|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أعرض على أهلها رغبتي في خطبتها؟ الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: شاب يعيش في بلد أوروبي، أحبَّ فتاة ويريد الزواجَ بها، لكن لديه ظروف لا تسمَح له بذلك حاليًّا، ويسأل عن حلٍّ. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شاب لاجِئ أعيش في بلد أوروبي، قارئ للقرآن الكريم، ومؤدٍّ للفروض، تربيتُ على الأخلاق الحميدة، ولله الحمد. تعرَّفت على فتاة من بلدي مُحجبة تصغُرني بعامين، وأحببتُها جدًّا، ثم انفصَلنا بقناعة، وقد دخلتُ في نوبة اكتئاب شديدة، وقررتُ ترك المدرسة من أجل أن تُكمل تعليمَها دون إزعاجٍ مني، وقد تدهورتْ حياتي الشخصية ولم أستطِع إكمال تعليمي، أو الالتحاق بالجامعة، ومرَّ على هذه الحادثة أكثرُ من عام، ولم أجِد حلًّا نافعًا. شأني شأن معظم الشباب: شهوة لا مأوى لها في الحلال, والمجتمع لا يرحم ولا يهتمُّ، ولا أملِك مالًا، وأهلي لن يستطيعوا التكفل بزواجي المبكر، ولو قلت لهم: أريد الزواج، فسيقولون لي: ما زلت صغيرًا، لذا أُريد الذَّهاب إلى أهل تلك الفتاة؛ كي أعرِض عليهم رغبتي في خِطبتها, ليست خِطبة، بل مجرَّد إبداء الرغبة فقط، وبعد ذلك أُكمل الدراسة في الجامعة، وبعد الإكمال أتقدَّم للخطبة بشكل رسمي، وسيكون ذلك بعد ثلاث سنوات، ومِن ثَمَّ ترتاح نفسي، وسيكون انتظارُها لي دَفعةً معنوية وتحفيزًا لطلب العلم والرزق، فهل تشجِّعون هذه الخطوة؟ لأني أريد أن تستقر نفسي. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فسؤالك محصور في: هل تُشعر أهل الفتاة التي أحببتَها برغبتك في الزواج منها؛ لينتظروا تقدُّمك للخطبة رسميًّا بعد ثلاث سنوات؟ فأقول ومن الله التوفيق: ذلك ممكن بإذن الله إذا وافقوا، لكن يبقى إشكال، وهو أن انتظارهم لك دون عقد زواج فيه مخاطرة، فلا يدرون هل تصدُق بعد هذه المدة الطويلة أم لا، وأيضًا لو تقدَّم لخطبة البنت رجلٌ آخر، فمن المرجَّح قَبولُه، وعدم تعطيل بنتهم عن الزواج من أجْل وعد منك مَحفوف بالمخاطر، فالناس لا يقبلون في أمور الزواج إلا كلامًا جادًّا فعلًا وقولًا، وأيضًا أنت تظن أن انتظارَك للزواج من بنت ستتعلَّق بها ثلاث سنوات سهل ويُهدئ نفسك، وهو في الحقيقة غير ذلك، بل قد يزيدك توترًا وتفكيرًا وتشتتَ ذهنٍ، وربما تقع في أمر خطير، لذا أرى أن تأخذ بالحلول التالية: الأول: أن تستعين بالله كثيرًا، وتسأله سبحانه تيسير الخير لك ولها، وأن يشرَح الله صدر والديك لتَفهُّم حاجتك ومساعدتك. الثاني: بعد الدعاء صارِح أهلك برغبتك الزواج منها للاستعفاف، وبخشيتك على نفسك من الفتن المحيطة بك. الثالث: أكثِر من الاستغفار، فهو علاج عظيم لتيسير الصعاب وتفريج الكُرَب، وتيسير الرزق؛ قال سبحانه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10، 12]. الرابع: إن كنت تستحيي من مصارحة أهلك، فوسِّط عاقلًا من قرابتك لمصارحتهم برغبتك. الخامس: بإمكانكم الاتفاقُ مع أهل البنت في القبول بتسديد جزءٍ من المهر الآن، والباقي يبقى مؤخَّر صداق يسدَّد في وقت آخرَ. السادس: أنت تعيش في بيئة أوروبية بها تبرُّج صارخ وفتنٌ خطيرة، فلا تنفكَّ عن سؤال ربك سبحانه وبإلحاح أن يُثبتك أمام الفتن، وأن يُيسِّر لك ما تعسر عليك، وأن يشرح صدور والديك ووالدَي البنت للتعاطف معك. السابع: من أعظم ما يُذلل العقبات ويكشف الكربات تقوى الله سبحانه وقوة الثقة فيه، والتوكل عليه عز وجل؛ قال سبحانه ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3]. الثامن: لمحتُ مما سطرتَه أنك تستبعد موافقة أهلك على زواجك في هذا العمر، ومستصعب قدرتهم المادية على ذلك، فأقول: أخي الكريم، اعلَم وفَّقك الله أن أمور الدنيا كلها صغيرها وكبيرها بيد الله الرزاق سبحانه، وليست بيد البشر مهما أُوتوا من قوة أو ضعف. فمن إيمانك بربوبية الله عز وجل أن تؤمِن إيمانًا جازمًا أن الله عز وجل هو الرزاق المانع المعطي وحده، وليس البشر كلهم، وهذا يُعطيك دَفعةً قوية لقوة الإيمان بقدرته سبحانه، ولكثرة الاستعانة بالله عز وجل، وعدم التعلق بتاتًا بالناس أيًّا كانوا، ومما يدل لذلك قوله سبحانه: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الملك: 1]، وقوله سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]. التاسع: تذكَّر أنك تريد الاستعفاف، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة حق على الله عز وجل عونُهم: المكاتَب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف، والمجاهد في سبيل الله»؛ رواه الترمذي والنسائي. العاشر: ذكرتَ أنك تركتَ الدراسة من أجل قطع علاقتك بالبنت، فأقول: كان بإمكانك البحث عن بدائل أخرى مثل تغيير مكان دراستك، فبَدِّلْ المدرسة، ولا تُوقف الدراسة. فرَّج الله كربتك وسخَّر والديك ووالدَي خطيبتك لمساعدتك، ورزَقك الثبات والاستعفاف، وصلَّ اللهم على نبينا محمد ومَن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |