|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الإسراف في المال أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: سيدة زوجها يسرف في المال، ولا يُريد أن يَدَّخِر شيئًا، مع أن باستطاعته توفير بعض المال من راتبه وراتب زوجته. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تزوَّجتُ وكان راتب زوجي ضعيفًا، وكنتُ أساعدُه في المصروف، ثم وقفتُ بجانبه إلى أنْ وَجَدَ وظيفة جيدة، وأصبح راتبُه أعلى مِن راتبي. المشكلة أنَّ زوجي أصبح مُسرفًا، ولا يُحبُّ أنْ يَحرمَني أو يَحرمَ نفسه مِن أي شيء، فدَخْلُنا الشهري جيد، ومع هذا لا يبقَى منه شيءٌ! فقررتُ أنْ نتقاسَم الحياةَ، ونُوفِّر جزءًا مِن مالنا شهريًّا، وحاولتُ معه حتى وافَقَ، لكن المشكلة أنه بَدَأَ يَستَنْزِف المُدَّخَر كل شهر، وحَصَلَتْ مشكلةٌ بيننا، واضطررتُ أن أكتفيَ براتبي وأصرف وأدَّخِر منه. هو الآن يُريد أن يَشتريَ سيارةً فارهةً، ويريد مساعدتي فيها، لكني رفضتُ، فأخبرني أنه لن يصرفَ عليَّ وسيشتري مِن راتبه، وعليَّ أن أكتفي براتبي وأنفق على نفسي، وسيحرمني مِن الأمور الزائدة عن حاجتي. لسنا مرغمَينِ على شراء سيارة فارهةٍ، فلدينا سيارةٌ، وأخاف أنْ تَطغَى علينا المادِّيَّات، وتكون حياتُنا مُنحصِرةً في المال والمظاهر فقط. أشيروا عليَّ بارك الله فيكم. الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فنقول: إنَّ المالَ الذي يُعطيه اللهُ تعالى للإنسان - قليلًا أو كثيرًا – لا بد أن يعلمَ أنَّ لله عليه فيه حقوقًا؛ فيبدأ بحقوق الله تعالى عليه، ثم حقوق أهله، ثم غيرهم. ثم يعلم بعد ذلك أنَّ لإخوانه الفقراء ونحوهم عليه أيضًا حقوقًا؛ فيُؤدِّي تلك الحُقوق، ثم يقتصد بعد ذلك في نفقتِه ولا يسرف، ويجتنب إفساد ذلك المال؛ حتى إذا رأى وجهًا مِن وجوه البِرِّ صرَفه فيه؛ فبذلك لعله يكون مِن الشاكرين. ولعل ذلك يكون سببًا في أن يبارك الله تعالى له فيما بقي، ويزيده خيرًا، ويخلف عليه، يتذكَّر قولَ الله تعالى: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]؛أي: ما أنفقتموه في وجوه البر، وفي وجوه الخير، وفي الطاعات، وفيما يُحبُّه الله، وفيما يرضاه؛ فإنَّ ذلك مِن الخير، فإن ذلك سببٌ للبركة، وسبب لنماء الأموال، ووقوع البركة فيها؛ ولهذا وردت الأدلةُ في الترغيب في الصدقات، وما أشبهها، وأنها سبب لبقاء المال. وأما كفرُ هذه النِّعَم فإنه يكون بصَرْفِها في معاصي الله؛ فالذين يصرفون الأموال مثلًا في آلات الملاهي، ويدَّعون أنهم بذلك يُرفِّهون عن أنفسهم؛ لا شك أنهم آثمون ومُعرَّضون لمحق البركة، وذهاب النعمة. وأنتم قد رُزقتم من المال ما حُرم منه الكثيرُ ممن هم أحوج منكم، ولك أنْ تتخيَّلي أسرًا يعولها رجل لا يتعدَّى راتبه جزءًا من رواتبكم، ومع ذلك تجدينه راضيًا شاكرًا حامدًا لله! وبناءً على هذا، فإني أنصحك ألا تتبعي الرغبات الدنيوية التي تتسبب في ضياع الأموال، وما الذي يَضرك إن حُرمت مِن الذهاب لمطعمٍ أو لسوق أو لشيء غيره؟ وأنت حين تقومين بذلك لن يكونَ القصدُ منه البُخل، وإنما تلك قناعةٌ بأنَّ المال يجب أنْ يُدار بطريقة حكيمة، وذلك أمر لن يعابَ عليك فيه؛ فاستعيني بالله، وواصلي الطريق، ولا تتنازلي مهما كانت الأسباب. وفقك الله لما يُحِبُّ ويرضى
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |