الظلم بين الضرائر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4926 - عددالزوار : 2001593 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4498 - عددالزوار : 1284613 )           »          أذكار المساء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حرب غزة ومشكلة الشر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          مالك الملك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          العفو عند المقدرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          سِيَرِ أعلام المحدثين من الصحابة والتابعين .....يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 35 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 594 - عددالزوار : 135643 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1066 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 5571 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-06-2023, 08:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,371
الدولة : Egypt
افتراضي الظلم بين الضرائر

الظلم بين الضرائر
أ. أحمد بن عبيد الحربي

السؤال:

الملخص:
زوجة ثانية، زوجها لديه فيلا فوقها شقتان، تسكن هي إحدى الشقتين، وكانت تتحدث كثيرًا عن ضَرَّتها أمام زوجها؛ إذ كانت ترى نفسها أحق منها بسُكنى الفيلا؛ فهي مَن تُعد ولائم الضيفان، وتهتم بنظافته، ولما طلبت زوجته الأولى الطلاق، رفض، وطلب منها الانتقال للبيت الكبير، وهي تخشى أن تكون قد ظلمت ضرتها بما فعلت، وتسأل: هل يجوز لها الانتقال للبيت الكبير؟

التفاصيل:
أنا امرأة متزوجة من رجل متزوج ولديه أربع أبناء، زوجته الأولى لا تأتي إلينا إلا في العُطل فقط؛ فهي تسكن عند أهلها لظروف عملها (معلمة)، وقد كان زوجي قد بنى فيلا وفوقها شقتان، وأنا أسكن إحدى الشقتين، بينما هي تسكن الفيلا، وقد كان بينه وبين زوجته الأولى نفور قبل زواجي، وزاد ذلك النفور بعد زواجي، وقد كنت أتكلم عنها في أحيانٍ قليلة بأنها مهملة، ولا تحبه، ولا تستحق ذلك البيت الكبير، وبأنه يظلمني ويظلم نفسه بقراره ذلك، وأنني أنا من أستحق البيت الكبير، ثم إنني بعد ذلك أشعر بتأنيب الضمير، فأسأله في اليوم التالي أن يسامحني على ما قلت وألَّا يأخذ كلامي هذا على محمل الجد؛ فأنا أغار، ومن غَيرتي أتكلم بهذا الكلام، وقد تكرر هذا الموقف والكلام كثيرًا، ثم بدأت أضبط نفسي وأكف عن هذا الطلب؛ خشية أن أظلمها، على أن مشاكلها معه لا نهاية لها، وقد بدأت تشعر بأنها غير مرغوب في وجودها بالبيت الكبير، وأن زوجي يميل إلى أن أكون أنا من أسكن البيت الكبير، ولا سيما أنني من أنظِّفه في أوقات المناسبات والولائم، وأنا من يُعِدُّ الطعام؛ فزوجي رجل يدعو الناس كثيرًا إلى منزله، حتى إنه أصبح لا يقيم الولائم إلا بغيابها، المهم أنها قبل خمسة أشهر طلبت الطلاق، فرفض ذلك، ثم طلب إليَّ تأثيث البيت الكبير (فهي لم تؤثث فيه شيئًا، بل كان أثاث شقتهم القديمة)؛ ففرِحتُ بشدة، وسارعت بالتأثيث خشيةَ أن يغيِّرَ رأيه، وسوف أسكن فيه خلال أيام، والآن زوجي يقول لي بأنها تراجعت عن فكرة الطلاق؛ إذ طلب أولاده أن يأخذهم إلى أمِّهم، سؤالي: هل عليَّ ذنب في انتقالي إلى البيت الكبير؟ وهل أنا ظلمتها؟ مع ملاحظة أنها كانت تسكن عند أهلها منذ تسع سنوات، ولم تكن ترد على اتصالات زوجي ولا رسائله إلا بعد مرور وقت طويل، فهي بطبيعتها انطوائية، وتكره التواصل معه، وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فمرحبًا أختي الكريمة، ونشكركِ على الثقة بهذا الموقع.

أختي الكريمة، أَعرِضُ عليكِ ما قاله المفسر العلامة السعدي رحمه الله حول هذه الآية الكريمة: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ [الملك: 2]: "و﴿ خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ﴾؛ أي: قدَّر لعباده أن يُحييَهم ثم يميتهم؛ ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾؛ أي: أخلصه وأصوبه، فإن الله خلق عباده، وأخرجهم لهذه الدار، وأخبرهم أنهم سيُنقلون منها، وأمَرَهم ونَهَاهم، وابتلاهم بالشهوات المعارِضة لأمره، فمن انقاد لأمر الله وأحسن العمل، أحسن الله له الجزاء في الدارين، ومن مال مع شهوات النفس، ونبذ أمر الله، فله شرُّ الجزاء.

﴿ وَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾؛ الذي له العزة كلها، التي قهر بها جميع الأشياء، وانقادت له المخلوقات.

﴿ الْغَفُورُ ﴾؛ عن المسيئين والمُقصِّرين والمُذنبين، خصوصًا إذا تابوا وأنابوا، فإنه يغفر ذنوبهم، ولو بلغت عَنان السماء، ويستر عيوبهم، ولو كانت مِلْءَ الدنيا"؛ ا.هـ.

وكم هو جميل أن ينتبه الإنسان لتصرفاته، وأن يُحاسِب نفسه بين الفَينةِ والأخرى؛ فيُقَوِّم اعوِجاجَهُ ويُصَحِّح مساره!

وحسب ما فهمت من رسالتكِ أنَّ هناك تقصيرًا من الزوجة الأولى، ونفورًا وشَدًّا وجَذبًا في العلاقة ونصيحتي هنا أن تجتهدي في حقوق زوجكِ، وأن تُبادِليه مشاعر الحب والوئام دون الالتفات إلى علاقته بزوجته الأولى، فهذا شأنٌ خاصٌّ بينهما، المهم أن تُكرِميه ما دام عندَكِ، وأن تحفظي نفسكِ وبيتكِ في غيابه، واحمَدي الله واشكريه على ما جعل بينكما من مودةٍ وصفاء.

أختي الفاضلة، ما دُمتِ قد أقلعتِ عن الخَوْضِ في الحديث عن ضَرَّتِكِ أمام زوجكِ، واستغفرتِ من ذلك، وعزمتِ على عدم العودة، فأنتِ في المسار الصحيح بإذن الله، وبالنسبة للقرار الذي اتَّخذه هو من السُكنى في المنزل الكبير، أرى أن تُصارِحيه بذلك، هل قراره بسبب إلحاحكِ السابق؟ وهل انتقالكِ إليه سيُعكِّر الصفاء الذي عادوا إليه من جديد؟

المهم ألَّا تكوني سببًا في زيادة الفُرقة بينهما، وألَّا تفعلي شيئًا قد يُوغِر صَدرَها وأبناءها عليكِ، ومن ثَمَّ تقعين في مشاكلَ أنتِ في غِنًى عنها.

وختامًا أقول: إن كنتِ تحبين زوجكِ حقًّا، فأعينيه على العدل، وذكِّريه بالله عزَّ وجل، فالمسألة خطيرة؛ يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((مَن كان له زوجتان، فمال إلى إحداهما، جاء يوم القيامة وشِقُّه مائل)؛ [رواه الترمذي].

سائلًا الله لكم التوفيق والسعادة، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.40 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]