|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() سوء اختيار الخاطب أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: سائلة تذكُر أن خطوبتها استمرَّت أربع سنوات، وكان خطيبها يتحكم في كل شيء، حتى إنه أجبَرها على أن تترك عملها، ثم بعد ذلك أخبرها بأنه غير مستعدٍّ نفسيًّا للزواج، ولا زال يتصل بها، ليطمئن عليها، وتسأل: ما الحل؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا شابَّةٌ أبلغ التاسعة والعشرين من العمر، وكنت مخطوبة مدة أربع سنوات، خطيبي رجلٌ يُعتمَد عليه، وكل مواصفات الرجل التي أبحث عنها موجودة فيه، إلا أن طِبَاعَهُ صعبة، فقد تحكَّم في حياتي مدة أربع سنوات، ألغى كلُّ حسابٍ أملكه على الإنترنت كالفيسبوك، يمنعني من الخروج بمفردي إلا بصحبة أمي أو فرد من عائلتي، حتى إنه خيَّرني بينه وبين عملي، على أساس أنه لا يقبل أن تكون زوجته المستقبلية تتعامل مع الرجال، وقد وثقت به، وتركت عملي، ووافقت على كل شروطه، لكنه مؤخرًا صارحني بأنه لا يريد زواجًا؛ فهو غير مستعدٍّ نفسيًّا، وأن أمَّهُ هي التي أجبرته على ذلك، وهو يشعر بالذنب أنه تحكَّم في حياتي، فطلب مني البدء من جديد، والبحث عن عمل، ولكنه لم يعتذر لي قطُّ، ولا يزال يتصل بي يوميًّا يسأل عن أخباري، وإذا ما تقبَّلت الوضع أو لا، واكتفى بقوله: "أعلم أنني أخطأتُ في حقِّك، لكنني لم أستطع إجبارَ نفسي على الزواج"، ما الحل؟ مع العلم أنه عندما تقدَّم ليخطبني أول مرة صارحني بأنه متخوِّفٌ من الزواج، لكثرة المشاكل في المجتمع، وقد حدثته من ناحية شرعية، وأن الزواج نصف الدين، وأنه الحلال الذي أمر الله به، وأننا نعمل ونعيش لكي نتزوج، وعمره بمثل عمري، أرجو مشورتكم وجزاكم الله خيرًا. الجواب: عزيزتي، دعينا نُحلِّل مشكلتكِ رويدًا رويدًا. أولًا: ما دقة وصفكِ له بأنه رجلٌ يُعتمَد عليه؟ 1- رجل خَطَبَكِ مدة 4 سنوات، ثم تَرَكَكِ بلا سبب واضح، فهل هذا رجلٌ يُعتمَد عليه؟ 2- منعكِ من الخروج من البيت وحدكِ، والله عز وجل لم يمنعكِ من الخروج من البيت وحدكِ إلا في السفر، ثم ترككِ بعد 4 سنوات من الخطبة، فهل هذا رجلٌ يُعتمَد عليه؟ 3- أجبركِ على ترك الوظيفة، ثم فسخ الخطبة بعد 4 سنوات، فهل هذا رجلٌ يُعتمَد عليه؟ 4- رجلٌ أمُّهُ أجبرتْهُ على الارتباط بكِ، فانصاع لها مُكْرَهًا، ولم يستطع أن يقنعها بوجهة نظره، ثم لم يفِ بوعده لأمه، وها هو يَنْكُثُ وعده لأمِّه بعد 4 سنوات أضاعها من عمر فتاة لم تخطئ في حقِّه، بل كانت طائعة له، مع أنه لم يكن زوجها بعد، فهل هذا رجلٌ يُعتمَد عليه؟ 5- حدَّثَكِ بمخاوفه من الزواج بسبب المجتمع، أليس دوره كرجلٍ أن يبنيَ بيتًا صالحًا في المجتمع، فيكون لَبِنَةً في بناء المجتمع الصالح؟ فهل هذا رجلٌ يُعتمَد عليه؟ 6- ثم ترككِ، وقال لكِ: إنه غير مستعدٍّ نفسيًّا للزواج بعد 4 سنوات من الخطبة، فهل هذا رجلٌ يُعتمَد عليه؟ عزيزتي، هذا رجلٌ لا يُعتمَد عليه. ثانيًا: لماذا تكوَّنت عندكِ فكرة أنه رجلٌ يُعتمَد عليه؟ لم تخبرنا رسالتكِ بكيفية ارتباطه بكِ، ولكن من رسالتكِ يمكن أن نستنتج أنه كان مجرد إنسان مناسب تقدَّم لكِ تحت ضغط أمِّهِ فقبِلْتِه، والأنثى تجد في نفسها مَيْلًا وعاطفة نحو خطيبها، وزوج المستقبل المتوقَّع، وتحسب هذه العاطفة حبًّا عميقًا، وتُلبِسُ هذا الخطيب كل صفات الرجولة التي تتمناها في زوجها، حتى ولو لم تكن فيه، وكما يقولون: "إن مرآة الحب عمياء"؛ أي: إن المُحبَّ لا يرى عيوبَ محبوبه. ثم إذا ما فشِلت هذه العلاقة وتزوجتْ بغيره، كان لزوجها هذا النصيب من العاطفة، بل صارت العاطفة حبًّا حقيقيًّا، ومودةً ورحمةً بأمر من الله للنفس الإنسانية؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]. ثالثًا: ما الفائدة من استمرار علاقتكِ به، يسأل عنكِ، ويطمئن إلى أنكِ قد تقبَّلْتِ الوضع؟ لا أرى في فعله هذا إلا بعض تأنيب الضمير، ولكن هذه العلاقة لا فائدة منها بالنسبة لكِ، بل إنها بلا شك تسبب لكِ أضرارًا وهواجسَ، وأن هناك أملًا في عودة المياه إلى مجاريها، وعودته لكِ. أقول لكِ: هذه كانت مرحلة مؤلمة من حياتكِ قد انقضت، تجرِبة مُرَّة للغاية ضاعت فيها سنوات جميلة من عمركِ مع هذا الرجل المتردد، فلا تجعليها بلا طائل، تعلَّمِي من هذا درسًا للحياة، فربما يكون هذا أكبر درس تتعلمينه. اقطَعي هذه العلاقة، وأَلقي الماضي خلف ظهركِ، وابدئي من جديد، ابحثي عن وظيفة تناسبكِ إذا كنتِ تحتاجين للعمل، أو عودي للدراسة، أو شاركي في العمل المجتمعي، اندمجي في الحياة من جديد، ولا تجعلي هاجس السنِّ والتجربة السابقة يدفعكِ لقبول رجل آخر غير مناسب، لمجرد الزواج، أحسني الاختيار هذه المرة، وعسى أن تكرهي شيئًا وهو خيرٌ لكِ، فربما يكون الخير في عدم الارتباط بهذا الشخص المتردد، وفي النجاة من حياة كلها شقاء مع طِبَاعِهِ الصعبة، وشخصيته التي لا يُعتمَد عليها.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |