|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مشكلات ابن أختي المراهق الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: سائل يطلب حلًّا لمشكلة مراهق دُلِّل في تربيته، فأصبَح يدخِّن، ورافَق أصدقاء السوء، وانشغل بشهواته، وتسأل: ماذا يفعلون معه؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله، تزوجتْ أختي من رجل منذ حوالي 20 سنة ورُزقت ولدًا وبنتًا، في السنوات الأولى بدأت تظهر مشاكلُ مرتبطة بشخصية كل واحد منهما، فأختي سُلْطويَّةٌ وزوجها مِزاجيٌّ وسلطوي أيضًا ومدخن. كبر الأطفال وبدأت تطفو على السطح مشاكل أخرى مرتبطة بالابن الأكبر؛ حيث حصل نفور كبير بين الولد وأبيه الذي أخفق في التقرب منه ومحاولة فَهْم شخصيته، بل كان تعامله معه يرتكز على العنف الذي لم تسلَم منه حتى أختي، فما كان منها إلا أن حاولت حمايةَ ابنها من الانحراف عبر تلبية كل رغباته، خاصة أنها تتقاضى راتبًا أكبر من زوجها. منذ عدة سنوات اكتشفتْ أختي أن ابنها يُدخِّن السجائر وفي بعض الأحيان المخدرات، وعندما عرفت ذلك وعدها بأن يُقلع، وقد حصل بشقِّ الأنفس في العام التالي على شهادة الثانوية وبمعدل دون المتوسط، وتم تسجيلُه في مؤسسة للتدريب المهني، إلا أنه بعد مرور حوالي شهر أخبرنا بأنه لن يكمل الدراسة هذه السنة بحجة أن المؤسسة دون المستوى، والأدهى من ذلك أنه بعد حصوله على رخصة القيادة، أقنع أمَّه بشراء سيارة حتى يستعملاها معًا في التنقل، علمًا بأن الأب لديه سيارة خاصة بالأسرة، وبمجرد توفير السيارة، أطلق العنان لرغباته وشهواته، فصار يقضي معظم وقته خارج البيت، ثم شاهدنا بعض الصور في أحد التطبيقات، فكانت الصدمة كبيرة؛ فالابن يدخن وربما يشرب الخمر. تحدثنا إلى الابن حتى يلتفتَ إلى دينه ودراسته لكن دون جدوى، فالولد غرق في الشهوات إلى حد لا يمكن تصوُّره. وفي اعتقادنا أن أختي ارتكبت خطأً جسيمًا بتلبية جميع رغباته حتى صار يعيش في مستوًى اجتماعيٍّ لا ينتمي إليه في الحقيقة. فما السبيل لإنقاذ هذا الشاب من الضياع، وهل إرساله إلى الخارج للدراسة سيحد من انحرافه؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فلكي نتوصل إلى حلٍّ سليم لمشكلة ابن أختك، فلا بد أولًا من وضع اليد على أسباب انحرافه، ويبدو لي أن منها: ١- ضعف التربية منذ الصغر. ٢- التركيز على العنف في التربية. ٣- عدم العناية بالنصح والإقناع. ٤- التدليل من أختك له. ٥- التنافر بين أسلوبي الأب والأم، فأحدهما يشدد ويُعنِّف والآخر يُدلِّل. ٦- التنافر بين الابن ووالده نتيجة حتمية لنقص التربية السليمة. والآن بعد معرفة الأسباب حان موعد معرفة العلاج، فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: على الأبوين معًا أن يعتنيا بأهمِّ علاجٍ لمشاكل أولادهم، وهو الدعاء لهم ليلًا ونهارًا بكل صدق وإخلاص وبكل ثقة بالله سبحانه؛ فالله سبحانه شرع ذلك على لسان أنبيائه والصالحين من عباده؛ مثل قوله سبحانه: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، وقوله عز وجل: ﴿ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ﴾ [الأحقاف: 15]. ولأن دعاء الوالد لولده مستجاب، فعليهما أن يسألا الله بإلحاحٍ أن يدلَّهما على الأساليب الصحيحة لتربية ابنهما وإقناعه. ثانيًا: لا بد أن يغيِّرَ الأب والأم من أسلوبيهما، فلا العنف الزائد يُجدي، ولا التدليل ينفع. ثالثًا: لا بد أن يجتهدَا في القرب منه ومناصحته بالحكمة. رابعًا: لا بد من انتشاله من رُفقاء السوء، وتعريفه على الصالحين من أسرته أو جيرانه؛ ليستفيد من سلوكهم الطيب وعلمهم النافع. خامسًا: عليهما الإكثار من الاستغفار والاسترجاع؛ فلهما أثرٌ عظيم جدًّا في تفريج الكَرْب. سادسًا: للوعظ الهادئ أثرُه الفعَّال، فيذكرانِهِ بالموت والجنة والنار، ويذكرانه بالآثار السيئة للمعاصي التي يقع فيها في الدنيا والآخرة، وما تورِثُه من أمراض حسية ومعنوية، ونَبذ اجتماعيٍّ. سابعًا: لعلهما إذا وجدا منه شيئًا من الاستجابة أن يسعيَا في تزويجه، فالزواج سكنٌ واستعفاف. ثامنًا: أما إرساله للخارج للدراسة، فلا أنصح به لمِثْلِ حالته؛ لأنه قد يزيده انحرافًا. حفِظكم الله وحفِظ هذا الابن وردَّه إلى رشده، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |