|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السفر إلى الخارج وأخلاق الأبناء الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: أمٌّ نشأتْ في بيتٍ مُلتزمٍ دينيًّا، فأرادتْ أن تُربِّي أبناءها على الالتزام الديني والأخلاق الكريمة؛ ولكن اضطرَّت الأسرةُ للسفر إلى بلدٍ أوربيٍّ، واختلطَ أولادُها بقُرَناء السُّوءِ؛ فتغيَّرتْ أخلاقُهم، وضعفت علاقتُهم بالله، وتريد أن يعودوا إلى سابق عهدهم. ♦ التفاصيل: أنا أُمٌّ لأربعة أولاد، والحمد لله نشأتُ منذ صغري في منزل ملتزم دينيًّا، وعِشْتُ حياةً هادئةً مبنيةً على التفاهُم مع زوجي، وعلَّمْتُ أولادي - كما تعلَّمْتُ - حُبَّ الله ورسوله، وكنتُ أحثُّهم على الصلاة والصيام، وفعل الخير. أولادي على خُلُق والحمد لله، هاجرنا من بلدنا بسبب بعض الظروف، وانتقلنا إلى بلدٍ أوربيٍّ، وأنا وُكِّلْتُ بتربية أولادي، وتوكَّلتُ عليه، وهم حين سافرنا كانوا في عُمْر المُراهقة والشباب، بدؤوا بمعرفة أصدقاء غير ملتزمين دينيًّا، وكان من الصعب عليَّ مَنْعُهم عنهم، ثم بدؤوا بالبُعْد عن الله، وترك الصلاة والحجاب. أتألم كل يوم بسبب رؤيتي لبُعْدهم عن الله، وأنصحهم دائمًا، لدرجة أنهم صاروا يطلبون مني ألَّا أتحدَّث معهم عن الدين أبدًا، وأن كل إنسان له حرية الاختيار، لكني كأُمٍّ أشعُر بقَلَقٍ وتعبٍ كبيرٍ، ولا أستطيع أن أكون غير مُبالية، فلا أتصوَّر أن هناك شيئًا في هذه الحياة أهم من أولادي ودينهم، وعلاقتهم بالله عز وجل. أُحِسُّ بالوحدة، وبأنني في مكان لا أنتمي إليه؛ لكنهم أولادي وأغلى ما عندي، ولا أستطيع التخلِّي عنهم، ودور الأب في قصتي أنه إنسان ملتزم؛ ولكن يؤمن بالحرية الشخصية، ولا يُحِبُّ التدخُّل في حياتهم إلا بالنصيحة، وهذا الأمر تسبَّبَ في خلاف كبير بيني وبينه، أرجو من الله أن أجد منكم جوابًا يطمئنُّ قلبي إليه، ولكم جزيل الشكر. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فما فعلتِهِ من الألم الشديد لما آلَتْ إليه حال أولادك ذكورًا وإناثًا، ونصحك لهم هو التصرُّف الشرعي الصحيح، أما تصرُّف زوجك الملتزم دينيًّا بتركه لأبنائه يفعلون ما يشاؤون فهو تصرُّف غير سليم؛ لأنه مسؤول عن رعيَّتِه أمام الله عز وجل؛ لقوله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ ﴾ [التحريم: 6]، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((ألا كُلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته... فالرجلُ راعٍ على أهل بيته ومسؤول عنهم...))؛ متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ رأى منكم منكرًا، فليُغيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان))؛ رواه مسلم. وإذا علمت بما سبق، فعليك بالآتي: أولًا: الاستمرار في الدعاء لهم بدون أي يأسٍ أو مَلَلٍ. ثانيًا: الاستمرار في مُناصحتهم، ووعظهم بالحكمة والموعظة الحسنة. ثالثًا: محاولة تعريفهم على الصالحين، أو على الأقل غير الفاسدين. فإذا فعلت ذلك كله فتذكَّري قوله سبحانه: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [القصص: 56]، وقوله سبحانه: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52]، فالآية الأولى تنفي هداية التوفيق عن البشر، وتثبتها لله وحده سبحانه، والآية الثانية تُثبت هداية الدلالة والإرشاد للبشر، فإذا قمتِ بهداية الدلالة والإرشاد، فأبوا إلا الانحراف، فقد برئت ذمَّتُك أمام الله سبحانه. أسأل الله بأسمائه الحُسْنى أن يهدي أولادك، وأن يُحبِّبَ إليهم الإيمان، ويُكرِّه إليهم الكُفْر والفسوق والعصيان، وصلِّ اللهمَّ على نبيِّنا محمدٍ ومَنْ والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |