|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حماتي تتدخل في جميع شؤوننا أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: سيدة متزوجة مِن قريبٍ لها، تشكو مِن حماتها التي تَتَدَخَّل في شُؤونها، وتُفكر في الانفصال؛ لأنها لم تَعُدْ تتحمل الحياة بهذه الطريقة. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة متزوجة مِن قريبٍ لي، حياتُنا مليئة بالمشكلات بسبب تدخُّلات حماتي؛ فهي تَتَدَخَّل في كل شؤوننا، ولا يستطيع أيُّ أحد منا أن يُدافعَ عن حقه؛ لأنها حماتي وقريبتي، وأحيانًا إذا تكلمتُ معها تصرخ وتدعو علي. لا أشعُر بأيِّ نوعٍ مِن الاستقلالية؛ فطلبتُ مِن زوجي أن نسكنَ في مسكنٍ خاصٍّ بنا، لكنه رفَض خوفًا مِن أمِّه. كلَّمْتُ أمي فقالت: اعتبريها مثل أمك، ولا بد مِن التحمُّل، وأنا لا أستطيع التحمل أكثر مِن ذلك؛ فهي تُحَرِّض عليَّ زوجي وأمي. أصبحتُ أعيش في توتُّر وخوفٍ مِن كثرة المشكلات التي تحدُث في البيت بسببها، مع انعدام الاستقلالية والراحة. فكَّرْتُ في الطلاق؛ لأنَّ حياتي أصبحتْ لا تُطاق، ولا أستطيع التحمُّل أكثرَ مِن ذلك، ولا أعرف بأيِّ ذنب تُعاملني حماتي مِثْلَ هذه المعامَلة، وتُعكِّر صفوَ فرحتي. وفي المقابل تُعامل الأخريات مِن زوجات أبنائها معاملةً طيبةً وحسنةً، مع أنهم لا يُقَدِّمْنَ لها مثلما أُقَدِّم. فهل الحل الوحيد الآن هو الانفصال؟ الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فعادةً مِثْلُ هذه المشكلات تكون اختلافًا في وجهات النظر، وربما لا تدري حماتُك أنها تُخطئ في حقك، أو ترى أن هذا مِن حقها. قد تكونين مجتهدةً في إرضاء مَن حولك، ولا تلمسين رضًا أو تقديرًا لما تفعلين، وهذا دليلٌ على أن ما تفعلينه قد يكون غير مُرْضٍ لها، أو أنها تريد أمرًا آخر تمامًا مختلفًا عما تفعلين. هناك أمرٌ آخر أرجو أن تنتبهي له، وهو مسألة الغيرة؛ فقد تكون الغيرةُ هي الدافع لكلِّ ذلك، وإذا اجتمع مع ذلك اختلافٌ وتضادٌّ في الطباع، أصبح الأمرُ كما وصفتِ: (لا يُطاق). ما الحلُّ إذًا؟ الحل يكون في استعانتك بالله أولًا وآخرًا، وذلك بحُسن التوكُّل عليه، وتفويض الأمر إليه، ثم يكون بالدعاء بصلاح وتأليف القلوب؛ قال تعالى: ﴿ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ﴾ [الأنفال: 63]. ويَحْسُن بك ألا تعطي الأمرَ أكبر مِن حَجْمِه؛ تقديرًا لفارق السنِّ، ومراعاة لمشاعر الأمومة؛ فإذا غضبتْ مثلًا، فعليك مقابلة ذلك بكل هدوءٍ وحكمةٍ، ودَفْع غضبها بالأسلوب اللطيف، واستخدام الألفاظ التي تنم عن حُسن خُلُق وتقدير، واستعمال الهدية كسلاحٍ يدفع به سيئ الخُلُق، وتكسب به القلوب؛ قال تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]. فما الذي يَضُرك يا بنية أن تهدئي وتُقابلي الإساءةَ بالإحسان؛ فهذا هو السحرُ الحلال الذي يريحك ويُريح مَن حولك، وهو لا يَتَطَلَّب منك شيئًا كبيرًا، إنما هو شيءٌ مِن الصبر والتغافُل وعدم التدقيق؛ فمثلًا: لو رأيتِ والدة زوجك دخلتْ إلى غرفتك، قولي لها: نورتِ المكان، وإذا كنتِ ستخرُجين مع زوجك فأخبريها أنكم ستخرجون، واعرضي عليها مرافقتك وكأنك ترغبين في ذلك، حتى لو كنتِ كارهة. ثقي أنك إن وُفِّقتِ لاستعمال تلك الأخلاق الطيبة، فإنك بذلك ستتفادين كل ما ذكرتِ، وسترين أن الأمور تغيَّرَتْ تغيُّرًا كبيرًا بإذن الله. اصبري يا بنية واحتسبي، فالإنسانُ قد تعتريه مشاعرُ واضطراباتٌ نفسية لا يُمكنه التعبير عنها إلا بهذه الطريقة، فعامليها كما تُحبين أنْ تُعامَل والدتُك، ولْنَفْتَرِض أنَّ ما حصل لكِ حصَل لزوجة أخيك، فبماذا تُحبين مِن زوجة أخيك أن تُعامِل والدتك؟ اصبري مع احتساب الأجر، مُنتظرة الفرَج، فدوامُ الحال مِن المحال، وحتى تَتَغَيَّر أمورك للأفضل لا بد مِن تقديم الأفضل. اسألي الله التوفيق والإعانة، فلن يُخَيِّب الله عبدًا صدَق في طلَب الخير أَصْلَحَ اللهُ لك البالَ والحالَ
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |