|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أحببت شابا فغضبت أمي وأخذت هاتفي! أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: فتاة عمرها 17 عامًا، أحبتْ شابًّا، وبعد فترة عرفتْ أمُّها علاقتهما، فأخذت منها هاتفها وحطَّمَتْهُ. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا فتاة عمري 17 عامًا، عشتُ في بيئةٍ تخلو مِن الأبِ بالرغم مِن وجودِه، فكان وجودُه كالكابوس في حياتي!! والدي دائمُ الشتم لي، ودائمًا ما أسمع منه كلماتٍ ساخرةً بسبب وزني الزائد! فلم يضمني أو يُقبِّلني في حياته، وبالرغم مِن أني مُمَيَّزة دراسيًّا عن إخوتي، فإنني أرى الفارق ظاهرًا في المعاملة! هذا الفقدُ العاطفيُّ جعلني ألجأ إلى علاقة حب خارجية مع شاب؛ لعله يحبني ويعطيني العاطفة التي أَتَمَنَّاها! فلم أكن أعلم أني جميلة إلا بعد أنْ عرَفتُ هذا الشاب! ولم أكن أعرف معنى العاطفة إلا بعد أن عرفتُ هذا الشاب! ولم أكن أعرف مقدار الحب الذي بداخلي تُجاه الناس إلا بعد أن عرفتُ هذا الشاب! لكن ذلك لم يَدُمْ طويلًا؛ إذ اكتشفتْ أمي علاقتنا، وغضبتْ عليَّ، وأخذتْ مني هاتفي وحطَّمَتْه! والآن أصبحتُ مصدرَ سُخرية مِن كلِّ مَن حولي؛ إذ الجميع لديهم هواتف وأنا ليس لديَّ هاتفٌ، ويتساءلون عن سبب اختفائي مِن مواقع التواصل الاجتماعي. الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فحقيقةً أنا أتألَّم وبشدة حين أستمع لمِثْل هذه الشكوى؛ حيث يتسبَّب كثيرٌ من الآباء وبعض الأمهات في انحراف بناتهنَّ وأبنائهنَّ بسبب انعدام العاطفة، وسوء التعامُل، مع قلة الحلم، وليتهم أدركوا أنَّ هذا النقصَ دفَع أبناءهم للبحث عن الحرام مِن أَجْل التعويض. أقول هذا ولا يعني ذلك أني أُؤَيِّد ما حصل معك مِن الوقوع في علاقةٍ مُحَرَّمة يا بنية، ذلك الفعل الذي أغضب والدتك، ولعل غضبَها هذا كان لله جل جلاله، ثم خوفًا عليك مِن عاقبة الأمر، فلا تحزني لما حَصَل، فرُبَّ ضارةٍ نافعة، ولعلك تُعيدين الثقةَ بالتزامك بدينك وأخلاقك، وحينها ستعيد الوالدةُ جهاز الهاتف لك؛ حين تطمئن على ابنتها، وتتأكد مِن حُسْن سُلوكها. العلاقاتُ يا بنية مهما زيَّنَها الشيطانُ، ومهما كان فيها مِن المتعة المؤقتة، إلا أنَّ كونها معصية يجعلها قبيحةً، ومما يزيدها قُبحًا ما يكون في هذه العلاقات مِن كَذِبٍ في المشاعر ومبالَغاتٍ، يَحْصُل كلُّ ذلك مِن أجل الحصول على المتعة فقط. توبي إلى اللهِ، واسأليه أن يَكفيك ويُغنيك بحلاله عن حرامه، وليس ذلك على الله ببعيدٍ، فاللهُ هو الرازق، وهو المعطي، يُعطي بسخاء وكرم، ويُخلف عباده خيرًا إن هم جاهدوا أنفسهم وترَكوا المعصية مِن أجله؛ خوفًا منه وحياءً. بُنيتي، سوء تعامل والدك قد يكون له أسبابٌ لم تتنبهي لها، فلعلك تُحاولين التقرُّب منه بحُسن الخلُق والطاعة والبر، وحينها سترين منه ما يُدْهِشُك. اعلمي أنَّ شتم والدك لك أو تنقُّصه مِنك ليس شرطًا أن يكون حقًّا، وإنما قد يفعل ذلك تنفيسًا عما بداخله؛ فتَصْدُر منه الكلماتُ الجارحة بغير قصدٍ، فلا تبالي بما يقول، فأنتِ صغيرة وجميلة وظريفة، لكن لم يأتِ الوقتُ المناسب ليقولَ لك والدك ذلك، فليتك تعطينه الفرصة، وذلك بما أوصيتُك به، فالآباءُ لا يريدون مِن أبنائهم سوى حُسن الخُلُق، فتفاءلي بالقادم، واصبري على ما ترين، وأصْلِحي علاقتك بخالقك، وأقبِلي على كتاب الله تلاوةً وتدبُّرًا، وحينها ستشعرين حقًّا بالمتعة الحقيقيَّة، وسيأتيك الخير مِن كل مكان؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن كانت الآخرةُ همَّه، جَمَع الله شمله، وجعَل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة)). وفقك الله يا بنيتي لهداه، وجعلك مِن خيرة خلْقِه، وأسعدك في الدارين!.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |