|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مشكلة بيني وبين أخي بسبب نفقات المنزل الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة بينها وبين أخيها بعضُ المشكلات المتعلقة بتوزيع نفقات البيت، وتسأل عن حلٍّ لها. ♦ التفاصيل: السلام عليكم، جمَعنا أخي الأكبر؛ ليتحدث عن إعادة تقسيم نفقات المنزل بشكل متساوٍ، وبدا حديثه بالتجريح فيما يخص ضغط المسؤوليات، وأنه ليس معه شيء ليتزوَّج، ويتمنَّى لو أنه يتخلَّص منا جميعًا في أقرب فرصة ويتركنا. في تلك الليلة لم نَنَم أنا وأمي من أسلوبه، وفي اليوم التالي قررت أن أجتمع بهم بادئةً بأننا جميعًا متفقون على قرارك بالتقسيم المتساوي، لكني لا أقبل أبدًا أن تحدِّثنا بإهانة، فنحن سندُك وأهلك، والاحترام واجبٌ، وقد ذكَّرته بأنه قد قال أن رواتبنا ليس فيها بركة، فقلت له: كيف لرواتبنا أن يكون فيها بركة إذا كنا نُغضب والدينا ببعض الأفعال والأقوال، والكلام موجه إلى جميع إخواني، هنا ثار أخي وبدا بالصراخ، وأصر على أنني أقصده هو، وأنه بعد كل ما فعله بالمنزل من تحمُّل مسؤوليات، يسمع أن والدَي غاضبان عليه، فمن اليوم وصاعدًا لا يأبه برضا وغضب أحد ما داموا غاضبين، فقلت له: أنا لم أقصدك أنت فقط، أنا لم أتكلم عن رضا الوالدين إلا محاولةً للإصلاح، فحالُنا في المنزل لا يَسُرُّ، وأنا أعلَم أن أبي غير راضٍ عن أخي لسطحية تعامُله معه، ونُدرة خدمته منذ أن مرض. أخي لم يستطع تقبُّل وضع أبي، وأنا أتفهَّم أننا بوصفنا بشرًا لدينا طاقة تحمُّل، فهو يردِّد قوله: أنا أساعدكم ماديًّا، لكن لا أحد يطلُب مني خدمته. بعد المشكلة تحدَّثت أمي مع أخي، فقال: لكم مني مبلغ شهري، ولست ملزمًا بشيءٍ آخرَ، ومعاملتي معكم سوف تكون كمستأجر بالمنزل دون احتكاك، كنتُ أتعامل معكم كأهلٍ، لكن اتَّضح لي العكس، بلِّغي الجميع بأنني لستُ غاضبًا من أحد، لكني لن أعودَ كما كنتُ، وأنا سوف أسأل أبي إن كان غاضبًا مني، فإن قال: نعم، فسوف أرحَلُ! لا أدري ما أفعَل، أشعُر بالذنب وألوم نفسي، والله يعلم أني قصدتُ أن أفتَح عينيه على بر الوالدين قبل فوات الأوان، وأن البر ليس فقط بالمال، لكن بالكلمة الطيبة والابتسامة، وعدم رفع الصوت، والرفق بالقلوب، أنا لا أُنكر أن أخي كان وما زال داعمًا بالأزمات المادية ومرض والدي، وهو شخصية ناجحة في عمله، محبوب اجتماعيًّا، لكنه عنيد وقراره من نفسه، ومِن ثَمَّ فأنا أعتب عليه بسبب قسوة كلامه، فحب العائلة ليس بإعطاء المال فقط، بل بإعطاء المشاعر والوقت أيضًا، أفيدوني بوركتُم. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فبعد تأمُّلي في مشكلتكم تبيَّن لي من مجرياتها الآتي: أخوكم الكبير وفَّقه الله لكل خير فيه صفات إيجابية مع والديه، لكنه يُحس بأن يتحمل كل شيء من مصاريف للوالدين وغيرها، وطالَب بتقاسم هذه الأمور بالتساوي، ثم إن مطالبته السابقة معقولة إذا كان إخوانه وأخواتهم يَقدرون على ذلك، لكن الذي لا يُقبَل أبدًا هو تمنُّنه بالإنفاق على والديه، ورفعه صوته على والدته، وتجريحكم أنتم ووالدتكم بكلام غير مناسب أبدًا حسب ما ذكرتِ، فبرُّ الوالدين مطلوب ولو كانا مشركين، ويأمران ابنهما بالشرك، فكيف بالمؤمنَيْن؟ قال سبحانه: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 14، 15]، وقال عز وجل: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23]. فيُذكَّر بأن الله عز وجل نهى عن قول كلمة (أفٍّ) للوالدين، فكيف بما هو أكبر منها مما وقع فيه؟ ويذكَّر بأن أعظم حقٍّ بعد حقوق الله سبحانه هو حقوق الوالدين، ويُذكَّر بأن إنفاقه على والديه ليس منَّة يَتفضَّل بها على والديه، بل واجب عليه ما دام قادرًا هو ومَن يَقدِرُ مِن إخوانه، وهي أيضًا عمل صالح يتقرب لله سبحانه، وسببٌ عظيم للفوز بالجنة والنجاة من النار، وليُذكَّر بأن برَّه لوالديه سببٌ عظيم لاستجابة دعواته، وليتأمل كثيرًا في الحديث الآتي: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، من مراد، ثم من قرن، كان به برصٌ فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بَرٌّ، لو أقسم على الله لأبرَّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل))؛ [رواه مسلم]، فانظروا كيف كان أويس رحمه الله مستجاب الدعاء بسبب بره لوالدته. ويذكَّر أيضًا بأن الواصل ليس بالمكافئ، بل الواصل الذي يصل مَن قطَعه، فكيف بمن لم يقطعه؟ فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمه وَصَلَها))؛ [رواه البخاري]. عليكم بالدعاء له كثيرًا بأن يُصلحه الله، وأن يعينه على بر والديه، ولا تُلقوا باللائمة كاملة على أخيكم، وحاسبوا أنفسكم، فلربما أنَّ بكم تقصيرًا، وعليكم التعاون معه قدرَ الاستطاعة ماديًّا ومعنويًّا، فلربما أن تفريط بعض إخوانه أو كسلهم أو بخلهم، جعَله لا يتحمَّل، وحرَّك حفيظته بكلام غير لائق، أما تهديده بمقاطعتكم، فغير سويٍّ، لكن لعلها كلمات انفلتت في حالة غضب شديد. يبدو لي مما سطرتِهِ أنكِ لم تخطئي، لكن أخاك شديد الغضب، لذا أرى عدم النقاش الحاد معه، والذي يتسم بالغضب ربما يتفوَّه في حالة الغضب بأمور منكرة، لذا يذكَّر بأنه إن أخطأ أو غضب عليه الوالدان، فباب التوبة مفتوح، لذا فعليه المبادرة إليها وطلب رضاهما، وأنه إن فعل ذلك، غُفرت ذنوبه، وأعظم من ذلك يبدِّلها الله إلى حسنات؛ لقوله سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 68 - 70]. فالله سبحانه هنا ذكر معاصيَ عظيمة؛ أعظمها: الشركُ بالله والزنا، وقتل النفس بغير حقٍّ، ثم ذكر سبحانه بعدها أنه يقبل توبةَ التائب منها، ويُبدِّل سيئاته إلى حسنات. حفِظكم الله، ورزَقكم جميعًا بر والديكم، وصلة الرحم بينكم، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |