|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عدم إنفاق الزوج على الأسرة الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: زوجة توقف زوجها عن دعم مصروف بيته، فانشغلَتْ عن زوجِها بسبب طفلتيها وعملها المتواصل، وأصبح زوجها يقضي وقتًا طويلًا في الخارج، ولا يسأل عن احتياجات بيته، مما أدى إلى نشوء فجوة بينهما. ♦ التفاصيل: السلام عليكم: أنا متزوجةٌ منذ إحدى عشرة سنة، وقد بدأتْ مشكلتي مع زوجي منذ السنة الثانية من الزواج؛ فبعد أن أنجبتُ طفلتي الأولى توقَّف عن دَعْمي بتولِّي أمور البيت، وأصبح يسهر كثيرًا خارج البيت، وقد كنت أعمل في بلدة بعيدة، وأستيقظ باكرًا، وأعود متأخِّرةً للبيت، فكان من الطبيعي ألَّا أراه أسبوعًا كاملًا، استمرَّ الوَضْعُ على هذا الحال حتى تعوَّدْتُ على غيابه، ولم أعْد أكترث لهذا، وكنتُ أشغل نفسي بأشياء أخرى لأتناسى، مرَّت السنون، وأنجبتُ الطفلة الثانية، وأصبح أيضًا مهملًا في الإنفاق علينا، ولا يعنيه ما إذا كان معي مصروفٌ يوميٌّ أم لا، مع العلم أني كنتُ أنفق على البيت وطفلتيَّ من مأكلٍ ومشربٍ وملبسٍ ومشاوير والتزامات بنكية، ولم يكن يأبه لذلك أو حتى يسألني إذا كنت بحاجة لشيء، أو ينقص البنات أي شيء أم لا، فأصبحتُ لا أُشاركه باحتياجاتي، وأقضيها كلها وحدي حتى زاد الحِمْلُ عليَّ بعد أن توقَّفْتُ عن العمل سنةً كاملةً، حاولتُ فيها العمل في أماكن مُتفرِّقة، وبشكل فرديٍّ حتى أستطيع تأمين احتياجاتي أنا وبنتيَّ، ومع ذلك في تلك الفترة أيضًا لم يسأل ما إذا كنا بحاجة لشيء، ومنعني كبريائي أن أترجَّاه، استمرَّ الوضع على هذا الحال حتى إنه قبل سنتين قرَّرْتُ أن أهجرَه، وأعاقبه بعدم ذَهابي لزيارة أهله، وعدم تلبية حقوقه الزوجيَّة، وهو قابلني بالجفاء، وعدم الاهتمام، وذلك مدة سبعة أشهر، ولما رأيته غير مُبالٍ توجَّهْتُ إلى أخيه الذي كان يملك محلًّا لبيع وتصليح الهواتف بشراكة مع زوجي، فقام بأخذ حصَّته بالحانوت وإعطائي إيَّاها، منذ ذلك الحين وحياتنا كلها عتب ولا يُعطيني المال حتى يأخذ حقَّه الشرعي، أصبحت لا أطيق طريقته، ولا ترغبه نفسي، والآن بعد أن احترقَ كلُّ شيء بداخلي، يريد أن يصلح الوضع بأي طريقة، في المقابل حاولتُ جاهدةً أن تعود المشاعر بيننا كعهدها السابق ولم أنجح، وأنا الآن في حيرة، هل أنا مذنبة؟ هل أبقى على هذا الحال بقية عمري؟ فأنا قد وصلت إلى مرحلة لا أطيق فيها وجوده بالبيت؛ لأنني أراه إنسانًا استغلاليًّا، ويدفع لي المال حتى يحصل على حقوقه الزوجية، فما الحل في رأيكم؟ الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فملخَّص مشكلتك هو وجود فجوة نفسيَّة وماليَّة بينك وبين زوجك، اتَّسَعَتْ حتى وصلت إلى حد نوع من الكراهية له من قبلك إلى حدِّ عدم الرغبة في رؤيته. فأقول ومن الله التوفيق: أولًا: ما دام زوجُك، فيجب إعطاؤه حقوقه الشرعية كاملة حتى لو قصَّر في بعض حقوقك. ثانيًا: أنت على أجر عظيم بسبب صبرك على جفائه وما أسميته بالاستغلال المادي. ثالثًا: عليك بأربعة حلول شرعية مهمة: ١- الدعاء لك وله بصلاح الحال والإعاذة من الطمع ومن سُوء الأخلاق؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62]. ٢- عليك بكثرة الاستغفار، فربما أنك ابتُليتِ بسبب ذنوب لم تنتبهي لها؛ قال سبحانه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10، 12]، فجعل الله الاستغفار سببًا للرزق، وتفريج الكرب. ٣- عليك بكثرة الاسترجاع؛ أي قول: ((إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مُصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها))، قالتها أُمُّ سَلَمة رضي الله عنها لما تُوفِّي زوجُها، فتزوَّجَها الرسولُ صلى الله عليه وسلم. ٤- تَصَدَّقي ولو بالقليل؛ لأن الصَّدَقة من أسباب إجابة الدعاء، وتفريج الكرب. رابعًا: توسيط عقلاء في العائلة لمُناصحته وتذكيره بعِظَم الحقوق الزوجية، وخطورة الإخلال بها. خامسًا: إن بذلت الأسباب السابقة، وبقيت حالك على كراهيته، فقد تنعدم بينكما مقوماتُ الحياة الزوجية السعيدة؛ وهي: سكن كل منكما للآخر، والمودة، والرحمة، والاستعفاف. فهنا تستخيرين الله كثيرًا في عرض أمرك على أحد مراكز الإصلاح الأُسري إن وجدت ببلدكم أو الرفع للمحكمة لينظر أحد القضاة في هذا الأمر. حفظكما الله، وأعاذكما من نزغات الشياطين، ووفقكما للحياة الزوجية السعيدة. وصلِّ اللهُمَّ على نبيِّنا محمدٍ ومَنْ والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |