|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لا أشعر بالأمان والاستقرار الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: زوجة تعيش مع زوجها في بيت أهله، أعطاهم والد زوجها قطعةَ أرض لبناء بيت، لكنه بدأ يتحكَّم في تصميم المنزل، ويهدِّدهم بأخْذها منهم، ولم تَعُد تشعُر بالاستقرار، وتريد حلًّا. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا معلمة متزوجة منذ خمس سنوات، لديَّ ثلاثة أطفال، واجهت مشاكل مع زوجي؛ حيث كان دائمًا قاسيًا معي، ولكنني تحملت وقاومت كل الظروف؛ لحماية أسرتي وأبنائي، والآن أعتبر حياتي الزوجية جيدة جدًّا، وزوجي أصبح متفهمًا وودودًا أكثر مما سبق، وتخطينا العوائق كلها. مشكلتنا الرئيسة أننا نسكُن في جناح في بيت أهل زوجي، وأقنعنا والده أن يعطينا جزءًا صغيرًا جدًّا من أرضه؛ كي نبني بيتًا يسع زيادة عدد أبنائنا، وقد ساعدت زوجي في بنائه ووصلنا لمرحلة جيدة في البناء؛ حيث نوفر من مرتباتنا المتواضعة ونقلل من مصاريف أبنائنا، ونحرم أنفسنا من أشياء كثيرة؛ من أجل توفير المال لبناء المنزل الجديد. ولكن المشكلة أن والد زوجي يتحكم بشدة في تصميم المنزل بما لا يتماشى مع متطلباتنا أنا وزوجي وأطفالي في المستقبل، وكلما تحدثنا معه في شيء يقول لنا: إن الأرض أرضي وإن المنزل منزلي، وليس من حقنا التدخل في تصميمه وبنائه، حتى إنه يأخذ منا أموالًا كل مدة بحجة إشرافه على عمال البناء، ونحن ندفع له؛ لأن ما يهمنا هو السكن، ونحن على هذا الحال منذ ثلاث سنوات، حتى أتى اليوم الذي ألغى الأب جزءًا من المنزل، وقال: إنه يكفينا ما بُني، مع العلم أن زوجي لا يقصر أبدًا مع أهله، ويساعدهم بما يستطيع، وعندما حدَّثت زوجي، قال لي: تكلمي مع أبي وحاولي إقناعه، فكيف أضمن حقي وحقوق أطفالي في بيتي وجَدُّهم بهذه التصرفات؟ حتى إن الأمر وصل به إلى أن قال: إن الجناح الذي نسكنه هو ملكه، وإنه يستطيع في أي وقت أخذه منا، فكيف أشعر بالاستقرار وزوجي لا يأخذ أي موقف صارم مع أبيه؟ ماذا لو حدث موت - لا قدر الله - ماذا يكون مصير أولادي؟ لذا أفكر أن أترك البيت الجديد والقديم، وأطلُب من زوجي أن نؤجر بيتًا خارج أملاك والده، ونحتسب أموالنا الضائعة عند الله، ماذا أفعل؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فبعد التمعن في مشكلتك تبيَّن الآتي: ١- تريدون بيتًا مستقلًّا ووالد زوجك يتدخل ويضايقكم في بناء بيتكم. ٢- طلبتم منه أرضًا صغيرة فأعطاكم إياها، ثم لما بدأتم في البناء ضايقكم بتدخلاته وبتقليص مساحته. ٣- وزيادة على ذلك كله يقول: البيت بيته وهو حر في كل تدخلاته. ٤- وتسألين: لِمَ يفعل ذلك كله؟ ٥- وتسألين: هل تطلبين من زوجك ترك مشروع بيتكم والاستئجار في مكان آخر؟ فأقول ومن الله التوفيق: أولًا: لنحسن الظن بهذا الأب وأنه يتصرف من باب الغيرة على ابنه كثيرًا، ومن باب محبة الخير له. ثانيًا: قد يكون هذا الأب قد تربى على نمط معين من الحياة، فيه شيء من الاستقلال التام في اتخاذ القرارات، والقناعة التامة بأنه وحده الذي يعرف الصحيح من السقيم. ثالثًا: ربما تكون لديه نزعة من حب الدنيا، بدليل مطالبته لابنه بدفع مصاريف الإشراف على البناء، وبدليل تدخُّله في مخطط البناء. رابعًا: إن كان هذا الأب حفظه الله قد وهب الأرض لابنه، فإن جواز تراجعه عن الهبة في مثل هذه الحال محل خلاف بين العلماء، فيرجع فيها لحكم القاضي، أما إن كان مجرد سماح بالبناء فوق أرضه مع بقاء ملكيتها له، فتبقى ملكية الأرض له. خامسًا: هذه أمور منازعات يرجع فيها لحكم القضاء، والأفضل حلها وديًّا بينهما. سادسًا: أعظم ما تُحَلُّ به المشاكل والخلافات: الأسبابُ الشرعية العظيمة ذات الأثر الفعال، بشرط الإتيان بها مع قوة اليقين بأثرها، وهي: ١- الدعاء: فكم حُلَّت به من مشاكل مزعجة جدًّا! وكم فرِّجت به من كرب عظيمة! والله سبحانه قال: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]. ٢- الإكثار من الاستغفار؛ لأننا نُبتلى أحيانًا من أقرب الناس لنا بسبب معاصينا، ولأن الله سبحانه جعل الاستغفار سببًا للرزق؛ قال عز وجل: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10، 12]، فلا تُزكوا أنفسكم، فقد تكونون وقعتم في ذنوب أو تقصير في الطاعات سببت هذه التصرفات. ٣- الاسترجاع عند المصيبة له أثر قوي جدًّا، خاصة إذا صاحَبَهُ قوة اليقين. ٤- الصدقة ولو بالقليل. ٥- الإكثار من الصلاة وعموم الأعمال الصالحة. ٦- صدق التوكل على الله واليقين بأن الرزاق المعطي المانع هو الله سبحانه؛ قال سبحانه: ﴿ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 3]. سادسًا: يُضاف لِما سبق مناصحةُ الوالد الكريم من عقلاء العائلة بالرفق بكم، وأن يبعد عن الطمع الدنيوي. سابعًا: أما سؤالك: هل تطلبين من زوجك الخروج إلى بيت مستأجر، فأقول: قد يكون ذلك حلًّا مناسبًا بشرط قدرة زوجك المادية؛ لأنه من المحتمل أن تصرفات والد زوجك ناتجة عن طبع متأصل، قد يصعب علاجه، وقد يستمر على ذلك بعد خروجكم. ثامنًا: إن كانت تصرفات هذا الوالد مقصورة عليكما من بين سائر أبنائه، فهنا يوجد احتمال وجود سبب خارجي من حسد أو غيره، فعالِجوا أنفسكم مع ما سبق بالرقية الشرعية. حفِظكم الله وفرَّج كربتكم، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |