|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عدم قبول الخاطب بعد رؤيته أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: فتاة خطبَها شابٌّ قبل أن يراها وهي وافقتْ بمجرد رؤية صورتِه، لكن عندما رأتْهُ كَرِهَتْهُ بسبب نحافته ومظهره. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في العشرين مِن عمري، خُطبتُ لشابٍّ دون رؤيته، فقد عرفتُه مِن خلال صورة فقط، وهو رأى صورتي أيضًا، ومِن بعدها أخذنا نتحدَّث في الهاتف. ولكن عندما رأيتُه صُدمتُ، فهو ليس طويلًا، كما أنه نحيف جدًّا، فلم أَقْبَلْهُ مطلقًا، وابتعدتُ عنه، وبكيتُ بكاءً شديدًا، وتدهْوَرَتْ حالتي النفسية. أخاف أن أقبلَه ولا يملأ قلبي أو عيني، وأنا أشعر بالذنب تُجاهه، لأني وعدتُه أن أكونَ معه، لكن كيف أعيش مع مِثْل هذا وهو لا يملأ عيني؟ الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فقبل أن أبدأَ حديثي معك أُذكِّرك بقول الله تعالى: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]. لا تفهمي أني بذِكْري لهذه الآية أحثُّك على قَبول الأمر، كلا، وإنما أحببتُ التذكير بها لمناسبتها للموضوع. كثيرًا ما نتمنى أمورًا ولا نجدها، وفي المقابل تُعرض علينا أشياء نكرهها أو على أقل حال لا نرغب فيها، ثم نكتشف بعد فترةٍ مِن الزمن أو بعد عددٍ مِن المواقف أنها هي الخير، ونحمد الله عليها! أنا أتعجب حقيقةً مِن مسألة التواصل مع رجلٍ، تواصلتِ معه على أنه زوج المستقبل، وأنت لا تعرفينه أو تنظرين إليه مِن قبل إلا في صورة فقط. والأعجب أنه لم يَذْكُر لك شيئًا مِن صفاته، فلا أقول إلا: قدر الله وما شاء فعل، ولست أعتب عليك، إنما استغرب فقط هذا الصنيع. لو خُيِّرْتِ بيت شخصينِ، أحدهما مَقبول المظهر، سيئ الخُلُق، والآخر على العكس منه، فأيهما تختارين؟ أنا هنا أحصرك في خيارينِ على فرض أنه لا يوجد خيارٌ ثالثٌ، وبالطبع أظنك ستختارين الخيار الثاني. عزيزتي، أنا أعلم أنَّ كل فتاة قد وَضَعَتْ لنفسها حدودًا وضوابطَ عند قَبولها للخاطب لا تتنازل عنها، ولكن هل تظنين أنَّ انعدام توفُّر هذه الشروط والصفات خُلقيًّا يعني بالضرورة انعدامها أخلاقيًّا، وحتى أوضحَ لك أكثر: هل يشترط لكلِّ جمال ظاهري أن يُزامِنَه جمال روحي؟ بالطبع لا، ولا شك أنك رأيتِ وسمعتِ عن ذلك. ولا شك أنك ترين مِن حولك نماذجَ تُصوِّر لك الأمر؛ فهناك نساء جميلات جدًّا تزَوَّجْنَ برجال ليسوا فائقين في الشكل والمظهر، بل إن بعضهم قد يبدو قبيحًا، ومع ذلك تجدين بينه وبين زوجته انسجامًا عجيبًا، فهل كان الشكل عائقًا؟ وفي المقابل رأينا علاقات زوجية فاشلة برغم كمال المظاهر في أصحابها، ففي ظنك ما هو السبب؟ قد تقولين: كيف أتقبل رجلًا معيبًا؟ وكيف لي أن أحبه؟ أو تقولين: كيف أستطيع العيش مع رجلٍ لم أحبه بسبب شكله؟ أقول لك: إن الله يُقلِّب القلوب بين إصبعين مِن أصابعه جل جلاله، فكما يقلب الحب بغضًا، فكذلك هو قادر على إبدال البغض حبًّا، أليس كذلك؟! دائما نسمع عبارة: (الحب ليس له شروط، ولا يعترف بحدودٍ)، فالمحبة إذا ما وَقَعَتْ في القلب فإنها تلغي بذلك كل المعايير، بل قد يصل الأمر إلى درجة أن ترى عيوب المحبوب مزايا. ما المطلوب الآن؟ المطلوب الاستخارة والدعاء، وعدم الاستعجال في اتخاذ القرار استجابة للعاطفة، فكم أودت العاطفةُ بسعادة أناس! ثم خاطبي عقلك متأملةً صفات هذا الشاب الدينية والأخلاقية؛ فإن كان محافظًا على صلاته وواجبات دينه، واجتمع إلى ذلك عُلُوّ أخلاقه وتحمله للمسؤولية، فلا تُفرطي فيه يا غالية، وثقي بأنك إن احتسبتِ قبوله زوجًا (ولستِ مُجبَرة)، وأحسنتِ الظن بربك - فإنه سيُعوضك، وإني أجزم ثقةً بالله أنك سترين كل شيء جميلًا، وستحمدين العاقبة. لا تتعجَّلي، وأعطي لنفسك فرصةَ التفكير بعيدًا عن أيِّ تأثيرات. وفقك المولى لكل خير، وألْهَمَك الصواب وهداك سواء السبيل، واختار لك وأرضاك
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |