|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تعبت من تحمل مسؤوليات البيت الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: أمرأة تعيش مع والدَيها وابنتها، تَشكو من إلقاءَ أبويها عليها كلَّ مسؤوليات البيت، والقيام بجميع شؤونه، وتسأل عن حلٍّ لذلك. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله، جزاكم الله خيرًا على ما تقدمونه في هذه الشبكة. أنا أمٌّ لطفلة تدرس في المرحلة الابتدائية، وأسكُن في بيت والدي، زوجي لا يسكن معنا بحكم السفر لدولة أخرى، أسأل الله أن ييسر حالي وحاله. المشكلة تتلخص في أنني لا أستطيع أن أرفض - ولو بلطفٍ - طلبًا من والدي، وكل مسؤوليات البيت من التنظيفٍ وسقي الزرع، إلى غير ذلك - تَقع على عاتقي، حتى لو كنت أعمَل خارج البيت فسوف تقع عليَّ المسؤولية في ذلك كله، في حين أن لي أخًا شابًّا وأختًا في العشرينيات من العمر لا يقومان بأي شيءٍ يتعلق بتنظيف البيت، أو الاهتمام بالأمور التي ذكرتُها، وأشعر أنني مغبونة في هذا الأمر؛ حيث إن أمي مباشرة تطلب مني القيام بأي عمل متعلق بالبيت، ولا تطلب منهم بحكم عملهم خارج البيت، علما أني أعمَل أيضًا خارج البيت. في أوقات كثيرة يخرُج الأمر عن السيطرة وأغضب، ويصل الأمر أن أصرخ في والديَّ اللذين يُصدَمان بردة فعلي هذه، وهنا أندم على ما فعلتُ، كيف لي أن أرفض بلطف؟ وكيف لي أن أُوازن بين رضا الوالدين والاهتمام بنفسي وبنتي؟ وكيف أوصل فكرة أن التعاون مطلوب في البيت، حتى لو كان أي فرد من أفراد الأسرة يعمل خارج البيت؟ أنا لا أنكر فضل أحدٍ عليَّ، ولكني أتحدَّث عن هذا الأمر غير المرغوب فيه، والذي يكون أحيانًا على حساب راحتي وبنتي، وهل أمي تتحمل مسؤولية هذا الأمر من باب أن المرأة راعية ومسؤولة في بيت زوجها؟ والدتي بصحة جيدة الحمد لله، وكذلك والدي، ولكن والدي بالأخص تعوَّد على طلب الأشياء وهو في مكانه إلا إذا كنَّا نيامًا، ساعدوني في حل هذه المشكلة، وهل من نصائح؟ بارك الله فيكم. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فبعد قراءتي لمشكلتكِ، قلتُ شيئًا قد تعجبين منه في البداية، ولكن اقرئي باقي الكلام لتعرفي السبب، لقد قلتُ: هنيئًا لها، ثم هنيئًا لها، ثم هنيئًا لها، ولكن على ماذا؟ ١- على هذا الخير العظيم الذي ساقه الله لها وهي لا تعلم كيف ذلك. يا أختي، أن يثق الوالدان في خدمة أحد أولادهم ذكرًا أو أنثى، ويطلبون منه حاجاتهم - هذا بحدِّ ذاته كنزٌ عظيم جدًّا لا يُقدَّر بثمن، وربما يدل على محبة الله أولًا لهذا الابن أو البنت؛ حيث اختصه من بين إخوته بمزيد برٍّ لوالديه، وما يترتب عليه من حسنات عظيمة كالجبال، واختصه الله بمزيد ثقة من والديه وبمزيد حب له؛ ولذا يطلبان منه جلَّ احتياجاتهما. ٢- وهنيئًا له فتح بابٍ عظيم من أبواب الجنة، واختصاصه بذلك من بين إخوته. ٣- وهنيئًا له دعوات والديه واستجابتها وتفريج كربه. ٤- وهنيئًا له استجابة دعواته لنفسه ووالديه وذريته وغيرهما. ٥- ولتزدادي هناءةً وبرًّا، وتتلذذي بخدماتكِ لوالديكِ، وتزدادي غبطة وفرحًا وسرورًا بما حباكِ الله - تأملي في الآتي: ١- قال سبحانه: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23]، وانظري كيف جعل الله برَّ الوالدين قرينَ الأمر بالإخلاص والنهي عن الشرك، لماذا؟ لعِظم شأنه عنده سبحانه، ولأنه أعظم حق بعد حقوق الله عز وجل. وتأملي الحديث الآتي: ((عن أسير بن عمرو - ويقال: ابن جابر - قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس، فقال له: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد، ثم من قَرَن؟ قال: نعم، قال: فكان بك بَرَصٌ فبرئت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، من مراد، ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بَرٌّ، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعتَ أن يستغفر لك فافعل، فاستغفِرْ لي، فاستغفر له ...))؛ [رواه مسلم]. فانظري كيف أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أنه مستجاب الدعاء بسبب بره لوالدته، لدرجة أنه لو أقسم على الله في تحقيق دعائه لتحقق له. ٦- فأنتِ لستِ مغبونة كما قلتِ، بل أنتِ مغبوطة، وفي عمل صالح عظيم جدًّا، ولو علم إخوتكِ بما أنتِ فيه وما يُرجى لكِ من ثواب عظيم لتقاتلوا عليه. ٧- ثم مع هذا كله، لا ننكر أن الإنسان له طاقة محدودة، وفيه ضَعف بشري ينتابه بين الفينة والأخرى؛ ولذا يمكنك الأخذ بالحلول الآتية: الأول: الدعاء لنفسكِ بالإعانة على برِّ والديكِ وعلى تحمل طلباتهم، واحتساب الأجر في تحقيقها وفي إرضائهما، والدعاء للوالدين بالتوفيق لحسن الأخلاق وتقدير ظروفكِ. ثانيًا: الإكثار من العبادات المقوية للقلب والبدن معًا؛ ومنها: الصلاة، والتلاوة، والذكر، والاستغفار، والقراءة عن فضل البر. ثالثًا: التفاهم الودي معهما بلطف، فتبيِّنين فيه ما تلاقينه من نصَبٍ ومن مسؤولية رعاية ابنتكِ إلى آخره. رابعًا: النصيحة الهادئة لأختكِ وأخيكِ باغتنام الأجر والمشاركة في بر الوالدين. خامسًا: مجاهدة النفس على كظم الغيظ معهما؛ وتذكري هنا قوله سبحانه: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 23 - 25]. سادسًا: كلما تضايقتِ من طلباتهما، افزعي إلى أمور تسليكِ وتشُدُّ من عضدكِ؛ هي: ١- الدعاء. ٢- وتذكر فضلهما عليكِ. ٣- وتذكر عظم حقهما عليكِ. ٤- وتذكر عظم الأجر المترتب على برهما. ه- وتذكروا أن الله سبحانه أمر ببر الوالدين المشركين وهما يأمران ابنهما بأعظم ذنب وهو الشرك، فكيف بالوالدين المسلمين؟ قال سبحانه: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾ [لقمان: 14، 15]، ويلحظ في الآية أن الله سبحانه قرن الأمر بشكر الوالدين مع الأمر بشكره سبحانه في قوله: ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ﴾؛ مما يدل على عظم شأن البر عند الله سبحانه، وعظم أجر البارِّ. همسة أخيرة: إنكِ في خير عظيم ستفقدينه بموتهما أو موت أحدهما، فاعملي على ألا تندمي حينها على كل تقصير أو تأفُّف من خدمتهما، وألا تبكي حسرةً على ما بدَر منك؛ فاغتنمي الخير الذي بين يديكِ، وأخلصي النية، واستعيني بالله كثيرًا، يوفقكِ ويسعدكِ، حفظكِ الله ورزقكِ بر والديكِ ورضاهما عنكِ، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |