|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() سنن العيد (1) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد: فنسأل الله كما بلغنا رمضان وأعاننا على صيامه وقيامه، أن يتقبَّله منا، إنَّه جواد كريم، أما بعد: فمن الأُمور التي ينبغي التذكير بها: أحكام صلاة العيد، وما يفعله المسلم في يوم العيد وليلته من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فمن ذلك: 1- ينبغي للمسلم أن يحرص يوم العيد على الاغتسال والطيب، فقد استحبه طائفة من أهل العلم، وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما: أَنَّهُ كَانَ يَغْتَسِلُ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الصَّلاَةِ[1]، واستحب بعض أهل العلم إزالةَ شعر الإِبطين، وتقليم الأظافر، وما يتبع ذلك؛ لأن ذلك من تمام الزينة، ولُبس أحسن ما يجد من الثياب، فقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما: أَنَّهُ كَانَ يَلبَسُ أَحسَنَ ثِيَابِهِ فِي العِيدَينِ[2]. قال ابن القيم رحمه الله: وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُ لِلْعِيدَيْنِ أَجْمَلَ ثِيَابِهِ، فَكَانَتْ لَهُ حُلَّةٌ يَلْبَسُهَا لِلْعِيدَيْنِ وَالجُمُعَةِ[3]. 2- يُستحب قبل خروجه إلى الصلاة في عيد الفطر أن يأكل تمرات وترًا، والوتر إما أن يكون ثلاثًا، أو خمسًا، أو سبعًا؛ روى البخاري في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يَغْدُو يوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ، وَيَأْكُلَهُنَّ وِترًا[4]. 3- يُستحب له أن يذهب من طريق ويرجع من آخر، روى البخاري في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ[5]. قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]. 4- السنة أن تكون الصلاة في مصلى العيد وليس المسجد، وهذا هو المعروف من فعله صلى الله عليه وسلم، ومواظبته، كما رجحه جمع من أهل العلم. خامسًا: لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى قبل العيد أو بعده نافلة في المصلى، روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمَ الْفِطْرِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلاَ بَعْدَهَا[6]، لكن إذا كانت الصلاة في المسجد، فإنَّه يصلي تحية المسجد ركعتين. اللهم أصلِح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلِح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلِح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خيرٍ، واجعل الموت راحة لنا من كل شرٍّ. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- اذكر بعضًا من سنن العيد. 2- هل يأكل المسلم التمرات قبل خروجه لصلاة العيد وترًا أم شفعًا؟ 3- هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي نافلة قبل صلاة العيد أو بعدها؟ [1] موطأ مالك (ص115)، وقال محققه: أثر صحيح. [2] سنن البيهقي (3 /281). [3] زاد المعاد (1 /441). [4] صحيح البخاري برقم (953). [5] صحيح البخاري برقم (986). [6] صحيح البخاري برقم (989).
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() سنن العيد (2) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد: 1- فإذا رجع إلى بيته يُشرع له أن يصلي ركعتين؛ روى ابن ماجه في سننه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يُصَلِّي قَبْلَ الْعِيدِ شَيْئًا، فَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ صَلَّى رَكْعَتيْنِ[1]. 2- يُستحب التكبير من غروب شمس ليلة العيد، وأوجبه بعض أهل العلم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، ويكبر أيضًا من حين خروجه من بيته حتى يأتي الإمام إلى المصلى، وهذا التكبير مشروع باتفاق العلماء، وجاء عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّهُ كَانَ يَخْرُجُ لِلْعِيدَيْنِ مِنَ الْـمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُ حَتَّى يَأْتِيَ الْـمُصَلَّى، وَيُكَبِّرُ حَتَّى يَأْتِيَ الإِمَامُ[2]، وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ[3]، وَيَستَحِبُّ التَّكبِيرَ فِي الـمَسَاجِدِ وَالـمَنَازِلِ وَالطُّرُقِ. 3- تأكد صلاة العيد على الرجال والنساء، ورجَّح جمعٌ من أهل العلم الوجوب، واستدلوا بحديث أُمِّ عَطِيَّةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِهَا الْعَوَاتِقَ؛ أي البالغات والحُيَّض؛ وَأَمَرَ الحُيَّضَ أَن يَعْتَزِلْنَ المُصَلَّى، وَيَشْهَدْنَ الْخَيرَ وَدَعْوَةَ الْمُسلِمِينَ[4]. 4- التهنئة بالعيد، فقد نُقل عن بعض الصحابة أنهم كانوا يقولون في العيد: تقبَّل الله منا ومنكم، ذكر ذلك شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله[5]، والحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله[6]. اللهم أعِدْ علينا رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة ونحن في صحة وعافية، اللهم اجعلنا فيه من المقبولين ومن عتقائك من النار، ربَّنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، واغفِر لنا إنك أنت الغفور الرحيم. والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- هل يشرع للمسلم إذا رجع من صلاة العيد أن يصلي نافلة في بيته؟ 2- متى يبدأ التكبير لصلاة العيد ومتى ينتهي؟ 3- هل تجب صلاة العيد على النساء؟ [1] سنن ابن ماجه برقم (1293)، وحسَّنه الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (2/476)، وانظر إرواء الغليل (3 /100) للشيخ الألباني رحمه الله. [2] سنن الدارقطني (2 /44) رقم (4)، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في إرواء الغليل برقم (650). [3] مصنف ابن أبي شيبة (2 /167)، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في إرواء الغليل (3 /125). [4] صحيح البخاري برقم (980)، وصحيح مسلم برقم (890). [5] مجموع الفتاوى (24 /253). [6] فتح الباري (2 /446)، وانظر تمام المنة (ص354-356) للشيخ الألباني رحمه الله.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |