|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ابني بدأ ينحرف بسبب إهمال والده له! أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: سيدة تشكو مِن إهمال زوجها لابنها، الذي بدأ يَنحرف ويشاهد بعض المقاطع الإباحية، وتريد التقريب بينهما، وتسأل عن طريقة لذلك. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: لديَّ ابن عمره 13 عامًا، تكمُن مشكلتُه في عدم اهتمام والده به نهائيًّا، ولا يهمه أمر صلاته أو دراسته أو مشكلاته، ويُحاول قدْرَ الإمكان أن يُحَطِّمَه! أستطيع أن أشبِّه تعامل زوجي معي ومع الأبناء كراعي الغنم الذي يوفِّر المعيشة فقط، أما الأمور الأخرى فلا تعنيه، وأغلَبُ وقتِه يَقضيه مع أصدقائه. ابني على أبواب مرحلة المراهقة، وأنا أخاف عليه من الانحراف، وقد صرَّح لي الولد أكثر مِن مرة مِن مُعاناته مِن ابتعاد والده عنه، وآخر ما اكتشفتُ مؤخَّرًا أن ابني يُشاهد مقاطعَ إباحية عبر الهاتف! أصبحتْ شخصيتُه ضعيفة، وحسَّاسًا، ولا يحافظ على الصلاة، فأخبِروني كيف أتصرَّف بارك الله فيكم وأُوفِّق بينهما؟ الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فمِن أعظم نِعَم الله علينا نعمة الأولاد؛ قال تعالى: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الكهف: 46]، ولا يعرف عِظَم هذه النعمة إلا مَن حُرِم منها، وهذه النعمة ما هي إلا أمانة ومسؤولية سنُسأل عنها يوم القيامة، وللأسف هناك نسبةٌ كبيرة مِن الآباء يُفَرِّطون في تربية أبنائهم، إما باللين المتناهي، أو بالشدة المتعسفة؛ فتصبح هذه النعمة نقمةً عليهم. لكن أنت بدورك كوالدة عَطوف، وزوج حنون، فحاولي التقريب بين زوجك وولدك، وذلك عن طريق محاولة معرفة أسباب هذا التعامل؛ فإن كان مثلًا مِن أسباب ذلك الكُره والنفور، فعليك بَذْل جهدك في بثِّ مشاعر الحب بينهما بأية طريقة، حتى لو اضطررت إلى الكذب، كأنْ تقولي مثلًا للأب: ابنك يفتقدك كثيرًا، ويفرح بِقُدومك، وغيرها من العبارات التي تُقرِّب بينهما. وكذلك الأمر مع الابن، ذَكِّري زوجك بشكل غير مباشر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: «خيرُكم خيرُكم لأهله ». أخبريه أن حاجة ابنك الآن في هذا العمر مُلِحَّة جدًّا، أخبريه أن الولد يتعلَّق بوالده في هذه المرحلة بالذات، ويحتاج إليه كثيرًا، ذكِّريه أن احتواء الابن في هذه المرحلة سيَكفيكم كثيرًا من المشكلات الاجتماعية والنفسية والأخلاقية، واضربي له أمثلةً على ذلك مِن بعيدٍ. افعلي كل ذلك بذلًا للأسباب فقط، وإلا فإنَّ أعظم سببٍ في صلاح الأزواج والذرية هو الدعاء؛ قال جل جلاله واصفًا حال المؤمنين في دعائهم بأنهم يقولون: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، فكيف إذا وافق ذلك صلاحًا للآباء؛ قال تعالى: ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ [الكهف: 82]، فكان صلاح الآباء سببًا لحِفْظ الأبناء. استمري في توجيه ابنك، وفي بَثِّ روح الدعم والثقة والقوة المتمثلة في تمسُّكه بدينه وطاعة ربه، عزِّزي لديه الشعور بالرقابة، وقبل ذلك رسِّخي محبة الله في قلبه بتذكُّر نعَمِه وآلائه، وذلك مِن أجل أن ينشأَ لديه الخوفُ والرجاء والحياء من ربه. لا تَتْرُكيه وحيدًا لمدة طويلة، واشغليه بالأعمال النافعة في المنزل أو خارجه، فإنَّ مِن شأن ذلك تعزيز الشعور بالمسؤولية، ومِن ثَم الخروج من تلك الحالة التي ذكرتِها عن ابنك. احذري مِن كثرة التذمُّر مِن الابن أمام الوالد والعكس، واجعلي حديثك دائمًا وديًّا مليئًا بالترغيب والرجاء وتحسين الظن، واطلُبي من الولد أن يَتَجَرَّأ فيتحدث إلى والده، ويطلب مرافقته مِن أجل أن تنشأ بينهما صداقة ووُدٍّ، وترتفع الكلفة ويذهب الحاجز، ويذهب معه الخوف. وعلى كل حال فهذه الفترة العمرية يَحْصُل فيها أعظم مما ذكرت، فلا تحزني؛ فالعلاقةُ ستعود كلما كبر الابن، خصوصًا إن كنتِ حريصةً على ذلك، وسعيتِ مِن أجل تحقيقه، فلن يُخَيِّبك الله. حفظكم الله، ويَسَّرَ أمركم، وأَقَرَّ أعينكم بصلاح ذرياتكم وبِرِّهم
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |