العيد ومأساة الفقير - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 579 - عددالزوار : 113636 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 780 - عددالزوار : 146291 )           »          نصيحة حول قضاء الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          إمامة من يقضي ما فات من الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          سترة المصلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تحريم الاستغاثة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى جمع له في الوحي مراتب عديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 470 - عددالزوار : 152937 )           »          إطعام الطعام من أفضل الأعمال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-04-2023, 10:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,797
الدولة : Egypt
افتراضي العيد ومأساة الفقير

العيد ومأساة الفقير


يأتي العيد على طائفة من الناس؛ ثقلاً وهماً، وعبئاً وغماً!!

نعم.
ينظر إلى الأسواق مزدحمة، والمعارض ممتلئة، والطرقات مكتظة بالمارّين ومعهم فلذات أكبادهم، قد ارتسمت الفرحة على محيّاهم، فرحين مستبشرين بملابسهم الجديدة الذي جعلت لهم من العيد أعيادا!

ينظر إليهم، وقلبه يحترق، وفؤاده يمتزق، ثم يسارق النظر إلى أكباده الحيّة؛ فتنهمر دموعه سحّاّء على خديه، فتكون غُنية عن الكلام واكتفاء!!
(وعن البحر اجتزاءٌ بالوشل)!

يتعلقون بأبيهم: بابا بابا... اشترِ لنا ملابس جديدة مثل بني فلان؟! هكذا بكل براءة، وليست – والله - جراءة.
آهٍ، ما أقساه من موقف وأنكاه!! (رب اغنه).

تُرى، ماذا يقول لهم؟! لا يفهمون إلا ملابس جديدة، عليها خيطها مدلاة به بطاقة تشير إلى القياس!! لكنهم يرون أنها تشير أنها جديدة!! فيظهرونه للداتهم؛ ليقولوا لهم: هذه ملابس العيد!!
إنهم أطفال، لا يجيدون لغة المال!! لا يعلمون أن الملابس دونها قطع أعناق، وإسالة مياه!!
يطوي الأب عنقه كاشحاً عنهم، لا يلوي على شيء، إلا التفكير في أمر أزغابه!

تنظر إليه زوجه المسكينة، بنظراتٍ حرّى، وقلبٍ مكلوم، ودموعٍ سحّة!!
تجيد لغة الكلام، ولكنها تعرف حال زوجها الكادح، الذي بالكاد يؤويهم ويبطنهم! فلا تريد أن تزيده همّا فوق همومه.
فترجع هي الأخرى، ناكصة على عقبيها، كسيرة الخاطر، حسيرة الفؤاد، مهيضة الجناح!! لكن عاطفة الأمومة، ينتهشها انتهاشاً، ويضربها بسياطٍ من نار!!! فتنظر كرةً أخرى إلى حبيبها. قائلة:
• أبو فلان؟
• نعم.
• هل تستطيع أن تقترض؟
• أتمنى، ولكن من سيقرضني؟ لكني سوف أحاول!!

يذهب إلى جاره العزيز..
• السلام عليكم.
• عليكم السلام.
• تقبل الله منا ومنكم.
• ومنكم.
• كيف حالكم وأولادكم؟
• الحمد لله على كل حال!
يسمع هذه الكلمة، فيعلم أنها إشارة من جاره المثقف، إلى عَطَلِه، وأنه في ضيقة وإعواز، فينصرف دون إحراز!

يدخل بيته، والأطفال منتظرين مستبشرين، قائلين: بابا اشتريت... وقبل أن يكملوا كلمتهم المتكسرة، تتعثر أقدامهم حين يرون يد والدهم فارغة!!
كيف له أن يفهمهم، أنه لا يملك نقوداً؟
كيف يستطيع تصبيرهم؟!
بأي لغةٍ يخاطبهم؟

تنظر الأم إلى يديها، لتجترّ مافيها؛ لتبيعه!!
لكنها خالية، فالسوار قد بيع في أزمة حادة (وما أكثر أزماتهم)!
تتلمس عنقها فليس فيه قلادة، وترى أن المثل العربي الشهير، (يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق) ليس صحيحاً!! فعن أي قلادة يتحدثون؟! إنها لا تعرفها قط في حياتها!!
تنحني إلى أصابعها، فلا - والله- لا تجد خاتماً أو فَصّاً!!
تتحسس أذنيها، فلا تحس قرطاً أو حتى خيطاً!!
فهي خلو إلا من دينها وعفافها وحيائها (وما أجلاه وأبهاه وأهناه).

ثم تنظر إلى أولادها، فتقول لهم: سنشتري لكم - إن شاء الله -!
فيهدؤون ويسكنون ويسكتون ويطمئنون، ولكنه دواءٌ مسكن، له وقت وينتهي مفعوله!
لا أدري ماذا فعلوا مع صبيانهم وصبياتهم، لكني رأيتهم: يحمدون ويشكرون ويثنون على الله أكمل الثناء، بل ويستعذبون حياتهم!!


رب كن لهم، واكسهم، وآوهم، وأطعمهم، وتول أمرهم، فأنت وحدك الكافي.
__________________________________________________ __
الكاتب: وليد بن عبده الوصابي










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.19 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]