|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الفوضوية وعدم الترتيب الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة تذكُر أن أسرتها فوضوية، وليس لديها اهتمام بالترتيب، وتسأل عن حلٍّ. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا أعيش وسط عائلة جميع أفرادها مهملون، وأقصد بالإهمال أنه في كل شيء؛ فلا وقت محدد للنوم وللاستيقاظ، ولا وقت محدد لتناول الطعام، وعندما يحتاج شيء للإصلاح يُترك على حاله، ولا شيء يوجد في مكانه، أفقد أشيائي باستمرار؛ كأن أشتري قلمًا ويضيع وأشتري غيره، أستيقظ من النوم فأقضي وقتي على الإنترنت حتى أنام، وكذلك النظافة ليست في أفضل حال، وهكذا فتحت عيني منذ نعومة أظفاري ووجدت حالنا، ولا زلنا على هذه الحال، وأنا الآن في العقد الثاني من العمر، وأريد أن أغيِّر من حالي هذا، لكنه ليس حالي وحدي، وطالَما أن أفراد أسرتي هكذا، فسأواجه صعوبة بالغة جدًّا في التحول إلى حياة التنظيم، ماذا أفعل؟ نحن نصلي والحمد لله، لكني أريد التقرب إلى الله أكثر، والتحكم في وقتي، وتنظيم حياتي والتفوق في دراستي، لكن في ظل وجودي بين أسرتي هذه، أجد هذا مستحيلًا، ما العمل؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين؛ أما بعد: فالقارئ لمشكلتكِ يَخلُص إلى أنكِ تطمحين لأهداف سامية، تصطدم في نظركِ بواقع مخالف لها داخل أسرتكِ التي عبَّرتِ عنها بما يمكن أن يسمى اختصارًا بـ(الفوضوية)، وتسألين عن الحل، فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: تشكرين كثيرًا على طموحكِ للمعالي. ثانيًا: لا أُوافقكِ على ما لمحته من يأسكِ من بلوغ القمة، ومن صلاح أحوال أسرتكِ. ثالثًا: ما دامت نيَّتك طيبة، فأُوصيك ألا تنسي الاستعانة بالله سبحانه والتوكل عليه لتحقيق أهدافكِ؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3]. رابعًا: كوني بذرةً طيبة وقدوة صالحة في أسرتكِ. خامسًا: وأول خطوة للبذرة الصالحة هي صدق الالتزام الديني والقدوة الحسنة بالمحافظة على الواجبات الشرعية، وخاصة الصلاة في أوقاتها؛ لأن ذلك أعظم تنظيم، فمن فرط أو تساهل في أداء الصلاة وسائر الشعائر التعبدية في أوقاتها وبشروطها، وأركانها، وواجباتها، وسننها - فهي الفوضى حقًّا، وهو لما سواها أضيعُ وأكثر فوضوية. سادسًا: عند بداية سلوككِ الطريق الصحيح عبادةً وترتيبًا، قد تواجهين عقباتٍ واستهزاءً واتهامًا بالتعقيد، وهذه سُنة جارية لمن سلك طريقًا صحيحًا ودعا إليه؛ قال سبحانه: ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 1 - 3]. سابعًا: عليكِ بمجاهدة نفسكِ على التزام الشعائر التعبدية، وتنظيم أوقاتكِ، وإظهار ذلك كله أمامهم ليَقتدوا بكِ، ولا تستعجلي الثمرة؛ لأنكِ مأجورة على كل حال؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن سنَّ في الإسلام سنةً حسنة، كان له أجرها وأجرُ مَن عمِل بها من بعده، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزرُ من عمل بها من بعده، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئًا))؛ [أخرجه مسلم في صحيحه]، ومثل هذا الحديث ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من دعا إلى هدًى، كان له من الأجر مثل أجور مَن تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبِعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا))، وهكذا حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من دلَّ على خير، فله مثل أجر فاعله))؛ [أخرجهما مسلم في صحيحه]. ثامنًا: وتذكري أن من حولكِ تعوَّدوا مُددًا طويلة على شيء من اللامبالاة والكسل، حتى أضحت دَيدنًا ومنهجَ حياة، ومثل هؤلاء قد يحتاجون لوقت طويل وصبر ومصابرة، لكن العاقبة إن شاء الله حميدة، طال الزمن أم قصُر؛ قال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]. تاسعًا: كلما واجهتكِ مصاعب أو سخريات، تذكري أن الأنبياء عليهم السلام واجهوا أشدَّ من ذلك كفرًا بهم وعنادًا وسخرية واتهامًا بالسحر والجنون، فصبروا وظفروا. عاشرًا: لا تنسي كثرة الاستغفار والاسترجاع والصدقة؛ فلهذه الثلاثة - مع رابعها وهو الدعاء - أثر قوي ومشهود في تذليل العقبات، وتيسير الصعوبات، وكشف الكربات. حفِظكِ الله ورزَقكِ الإخلاص والصبر والثبات، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |