|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي يهجرني بلا سبب د. صلاح بن محمد الشيخ السؤال: ♦ الملخص: امرأة متزوجة من رجل إذا غضِب منها، فإنه يهجرها ولا يتعامل معها، وقد غضِب منها لسبب لا يريد أن يقوله، ويطلب منها أن تذهب إلى بيت أبيها، وتسأل: ماذا تفعل؟ ♦ التفاصيل: زوجي لديه عادة غريبة، هي أنه إذا غضب مني، فإنه يظل أسبوعين أو ثلاثة لا يتكلم معي، ويتجاهلني كأنني لا وجود لي في البيت، ويرفض أن أعمل له أي شيء يتعلق به من غسيل وأكل وغير ذلك، مع أنني أحاول أن أسترضيَه وأعتذر له كثيرًا، وأيضًا فإن المشكلة دائمًا ما تكون صغيرة لا تستحق ذلك الغضب، وفي كل مرة يعود إليَّ، فإنه يعدُني بأنه إذا وقع بيننا خلافٌ، فسوف نتبادل الحديث ونتناقش بدلًا من الهجر، ثم ما يلبث أن يعود للهجر، والآن غضِبَ مني لسبب أنا لا أعرفه، وهو يرفض أن يقول السبب، وطلب مني أن أذهب إلى بيت أهلي، لا أعرف ماذا أفعل؛ فأشيروا عليَّ. الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين؛ أما بعد: فلا تخلو الحياة الزوجية من منغِّصاتٍ تحدث بين الزوجين، والزوجان العاقلان يمكنهما التغلب على هذه المنغصات والمشاكل بمعرفة أسبابها، والسعيِ لعلاجها قبل أن تتفاقمَ ويصعُبَ حلُّها. وكَوْنُ زوجكِ يطلب منكِ التفاهم والنقاش حالَ حدوث المشكلة قبل أن يصل للهجر - فهذا مؤشر طيب يدل على تفهُّمه، وأنه لا يريد الهجر، لكن قد يغلب عليه الطبع في عدم التنازل بسرعةٍ حال تأجُّجِ المشكلة، ويُعظِّم الشيطان الموقف لديه، ويراه كبيرًا ولو كان صغيرًا، لهذا أوصيكِ بالآتي: ١- راجعي علاقتكِ بالله تعالى؛ فإن هذا من أعظم أسباب صلاح العلاقة مع زوجكِ؛ فإن الله تعالى وعد أهل الإيمان والعمل الصالح بالحياة الطيبة، والسعادة الدنيوية والأخروية؛ قال الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، ووعد أهل التقوى بأن يجعل لهم مخرجًا؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2]. ٢- الاستعانة بالصبر والصلاة؛ قال الله تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ [البقرة: 45]، والرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا حَزَبَهُ أمرٌ من همٍّ أو غمٍّ، فَزِعَ إلى الصلاة؛ فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر، صلَّى))؛ [سنن أبي داود، حسنه الألباني]. فالصلاة والدعاء ملجأ المهمومين والمكروبين، فادعي الله تعالى أن يصلح زوجكِ، وأن يرزقكم السعادة ويحفظ أولادكم، ويتمَّ عليكم نعمته. ٣- لعلكِ تُعيدين شريط الذكريات مع بداية زواجكما والسنة الأولى والثانية: هل كانت نفس المعاملة أو طرأ عليها تغير؟ وما الذي جعلها تتغير؟ وما الأمر الذي جعل زوجكِ يغضب منكِ إلى درجة الهجر لأسابيع؟ أنتِ التي تعرفين وتعالجين الموقف. وهنا لفتة إنصاف للأزواج: إذا أخطأت الزوجة ثم اعتذرت وأقرَّت بخطئها، فليس للزوج أن يعاقبها بالهجر أو بغيره، بل الواجب عليه أن يعفوَ ويصفحَ، فكثرة العتاب والعقاب من أسباب فساد العلاقة بينهما. 4- ادرسي أوضاع زوجكِ، ومؤكد أنكِ تعرفين طِباعَهُ، وما يحب وما يكره، ومتى يكون منصتًا، ومتى يكون مُعرِضًا، فتعرَّفي على الأسباب الحقيقية التي تدعو زوجكِ للنفور منكِ، أو قلة الاهتمام بكِ، أو الغضب منكِ وهجركِ، فقد يقع من المرأة تقصيرٌ في الاهتمام بالزوج حال دخوله وخروجه، أو بزينتها، أو ببيتها، أو إهمال أولادها، ونحو ذلك مما يكون سببًا في حصول النُّفْرَةِ بينكما. 5-حاولي أن تصِلَ رسالة إلى زوجكِ بأي وسيلة غير مباشرة بأن الهجر في الشرع له ضوابط وأحكام؛ حيث يشرع إذا لم تُجْدِ النصيحة والوعظ، وأن للهجر آدابًا؛ كما قال تعالى: ﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34]. 6- ينبغي أن يتمَّ التفاهم بينكِ وبين زوجكِ على المصارحة، والاعتذار عند الخطأ، وسرعة الرجوع والاستغفار والتوبة؛ حتى لا تدَعَا للشيطان سبيلًا عليكما، خاصة وهو متقبِّلٌ ذلك حالَ هدوء النفس، وراحة البال. 7- حاولي أن تتجاهلي مثل هذه المواقف التي لا تستحق كما عبرتِ في رسالتكِ، ولا تعطيها أكبر من حجمها، ولو صار من زوجكِ العتاب والهجر، فقابلي ذلك بالتغافل، وكأن شيئًا لم يكن؛ فالغالب إذا أعطيتِ المواقف البسيطة شيئًا من التحقيق والتحليل، والمتابعة والاهتمام الزائد: لماذا؟ وكيف؟ وأين؟ وغيرها من أساليب التحقيق - عظُمَتِ المشكلة فأصبحت كبيرة متشعبة، وإذا أُطفِئت في مهدها نُسيت. 8- لتعلمي أن صبركِ على زوجكِ، وتحمُّلَكِ لأسلوبه، وقيامكِ بواجباتكِ نحوه - هو باب من أبواب الجنة. 9- مهما بدَر من زوجكِ من هجر أو عتاب، أو لوم أو غضب، فقابلي ذلك بهدوء وسَعَةِ صدر، ولا تسخدمي الهجوم بالرد القاسي، أو العتاب الحار، أو الكلمات الجارحة، أو النظرة الحادة، بل حاولي جاهدة مقابلة ذلك بابتسامة عفوٍ وحبٍّ لا ابتسامة استهزاء وتجاهل، ويمكن أن تُوعِزي له بأنكِ ستناقشينه حال هدوئه، وتحاملي على نفسكِ، ولا تُبدي له توترًا أو بكاءً، لا تجعلي نفسكِ في موقف ضعف أو ذلة أو خوف؛ حتى لا يستغلَّ بعض الأزواج - وخاصة ضعفاء النفوس - هذا الموقف، فيضيف عليه الإهانة والتعذيب النفسي. 10- اهتمي ببيتكِ وأولادكِ، اقضي معهم كل أوقاتكِ، قبِّليهم، احضنيهم، مازحيهم، أدخلي عليهم السعادة والسرور، تفنَّني في إسعادهم، والعبي واضحكي معهم، لا تشعريهم بحزنكِ وهمِّكِ وغمِّكِ، فكل هذا يؤثر على نفسياتهم، حاولي أن تكون المشاكل بينكِ وبين زوجكِ بعيدة عن أعينهم ومسامعهم. 11- لا تفكِّري في ترك بيتكِ لأيِّ سبب من الأسباب، وليكن هدفكِ أن تعيشي مستقرة مع زوجكِ وأولادكِ. 12- إذا تحدث معكِ زوجكِ، فأنصتي له جيدًا، حاوريه بهدوء بعيدًا عن الغضب والعتاب، ولا تنسي الابتسامة على مُحيَّاكِ، أشعريه بالتقدير والاحترام، وأنه هو سيد البيت، وأمره ونهيه مقدَّمٌ، وفي أثناء الحوار ابتعدي عن الأسئلة المزعجة التي تثير غضبه مرة أخرى. أخيرًا اعلمي أن أيَّ مشكلة حلُّها بتوفيق الله تعالى أولًا، ثم يكون حلها إذا تحمَّل كلٌّ من الزوجين الآخر، وعلِما أن الحياة الدنيا قصيرة، ولا تستحق كل هذا الهم والغم من أجلها، وأن الآخرة هي دار الحيوان. أسأل الله تعالى أن يوفقكم لحياة آمنة مطمئنة، وأن يهديَ قلب زوجكِ، ويزرقكم الحب والرحمة والمودة؛ إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |