حق الكبير وصاحب الفضل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 610 - عددالزوار : 24779 )           »          الأخطاء الطبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          إصدارات لتصحيح المسار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 10445 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 41 - عددالزوار : 25598 )           »          حديث أبي ذر.. رؤية إدارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 146 )           »          أسبـــاب هـــلاك الأمـــم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 490 - عددالزوار : 203743 )           »          قراءة سورة الأعراف في صلاة المغرب: دراسة فقهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          دلالة الربط ما بين الحب ذي العصف والريحان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أقسام الشرك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-05-2023, 04:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,815
الدولة : Egypt
افتراضي حق الكبير وصاحب الفضل

حق الكبير وصاحب الفضل (1)



كتبه/ أحمد مسعود الفقي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن الناس في مجتمعهم الذي يعيشون فيه ويباشرون فيه أعمالهم، يحتاج بعضهم لبعض، والإنسان في هذه الحياة لا يعيش وحيدًا، وإنما يعيش في مجتمع يتفاعل فيه مع أفراده تفاعلًا لا يمكنه أن يعيش في الحياة بدونه؛ فالإنسان كما هو معلوم مدني بطبعه، فالكبير يحتاج إلى قوةِ ونشاطِ الصغير، والصغير يحتاج إلى خبرة وحكمة الكبير، فلا يستقل أحدهما عن الآخر، وإلا خسرا كثيرًا، بعكس ما إن اجتمعا، وكمَّل أحدهما الآخر؛ كان النجاح والتوفيق حليفهما.

ونرى ذك جليًّا في الجماعات الدعوية، والمؤسسات الأهلية: كالجمعيات الخيرية، ما إن قل مجهود هذا الكبير وضعفت همته عما كانت أيام شبابه، إلا وأهمل ونسي دوره ومشاركته السابقة بعد أن كان رأسًا وقائدًا، قدَّم الكثير، وبذل الكثير من الجهد والوقت والمال، وقد يكون هو البادئ لهذا العمل وهو السبب فيه، وفي هذا غمط لحقه، وهضم لما قدَّمه في السابق، فيصيبه ذلك بالإحباط واليأس.

واليوم وللأسفِ الشّديد: كثيرًا ما نرى في مجالِسِنا صِغارًا في صدورِ المجالس، وكِبارًا في أقصاها، ونرى شبابًا تستطيلُ ألسنتهم على الكبار، ونرى شبابًا لا يعرِف للكبير أيَّ قَدْرٍ أو مكانة، ولا يعترف له بفضل، وقد يكون هو مَن وضع رجله على الطريق؛ فيلمِزه بجهله، وقد يلمزه بضَعف رأيه، وقد يلمزه بقِلّة علمه، وقد يلمِزه بعدَم نظافةِ ملبَسه، وقد... وقد... والله المستعان!

ولهذا حَذَّر الله من نسيان الفضل لأهل الفضل، فقال -سبحانه-: (‌وَلَا ‌تَنْسَوُا ‌الْفَضْلَ ‌بَيْنَكُمْ) (البقرة: 237)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ ‌لَا ‌يَشْكُرُ ‌النَّاسَ ‌لَا ‌يَشْكُرُ ‌اللَّهَ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

ولقد أمرنا الله أن نحسن إلى عباده كما أحسنوا إلينا، فالجزاء من جنس العمل، قال الله -تعالى-: (‌هَلْ ‌جَزَاءُ ‌الْإِحْسَانِ ‌إِلَّا ‌الْإِحْسَانُ) (الرحمن: 60)، وقال -تعالى-: (‌وَأَحْسِنْ ‌كَمَا ‌أَحْسَنَ ‌اللَّهُ ‌إِلَيْكَ) (القصص: 77)، ومن الإحسان الاعتراف بفضلهم.

فبالاعتراف بالفضل يتشجع كل ذي فضل، فيستمر عطاؤه، ويزداد نماؤه، فالشكر له أعظم محرك ودافع، وغمطه حقه قد يكون أكبر مثبط ومانع.

أما عن الصغير، فحاله كحال الابن العاق الذي مات أبوه، فهو يخبط فلا يحسن ما يصنع، وشيئًا فشيئًا لا يجد الناصح الأمين، والفاهم الخبير، فيفسد من حيث يريد الإصلاح، حتى ينتهي دوره بعد أن تفتر همته، وتكثر عنده المشاكل وتعترضه العقبات التي لا يستطيع حلها فيضعف أمامها حتى تتغلب عليه.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، ويَعْرِفْ حَقَ كَبِيرِنَا؛ فَليْسَ مِنَّا) (رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود، وصححه الألباني). وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (يَرْحَمْ صَغِيرَنَا) أي: لعجزه وبراءته عن قبائحِ الأعمالِ، وقد يكون صغيرًا في المعنى مع تقدم سِنّه؛ لجهله وغباوته وخَرَقَهِ وغفلته فيرحم بالتعليم والإرشاد والشفقة. (ويَعْرِفْ حَقَ كَبِيرِنَا) لما خُص به من السبقِ في الوجودِ وتجربةِ الأمور.

قال المناوي -رحمه الله- في فيض القدير معلقًا على هذا الحديث: "فالتحذير من كلٍّ منهما وحده؛ فيتعين أن يعاملَ كلًّا منهما بما يليق به؛ فيُعطَى الصغيرُ حقَّه من الرفقِ به والرحمةِ والشفقةِ عليه، ويُعطَى الكبيرُ حقَّه من الشرفِ والتوقير".

وقوله: (فَليْسَ مِنَّا) أي: ليس على طَريقَتِنا وهَدْيِنا وسُنَّتِنا.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.45 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.48%)]