قد أجيبت دعوتكم.. فاستقيموا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 878 - عددالزوار : 119481 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8865 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1197 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 21980 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-04-2023, 11:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,285
الدولة : Egypt
افتراضي قد أجيبت دعوتكم.. فاستقيموا

قد أجيبت دعوتكم.. فاستقيموا



لقد كان رمضان ميدانا يتنافس فيه المتنافسون، ويتسابق فيه المتسابقون، ويحسن ويجد فيه المؤمنون. تعودت فيه النفوس على الطاعة، وتربت على الفضيلة، وترفعت عن الرذيلة، وسعت لاكتساب الخير والهدى والبر والتقى. خشعت فيه قلوب، ودمعت فيه عيون، وزكت فيه نفوس، وتهذبت فيه أخلاق.
وقد مضى رمضان.. ودائما ما يأتي السؤال: وماذا بعد رمضان؟
والإجابة قد أجاب بها رسول الله على الله عليه وسلم منذ قرون على السائلين عن العلاج الناجع والساعين إلى الدواء النافع فقال لمن سأله: «قل آمنت بالله ثم استقم».
فالاستقامة بعد الطاعة هي أعظم كرامة.

فإذا كان الله قد حباك في رمضان بشجرة الطاعة والتزام العبادة، فيلزمك أيها الموحد الموفق أن تستقيم عليها، وتعتصم بها بعد رمضان. قال تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
قال أبو بكر: استقاموا فعلا كما استقاموا قولا.
وقال عمر: لم يروغوا روغان الثعالب.
أي لم يتعاملوا مع الله بذمتين: ذمة رمضانية وأخرى غير رمضانية. ولم يكونوا كذي الوجهين الذي يلقى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه.


أيها الأحبة:
إن انقضاء رمضان ليس معناه أن يتوقف الإنسان عن العبادة والطاعة، فهذا لا يعرف ربه إلا في رمضان، ومن كان لا يتعبد إلا في رمضان فإن رمضان يذهب ويزول، ومن كان يعبد الله فإن الله حي باق لا يزول ولا يحول.
وقد قيل لبشر بن الحارث: إن قوما يجتهدون ويتعبدون في رمضان (يعني ويتركون العمل بعده)؟
فقال: بئس القوم قوم لا يعرفون الله إلا في رمضان، إن الصالح يتعبد ويجتهد السنة كلها.

وسئل الشبلي: أيهما أفضل: رجب أم شعبان؟ فقال: كونوا ربانيين، ولا تكونوا شعبانيين.
ونحن نقول: أيها المسلمون "كونوا ربانيين، ولا تكونوا رمضانيين" ! ؛ فإن رب رمضان هو رب شعبان، وهو رب شوال وهو رب الشهور كلها.

وليس للعبادة زمن محدود ولا للطاعة والتقوى وقت مخصوص معدود، وإنما هي وظيفة العمر كما كقال تعالى لنبيه: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} أي الموت.

والاستقامة إنما تطلب من العبد في أعلى حالاته، وأحسن أوقاته.
فقوله سبحانه لنبيه: {فاستقم كما أمرت} إنما نزل وهو يقارع المشركين ويدعوهم إلى رب العالمين، ويجاهد في العبادة فيقوم الليل كله إلا قليلا.. ولذلك لما نزلت عليه قال: [شيبتني هود].

ونبي الله موسى في أشد الكرب، وأعظم حالاته مع فرعون وقومه حتى بلغ السيل الزبى وبلغت الروح الحلقوم، حتى دعا ربه {رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ . قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا} [يونس:88، 89]
قد أجيبت دعوتكما فاستقيما..

وأنت أيها الحبيب، وأنتم أيها الكرام!
إذا كانت دعوتكم قد أجيبت في رمضان فاستقيموا بعد رمضان.
وإذا كانت عبادتكم قد تقبلت في رمضان فاستقيموا عليها بعد رمضان.
وإذا كانت صدقاتكم قد عظمت في رمضان فاستمروا عليها بعد رمضان.

المداومة من علامات القبول:
إن أعظم علامات القبول: دوام الطاعة بعد مواسم العبادة، وإن أعظم كرامة بعدد رمضان دوام الاستقامة على ما كان العبد عليه من أعمال فيه.

أما النكوص والارتداد على الأعقاب بمجرد انتهاء مواسم الخير فهو من علامات الرد والخذلان وعدم القبول.. وهو علامة ودليل على عدم صدق القلب في التوبة، وعلامة على العزم على العودة إلى الذنب بعد رمضان، وأمثال هؤلاء هم الذين قال عنهم ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "من استغفر بلسانه، وقلبه على المعصية معقود، وعزمه أن يرجع إليها بعد الشهر ويعود، فصومه مردود، وباب القبول عليه مسدود.
وقد حذرنا الله هذا المسلك الردي فقال: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} [النحل: 92].
كانت امرأة من قريش يقال لها ريطة بنت سعد، تجلس طيلة اليوم تغزل غزلا رقيقا، ثم إذا غربت الشمس أخذت بطرف خيطها وأفسدت كل غزلها، فلم تنتفع بشيء مما فعلت. فحذرنا الله من أن نكون مثلها أو أن نفعل مثل فعلها.

فيا من أعتقه الله من النار، إياك أن تعود إلى رق الأوزار
فإن امرءا ينجوا من النار بعدما .. تزود من أعمالها لسعيد

لا تتركوا العبادة:
إننا لا نشترط أن نكون بعد رمضان كما كنا فيه.. فنحن نعلم أن رمضان موسم عظيم فيه من المعينات على العبادة ما لا يجتمع مثله إلا في رمضان الذي بعده.

فلا نقول: كونوا كما كنتم في رمضان، ولكن نقول: لا تنقطعوا عن العبادات، وفعل الخيرات، وإقام الصلوات، وبذل الصدقات وقراءة الآيات، ومدامة الدعوات.
وقد حذرنا النبي من ترك العبادة بعد التعود عليها فقلا لعبد الله بن عمرو: [يا عبد الله! لا تكن كفلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل].
وقد سئلت عائشة عن عمله فقالت: "كان عمله ديمة".
وقالت: "كان أحب العمل إليه ما داوم عليه صاحبه".
وقال صلى الله عليه وسلم: «إن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه، وإن قل».

فيا أيها الموفقون المجتهدون .. قد أجيبت دعوتكم فاستقيموا.


اللهم كما أعنتنا على العبادة في رمضان، أعنا عليها بعد رمضان، وكما أكرمتنا بالصيام والقيام في رمضان أكرمنا بها بعد رمضان.. وتقبل منا ما كان في رمضان وما بعد رمضان. يا كريم يا منان.
منقول















__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.36 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.72%)]