل يومين في الأسبوع لمدة ساعتين؛ يوم للتنظيف، ويوم للطعام مع والديَّ، ثم منذ أربعة أيام سافرت للعمل، ولَمَّا رجعت وجدت زوجتي تشكو ألَمًا، رغم أنها كشفت وقمنا بعمل الأشعة، وأصبحت على إثر ذلك الألم تشكو من نزولها يوم التنظيف عند والدتي، وقالت بأن أختي أخذت الإجازة، ونزولها يسبب لها التعب، فلما تجاهلتها، بكت بشدة وصرخت للذهاب للمستشفى، وذهبنا وقال الطبيب بأنها التهابات بسيطة، وقبلها بشهر قالت لي: نريد شقة إيجار أوسع من شقتنا، فماذا أفعل معها، وهي تستفزني بالكلام؟ وأنا أفكر جديًّا إما بطلاقها؛ لأنها لا تتغيَّر إلا لأشهر محدودة، ثم تعود لافتعال المشاكل، أو أتزوَّج عليها، ما النصيحة في مثل هذا الموقف؟



الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد:
فيبدو أن لمشاكلك مع زوجتك أحد السببين الآتيين أو كليهما؛ وهما:
١- طبيعة نفسيتها بِحِدَّةِ الغضب والشدة.
٢- تأثير أوضاع والديها غير المستقرة وحِدَّتُهما على نفسيتها.

وعلاج مثل هذه النوعية بالآتي:
أولًا: الدعاء لها.
ثانيًا: مناصحتها.
ثالثًا: الحزم معها؛ لأن مثلها لا ينفع معها اللين أبدًا، بل يزيدها تمرُّدًا.
رابعًا: تهديدها إن لم يتغير سلوكها بأحد أمرين؛ هما: الزواج عليها أو تطليقها.

وبعد ذلك، إن لم تتغير، فلعلك تستخير في الاحتفاظ بها، خاصة أن لكما ذرية، والطلاق يؤذيهم كثيرًا، واستَخِرْ كذلك في الزواج من ثانية إن كنت قادرًا.

حفِظك الله، ودلَّك على أرشد أمر لكما، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.