ما زلت واقفا (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموازنة بين سؤال الخليل عليه السلام لربه وبين عطاء الله للنبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تفسير سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          تفسير قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حذف الياء وإثباتها في ضوء القراءات القرآنية: دراسة لغوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 84 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 489 - عددالزوار : 200648 )           »          تفسير سورة النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          المصادر الكلية الأساسية التي يرجع إليها المفسر ويستمد منها علم التفسير تفصيلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          تفسير سورة القارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          {ألم نجعل الأرض مهادا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          تعريف (القرآن) بين الشرع والاصطلاح: عرض وتحرير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-05-2023, 12:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,444
الدولة : Egypt
افتراضي ما زلت واقفا (قصة)

ما زلت واقفا (قصة)
فاطمة بلحاج



أنا هنا وحدي واقفًا فوق التلة، انظر إلى ما وراء الوادي، البنادق مصوبة نحوي، ولا أدري كيف أعبر ذاك الوادي.

ليس لي مركب، وأجهل السباحة في الأودية.

أرفع رأسي إلى السماء، أحدق بالنجوم المتلألئة وأفكر فيكِ يا أقحوانتي، وفي أطفالنا الذين لم ننجبهم بعد!

أتخيلني عائدًا إليكِ، عابرًا مسالك الحقول، أقطف الأقْحُوان والبَنَفْسَج والياسمين، وأضع لك باقة معطرة بأنفاسي، وقد حلَّقت أشواقي إليكِ، فألقاكِ كما كنتِ في ليلة عرسنا، واقفة عند عتبة بيتنا، تخطينَ بقدمكِ اليمنى، وأمي في يدها صينية مملوءة بقطع السكر واللوز والحلوى، تحملين قبضات منها بيدكِ المنقوشة بالحناء، وتنثرينها خلفنا، كي تكون حياتنا قطعة سكر وحباتِ لوز وحلوى.

ونحتفل مع أشيائنا القديمة، التي لم تغيِّريها يومًا، فأنتِ مثلي ما زلتِ هناك تنتظرينني بفستانكِ الأخضر.

وأنا ما زلت هنا يا أقحوانتي واقفًا، قلبي يخفق بشدة وأرتجف خوفًا، وانظر إلى حاملي البنادق، فأقرأ في عيونهم شهوة قتلي، وأتساءل: أين من كانوا معي هنا بالأمس؟! هل عبروا الوادي وصاروا معهم، أم رحلوا بعيدًا حيث الأشياء أوضح؟!

وأراكِ عروسًا بين النجوم، فيغادرني فؤادي إليكِ، متخيلًا غرفتنا كما كانت بالأمس، الشراشف المزخرفة، والستائر الوردية، والفنار العجوز يضيء وسط الغرفة، وكل شيء معطر بالطيب، وأنتِ تجلسين فوق المرتبة، شعركِ الأشقر منسدل فوق كتفكِ، وعينكِ تتلألأ شوقًا، وزوايا الغرفة الموحشة تحكي عن غيابي الطويل.

وأسمع صوت رصاصٍ يقطع حبل أفكاري، ويزيد من خفقات قلبي، وسؤال يحيرني: أما زلت واقفًا، أم إنني سقطت أرضًا وصرت ترابًا، وروحي قد غادرتني وصارت مسكًا يفوح ويعبر الوادي؟

يا أقحوانتي، تذكري أني ما زلت هنا واقفًا، ولم أسقط يومًا، وسأعود لنحتفل مع أشيائنا القديمة، ولو مرَّ على غيابي ألف ليلة قمرية.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.37 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]