|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي وتعلقه الزائد بأهله أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: امرأة متزوجة تذكُر أن زوجَها متعلِّق بأهله كثيرًا، ويَقضي لهم كلَّ حاجاتهم، ولا يَلتفت إليها إلا قليلًا، لذا تريد الطلاق، وتسأل عن حلٍّ. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا متزوجة منذ سنة وقد تزوَّجت بعد حبٍّ، إلا إنني أريد الطلاق؛ لأنني لا أشعُر بالاستقرار، فزوجي مرتبط جدًّا بأهله وهم يُلقون عليه كامل المسؤولية ويستدعونه ليسافر إليهم لأي سبب، حتى أخواته المتزوجات يلقين عليه مسؤوليتهنَّ ومسؤولية أبنائهنَّ، مع العلم أنه أصغرهم سنًّا، وإذا تناقشتُ مع زوجي لا أصل لأي نتيجة، فهو ضعيف الشخصية أمام أهله، وتنتهي نقاشاتنا دائمًا بالإعراض عني والتعلل برضا والدته، أنا أعيش أزمة نفسية، فأرجوكم ساعدوني. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ أما بعد: فمرحبًا بكِ أيتها الفاضلة، الحياة يا حبيبة تَحدٍّ كبير، يحتاج إلى ذكاء وحسن إدارة، لا يوجد نجاح في أي مجال دون جدٍّ، تزوجتِ منذ عام وتريدين مغادرة حياتكِ بسبب شدة تعلُّقه بأهله، أقول لكِ: هل فكرت في أن تتَّهمي نفسكِ لا أن تتَّهميه هو، كيف ذلك؟ الفترة التي تعاشرتُم فيها قصيرة، لا يمكن أن تحلَّ مَحلَّ عشرته لأهله بهذه السرعة، فقد عاشرك عامًا وعاشرهم أكثر من ثلاثين عامًا، بالطبع لن أقول لكِ: اصبري ثلاثين عامًا حتى تصبحا متكافئين، ولكن سأرشدك إلى حلٍّ له شِقَّان واجِبَا التنفيذ: أولًا: ♦ تجعلينه يشتاق إليكِ ويُحب مجلسكِ، ويعتبره بديلًا عن مجلس أهله، وذلك ببذل ما يحبه من حديث ولطف وزينة، ونظام البيت والطعام وغيره، ومن حظكِ أن لكِ سكنًا خاصًّا يعين على ذلك، فالإنسان يألف المكان الذي يجد فيه نفسَه. ♦ لا تجعلي مجلسكما يَضِجُّ بالعتاب واللوم والتعنيف، واتهامه بالتقصير بحق ومن دون حق، تجاهلي قليلًا وعُدِّيها مباراةً لا بد من الأخذ بأسباب الفوز فيها. إن كان ذهابه لأهله بلا حاجة مُلحة كما تقولين، فسيُفَضِّلُ البقاء معكِ؛ لأن مجلسكِ أحبُّ لقلبه، وإن كان ذهابه واجبًا، فلتصبري احتسابًا لله في هذه المرة التي تستدعي وجوده، ولتعلمي أن رضاء أمِّه سبب عظيم للبركة والتوفيق في حياته، وذلك بالطبع يعود عليكِ وعلى ذريَّتكِ مستقبلًا بإذن الله، ولا تضيِّقي صدرًا بتعلُّقه بأمِّه، فلكِ أيضًا أمٌّ تشعر بالسعادة عندما يبرُّها ابنها، وغدًا تكونين أمًّا تَتُوقُ لجِلسة قصيرة مع ابنها. قلتِ إنكما تزوجتما بعد حب، إذًا كان لك علم سابق بشخصيته وليست مفاجأة لكِ تعلُّقه بأهله، أشعر أن الأمر بالنسبة لكِ فيه نوع من الغَيْرة، كيف يبذل وقته لأخواته ويترككِ وأنتِ الأحق؟ أقول لك: لا تأخذي الأمر بهذا الفَهم أبدًا، كل ما في الأمر أن حياتكما فيها شيء من الفراغ، وهذا طبيعي خاصة أنكما لم تُنجبا بعدُ، فالإنجاب إن شاء الله سيجعل ابنكما هو الأول قبل غيره، وهذه فطرة الله في الخلق، فاستعيني بالله واصبري، وتجاهَلي المنافسة مع أخواته على وقته، الأمر فقط اختبارٌ لصبركِ، وتدريب لكِ على حسن إدارة الحياة. توقفت عند ذكرك لضعف شخصية زوجك، فهذا خللٌ بيِّنٌ في تقديركِ لزوجكِ، حتى وإن كان كذلك، فعليكِ إعلاءه في نظر نفسكِ، بالغي في احترامه أمام الناس؛ لينعكس سلوككِ على أهله وغيرهم، ثم إن اعتقادكِ هذا سيجعلك تفسرين كل َّتصرُّف له على أنه عجز، وليس تصرفًا قويمًا، احتويه وأعينيه على نفسه وعلى الحياة؛ حتى تقيمي أعمدة بيتك. ثم إنكِ لم تذكُري أخلاقه بسوءٍ، وقد أحببتِهِ قبل الزواج، ومعنى هذا أنه إنسان مقبولُ المَعْشَرِ بالنسبة لك، فاستعيني بالله وجاهِدي حتى يَثبُتَ بيتُكِ، وينتظم عمادُ حياتكما، وتُرزَقا ذريةً صالحة بإذن الله. ثانيًا: أنت تعانين من فراغ يَجعلكِ تراقبين كل شيء بدقة، وهذا قد يكون أصل مشكلتكِ، فانظري في نفسكِ، وابحثي عن شيء نافع تشغلين به نفسكِ؛ كالقراءة، أو تعلُّم مهارة جديدة كالخياطة مثلًا، أو الإقبال على مراجعة القرآن وحفظه، وبخصوص وصفكِ لأهله أنهم لا يخافون الله، فلن أعلِّق عليه، ولكن أُذكِّرُكِ أن قلوبهم بيد الله؛ فكوني معه أنتِ وسيقلب قلوبهم إليكِ لا عليكِ. وفقكِ الله ودبِّر لكِ أمركِ بما يرضيه، لا تفكري في الطلاق؛ فليس هناك سببٌ موجب لذلك، فقط اشغلي نفسكِ بالحق؛ حتى لا تشغلكِ هي بالباطل، وأهمس لزوجكِ: كن عادلًا، ورتِّب أولوياتك، وقدِّر الأمور بقدرها؛ فأنت محاسَبٌ عمن جعلها الله أمانة في يديك.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |