|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عدم كتمان الأسرار الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: زوج لديه مشكلة وهي أن أخاه وزوجته لا يكتمان الأسرار الخاصة به، ويتحدثان عنها أمام العائلة، مما كوَّن صورةً سيئةً عنه. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله: مشكلتنا مع أخي وزوجته، فهما لا يكتمان أيَّ سرٍّ يسمعانه عنا مهما كان، حتى ولو أقسما بالأيمان المغلظة على كتمانه فإنهما لا يفعلان، رغم أنهما على درجة كبيرة من الوعي، ويتحدثان بالأسرار أمام الأسرة، وذلك منذ فترات طويلة؛ كضرب الأمثال السيئة عني أنا وعائلتي، والجيدة عنهم؛ مما جعل أفراد أسرتهما من صغيرها إلى كبيرها يعلمون بهذه الأسرار مع أنها أنه بين الكبار، ولم نكتشف هذا الأمر ونتأكد منه إلا مؤخرًا بسبب ظروف معينة أجبرتنا على معاشرتهما لفترة وجيزة، وبعد اكتشافنا لهذا السلوك المخجل والتأكد منه بدأتْ بعض الأمور السلبية تكتمل صورتها شيئًا فشيئًا حتى وصلت إلى مرحلة البغض المبطن بيننا وبينهم رغم أننا على صلة قرابة، ويحزُّ في نفس العائلة هذا الأمر المتعب والمخجل، ولا أعلم ما الذي ينبغي لي فعله غير الابتعاد وتجنُّب المخالطة، واستخدام المجاملة الخالية من مشاعر الأُخوَّة والمحبة، ولا أعلم ما الذي يتوجب علي قوله لأبناء العائلة الذين يسمعون مثل هذه الأمور السيئة عنا من أقاربهم. من الجهة المقابلة حاولنا تفسير وتوضيح بعض الأمور التي علقت بأذهان أفراد الأسرة من الطرفين؛ لكن الأمر أكبر بكثير من تفسير هذا الأمر أو ذاك؛ لأن المشكلة تكمن في كيفية تفكير الكبار أنفسهم. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فمشكلتك محصورة في قيام أخيك وزوجته بإفشاء الأسرار، وعدم قدرتهما على كتمانها، وما ترتَّب على ذلك من سوء ظن ومشاكل، وقبل ذكر الحلول أُحِبُّ أن أُبيِّن أن ما ابتُليا به مرض عند البعض يصعُب خلاصهم منه، وكذلك فهم يقعون فيه بحُسْن نية وطيبة قلب، وبثقة في جميع الناس. والحل بعد توفيق الله تعالى في الآتي: أولًا: ما دام تقرَّر أنه مرض ابتُليا به، ومن المؤكد أنهما يشعُران بذلك، وبما سبَّباه لكم من المشاكل، ويتمنيانِ الشفاء منه؛ ولكنهما لا يستطيعان؛ فأريد أن تنظر لهما نظر الشفقة والرحمة ومن ثم تفزع إلى الله بأعظم علاج وهو الدعاء لهما بإخلاص بالشفاء. ثانيًا: احذر أن تجرَّك أفعالهما إلى موبقات؛ مثل: الشماتة بهما أو غيبتهما؛ بل ينبغي أن تدافع عنهما مع احتفاظك بحقِّكَ في بيان خطئهما تجاهك؛ ولكن بأدب؛ وذلك حتى لا يُساء الظن بك، وهذا من باب الدفاع عن عرضك وسمعتك. ثالثًا: أكثر من الاستغفار، فلربما ابتُليت منهما بسبب ذنوب لم تَلْق لها بالًا. رابعًا: أكثر من الاسترجاع؛ قال سبحانه: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]، وتصدَّق. خامسًا: وسِّطُوا عُقلاء من عائلتكم لمناصحتهما. سادسًا: يمكنك أن تطلب من خطيب الجامع الذي يصليان فيه الجُمُعة أن يخطب عن فضيلة كتمان الأسرار، وعن مذمَّة الإفشاء والنميمة، وما ينتج عنهما من الظُّلْم والإفساد. سابعًا: ذكرت أنهما واعيان، وهذا يؤيد ما ذكرته لك سابقًا أنَّ ما يفعلانه بحُسْن نيَّة ومرض ابتُليا به أو عن جهل، وهذا أيضًا مُشجِّعٌ قويٌّ على عدم اليأس من تعافيهما، وعلى الاستمرار في مناصحتهما بالحكمة منك أو من غيرك. ثامنًا: بالنسبة لمخالطتهما تكون بقدر محدود؛ أي: بقدر ما يزيل القطيعة، وما يُؤدِّي لصلة الرَّحِم، وبدون أن يضركما ذلك. تاسعًا: يجب عليك وعلى زوجتك إذا جلستما معهما أن تمسكا ألسنتكما عن الكلام في أسراركما، وأن يكون كلامكما محدودًا بقدر الحاجة، وبما يزيل الوحشة فقط. عاشرًا: مما يسليك أن تعلم أن ما حصل منهما وما تابعه من مشاكل قدرٌ كتَبَه اللهُ عليكما؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾[القمر: 49]. ولعله أن يكون سببًا لرفعتكما، ورفع درجاتكما، وتكفيرًا لخطاياكما؛ ولذا فاصبر محتسِبًا الأجر، واكتم غضبك عليهما. حفظكما الله، وهدى أخاك وزوجته، وأعاذكما من نزغات شياطين الإنس والجن. وصل اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |