|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() رفضته ولكني ندمت الشيخ محمد بن إبراهيم السبر السؤال: ♦ الملخص: امرأة تأخَّر زواجُها، تقدَّم إليها رجلٌ مناسب، لكنها رفضته، فندِمت كثيرًا عليه، وتسأل: هل أخطأت عندما رفضت هذا الرجل؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا امرأة في منتصف العقد الخامس من عمري، لم أتزوَّج بعدُ، جميع أخواتي تزوَّجنَ، تقدَّم إلي شخصٌ توفِّيت زوجته، وهو مناسب لي، لكني رفضتُه؛ لأنه يسكُن في الشرق وأنا في الغرب، بعد ذلك أحسستُ بالضَّعف والهم، وأنني لا أقدِر أن أُفارق مدينتي وأهلي لأنتقلَ إلى منطقة ليس لي فيها أحدٌ أعرِفه، فقد ركَّزت على هذه النقطة، ونسيتُ سني التي تقدَّمت دون زواجٍ، ونسيتُ أحلامي، ومن ثَمَّ أدركتُ حجم المصاب، وأني جنيتُ على نفسي جناية كبيرة، ومن ثَم دخلتُ في حالة من الحسرة والندم؛ لأني لم أوافق على هذا الرجل، وقد أصبح الذكرُ ثقيلًا، والعبادة عبئًا، وأنا أُريد أن أتجاوز هذه المحنة، وسؤالي: هل أخطأتُ عندما رفضتُ هذا الرجل؟ الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد: فنسأل الله لكِ التوفيق والسداد، وأنتِ بحمد الله على خير ونعمة، فنعم الله مقسَّمة ومن ذلك الزواج، وقد يتأخر لحكمة يعلَمها الله جل وعلا، والسعيد حقًّا هو الذي يرضى بما قسم الله له، ولا يجزَع ولا يسخَط، وينظر إلى مَن هم أقل منه في أمور الدنيا، فيحمد الله تعالى، ويشكره على نعمائه. فأنتِ ولله الحمد في خير وإلى خير، فاصبري وتصبري؛ فإن لكل أجل كتابًا، والفرج قريب، بعد الاستعانة بالله ودعائه، والتعلق به وحده، وتفويض الأمور كلها إليه. ومن المهم أن نبيِّن أنهم ذكروا أن سن الأربعين تعد سن الأزمات بالنسبة لغالبية النساء؛ حيث يميل تفكيرهنَّ وتقييمهنَّ لوضعهنَّ نحو السلبية والتشاؤم، خاصة مع التأخر في الزواج. ما أُوصيكِ به هو التفاؤل وعدم البقاء في دائرة الندم، وعزلة التحسر على فرصة ذهبت؛ فالفرص قادمة وتلوح في الأفق، واكسِري هذا الطوق بالحرص على صلة الرحم، والمشاركة في الأعمال الاجتماعية والأسرية المناسبة، وتَمتين العلاقات مع القريبات والصالحات؛ فإن في وسط هؤلاء من تبحث عن زوجة لأخيها، أو قريبها. واحرصي على إظهار ما عندكِ من عناصر الخير والقدرة على المساعدة والحوار؛ فهذه كلها من الأمور المهمة جدًّا للمرأة أن تُظهرها في محيط بني جنسها، فاجتهدي في البر والصلة مع تطوير قدراتكِ وحفظكِ وثقافتكِ؛ فإن الناس يبحثون عن مثل هذه الأشياء، ولا تتوقفي عند هذا الرجل وحده، فالرجال كُثُر، والخير عند ربنا لا تحده حدودٌ، بيده مقاليد الأمور، وإذا يسَّر الخاطب، وكان ديِّنًا صالحًا خلوقًا، فلا ترديه ولا تضعي العقبات أمام الحلم، وليس السكن ومكان الاستقرار أو الحالة المادية عائقًا عن تحقيق الحلم، فـ(هاجر) هاجَر بها إبراهيم مع ابنها الرضيع إسماعيل إلى وادٍ غير ذي زرع، ومع ذلك سلَّمت، فجعل الله لها خيرًا - عليهم الصلاة والسلام -. وكل امرأة إن كان مكتوبًا لها فإنها ستجد من أهل الأرض من يُعجب بها، مهما كان سنها ومواصفاتها، فتوجهي إلى الله ربكِ القدير العليم، واعلمي أن الأمر لله من قبل ومن بعد، ومن المهم طلب مساعدة الزميلات العاقلات، ومصارحة الفاضلات الناصحات، فابحثي عن مثل هذه المخارج، ولا تقفي مكتوفة اليدين؛ فإن الإنسان يفعل الأسباب، وهذا من تمام التوكل على الله تعالى، وما يُقدره الله تعالى لنا، وما يختاره الرحمن الرحيم أفضل من اختيارنا لأنفسنا، ونسأل الله أن يقدر لكِ الخير حيث كان، ثم يرضيكِ به.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |