|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() متردد في اختيار الفتاة المناسبة للزواج أ. أحمد بن عبيد الحربي السؤال: ♦ الملخص: شاب انفصَل عن فتاة كان يُحبها، ثم تقدم لفتاة أخرى لم تكن بنفس مواصفات الأولى، فهو متردِّد جدًّا في قبولها، ويسأل: ماذا أفعل؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كنت قد خطبتُ قبل سنة بنت خالي، وكانت في العشرين من عمرها، وذات طول مناسب، ولكن تم الانفصال من طرفها؛ إذ لم تكن مرتاحة. أما الآن فقد خطبت فتاة وسألت عنها، وهي من أسرة محافظة، ورأيتها في دقيقة فقط، وكانت تلبس كعبًا عاليًا، ثم علمتُ - بعد أن سألت عن طولها - أنها قصيرة جدًّا جدًّا؛ فلم ألحظ ذلك وقت النظرة الشرعية، وأعطيت أهلها الموافقة بعد يوم من النظرة مباشرة، وأنا أفضِّل المرأة الطويلة، كما أنها في نفس عمري وأنا أرغب في فتاة تكون أصغر مني، ووالداي يريدانني أن أتزوج منها، وأنا أخبرهم أني أخشى أن أظلمها بعد الزواج؛ لعدم اقتناعي بطولها، وهو أمرٌ مهمٌّ جدًّا لي، وشكرًا. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فمرحبًا أخي الكريم، ونشكرك على الثقة بهذا الموقع، واسمح لي أن يكون الجواب على شكل نقاط: أولًا: خوض الإنسان تجربة معينة يغرس تصورات ذهنية وفقًا للتجربة الأولى. ثانيًا: ما دمت مترددًا، وتشعر بتشتت تجاه اتخاذ القرار، فهذا يدل على أن هناك أمورًا جميلة في مواصفات هذه الفتاة الأخيرة. ثالثًا: مسألة الطول قد تكون بسبب تعلُّق الصورة الذهنية للفتاة الأولى، وأنها لا زالت عالقة في ذهنك. رابعًا: لا بد من تقبُّل الأمور دائمًا، والإذعان للأمر الواقع، ومن ثَمَّ البحث عن الحلول. خامسًا: هناك حيلة نفسية تسمى في علم النفس "حيلة الإنكار"؛ بمعنى أن العقل بعد الصدمة لا يستطيع التقبل الكامل لفكرة التغير هذه، وأن الفتاة الأولى ذهبت وانتهت العلاقة بها، فتبقى صورتها حاضرة في الذهن ومقياسًا لاختيار الفتيات من بعدها، فكأن صورة الزواج في ذهنك أصبحت صورة الفتاة الأولى. سادسًا: لماذا تحصر معايير الاختيار في الطول والعمر؟ هناك معايير أخرى، فأنت تحتاج شريكة لحياتك، تبادلك مشاعر الحب والاحتواء، وتحتاج كذلك التوافق في الأفكار والنظرة للحياة، وتحتاجها أمًّا تربي أبناءكما في المستقبل. سابعًا: تقصَّ عن طباعها وتدينها وأخلاقها وثقافتها، فقد تجد لديها من المحاسن ما يرغِّبك فيها، ويمحو غبش التردد. ثامنًا: كونها من بيئة محافظة ترعاها رعايةً جيدة، فهذا يحقق لك الكثير من المصالح بإذن الله، وقد حث النبي عليه الصلاة والسلام على اعتبار هذا المعيار وتأكيده؛ حيث قال عليه الصلاة والسلام: ((تُنكِحُ المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين ترِبت يداك))؛ [متفق عليه]. تاسعًا: تحدث مع والديك بشأن إعادة النظرة الشرعية إن كان هذا ممكنًا، فهذا ربما يكون خيارًا محايدًا بينك وبين والديك؛ للتأكد من جديد لعل النفس تطمئن. عاشرًا: مسألة العمر والطول المفترض السؤال عنها قبل طرق الباب؛ لأن هذا مما لا يقتصر فيه على النظرة الشرعية، وإنما تستطيع الحصول عليه قبل التقدم للخطبة. حادي عشر: لا تنسَ الاستخارة؛ فعن جابر رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا همَّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله - فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم ارضني به، ويسمي حاجته))؛ [رواه البخاري في مواضع من صحيحه (1166)، وفي بعضها ((ثم رضِّني به))]. وختامًا أسأل الله لك التوفيق والسداد، وصلى الله على نبينا محمد.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |