|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() العلاقة متوترة بيني وبين أمي أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: فتاة علاقتها بأمها متوترة، وتقول إنها تدعو عليها، وتفضل إخوتها عليها في التعامل. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة مشكلتي أني أقسو على أمي كثيرًا، ولكن مِن داخلي أنا نادمة على تلك الأفعال! كل مَن حولي في البيت يَضغطون عليَّ، وقد ضاعتْ حياتي بدون أي تقدُّم، وكنتُ متصورةً أن أمي ستُقدِّر هذا، لكن للأسف لم تُقدِّره. في تعاملاتي معها ليس لي أي عذرٍ، ومع إخوتي تلتمس لهم كلَّ الأعذار الممكنة، ومِن المفترض عليَّ أن أتحمَّل كلَّ هذا التعب، لكن أتعب عندما أجد فرقًا في المعاملة وقلة تقدير لي، وأجد أن أمي ظَلَمَتْني في حياتي، وأنها تدعو عليَّ كثيرًا. الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فقد قال جل جلاله: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24]. فأي حياة يُمكن للمرء أن يعيشَها حقيقة ووالداه يدعوان عليه، أو حتى مجرد الشعور بعدم رضاهما عنه؟ أختصر لك الإجابة، واختصري أنت الطريق، فما زالت الفرصةُ سانحةً أمامك. سارِعي في طَلَب رِضاها مباشرة، متناسية شكواك التي سيكفيك الله إياها إن أنت أطعتِه جل جلاله، وأي طاعة وعبادة أعظم بعد التوحيد مِن بر الوالدين؟ ومعنى كلمة: (بِر) جاء من الزيادة، وليس مجرد الطاعة، ولك أن تقرئي عن نماذجَ في البر ثم تقارني. فاحمدي الله أن أمك ما زالتْ على قيد الحياة، فلو قدَّر الله على والدتك الموت على هذا الحال، ستبقى في قلبك حسرة. ومع ذلك وبرغم ما ذكرت، فإني على يقينٍ بأنها لا تفرق بين أبنائها إلا في حالة واحدة وهي: حين تشعُر بقُرب وحب أحدهم، فإنها تميل إليه بقلبها، وبالشوق إليه، ومحبة مجالسته ورؤيته، وهذا أمر طبيعي، ولكن ظنك في والدتك بأنها تُفَرِّق بينكم ظلمًا، لا يتناسب مع العقل والرحمة التي حبا الله الوالدين بهما. ولك أن تغيِّري طباعك، وتعامُلك، وتتَحَمَّلي، وتتغافلي، واصبري إن رأيتِ ما يضيق له الصدر، ثم إن كان ولا بد فحَدِّثي والدتك برِفقٍ شديدٍ وخضوع، فلعلها تقنعك بالسبب، أو تذكر ما يجعلك تعذرينها، وعلى كل حال فلا بد مِن الحرص على إرضائها، خصوصًا وقد وصل الأمر إلى هذا الحال، ولا تتواني في المبادرة في طلَب رضاها، واحتسبي ما تلاقين حتى وإن كان الأمرُ كما ذكرت أن والدتك (ظالمة) فإن عليك الصبر والتحمل، إلا إن كان الظلم لا يحتمل، فهنا تؤتى الأمور مِن أبوابها، وتؤخذ الحقوق بالمعروف، هذا على أسوأ افتراض. الزَمي الدعاء بأن يرزقك الله برَّها، وإن يُسَخِّرك لها ويُسَخِّرها لك، وأن يُعينك على أداء حُقوقها. واعلمي أنك ستكونين أُمًّا مستقبلًا، وستشعرين بما تشعر حينها وستعذرينها حقًّا، فأحسني الظن وأحسني الخُلُق والعمل، كي ترضي أمك فيرضى الله عليك، ثم انتظري بعد ذلك السعادة الدنيوية المبشِّرة بسعادة الآخرة. وفقك المولى لما يُحب ويرضى، وأعانك وثَبَّتك
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |