|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أعيش مع والدين غير متفاهمين أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: سيدة مُطلَّقة تعيش مع والديها دائمَي الشِّجار، وتعيش وحيدةً لا تخرُج مِن البيت، وتُريد حلًّا لأنها تعِبَتْ مِن الحياة. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا مُطلَّقة منذ 13 عامًا، ومِن وقتِها وأنا أعيش مع أهلي. كنتُ أعيش مع أختي في بيت والديَّ، وبعد زواجها بدأتُ أنظُر إليها كثيرًا كأني لن أراها مرة ثانية، وكنت أبكي بكاء شديدًا لأجلها. أختي هذه كانتْ كابنتي ومحلّ سِري، فكيف تذهب وتتركني مع والدين غير متفاهمين، ودائمَي الشجار على أدنى الأسباب؟ حاولتُ أن أشغلَ نفسي وأعمل، لكن للأسف، فكيف لمُطَلَّقةٍ أن تَخْرُجَ من بيتها وتذهب للعمل؟ لذا لم أخرج من بيتي منذ 3 سنوات، لا أستطيع أن أعيش حياتي كبقية الناس، فأخبِروني ماذا أفعل؟ الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فإن شرَفَ الوجود بين والدين كبيرين هو شرف عظيم، مهما كانتْ ظروفُهما، بل إنَّ مما يزيد لك الأجر، ما ذكرتِ مِن كونهما كثيرَي الشجار، مما يعني حاجتهما لك بعد الله؛ حيث مِن المُفتَرَض أنْ تكوني أنتِ المصلح، وأنتِ المُؤنس، وأنتِ المُعينة لهما بعد الله على تخطِّي العثرات. قد تقولين: يكفي طلاقي! وأقول لك: إنَّ تعدُّد البلاء وتنوُّعه دليلُ خير؛ وقد جاء عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّعِظَم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَنْ رَضِي فله الرضا، ومَن سخط فعليه السخط))؛ رواه الترمذي وحسنه. قد تقصر الدنيا عن المؤمن وتكدر، ولكن مع الرضا والاحتساب يُصبح كل ذلك جميلًا؛ حيث لا يَشْعُر بهمٍّ ولا حزن ولا شقاء، برغم النقص والكدر، بل نجده مِن أشرح الناس صدرًا، وأهدئهم بالًا، كيف يكون ذلك برغم البلاء؟ يكون ذلك بأن الله جل جلاله لم يَدَعْهُ هكذا بلا تعويضٍ، إنما زادَه مع الأجرِ العظيم راحةً وطمأنينةً قد لا يجدها غيره ممن رزقهم الله الأموال والأزواج والبنين، وانظري حولك، وستجدين الشواهد على ذلك. واعلمي أنَّ العبد الذي يُوفِّقه الله لبر والديه فكأنما يُمَهِّد الله له عطاياه؛ فتأتيه الهدايا والمكارم التي قد يعجب لها، ويستصغر عمله أمامها، فلا تَتَعَجَّلي الأمورَ، وأحْسِني الظن بربك الكريم، واصبري واحتسبي، وأحسني العمل، ولن تعدمي خيرًا مِن ربٍّ رحيم. كم مِن القصص التي رُوِيَتْ لنا عن نجاحٍ وتميزٍ وتوفيقٍ لأناس لم يكنْ لهم كثيرُ عملٍ، غير أنهم موحدون مصلون مُؤَدّون للواجبات، ولكنهم بارون بوالديهم. فاعلمي أنك أفضل حظًّا ممن حولك، وسيأتي يوم تستشعرين ذلك بنفسك. أعود وأُكَرِّر على مسألة الصبر والاحتساب وحسن الظن، قولي: يارب، قد أكرمتني بالبقاء مع والديّ، فوفِّقني معهما لما تُحب وترضى. أما ما ذكرت مِن مسألة العمل، فإذا كان الأمر ميسرًا وبعيدًا عن الاختلاط، ولم يتعارض مع حاجة والديك لك فلا بأس، وإلا ففيما يقدره اللهِ عوضٌ عن كلِّ مَفقود. أسأل ربي أن يُوفِّقك ويعينك ويُيَسِّر أمرك، ويخلفك خيرًا عظيمًا في الدنيا والآخرة
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |