|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كرم زوجي الزائد أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: سيدة متزوجة تشكو مِن كرَم زوجها المبالغ فيه لزائريه وضيوفه، حتى إنه قد يستدين لكي يكرمهم، وقد يكون بيتُه في حاجة مادية شديدة، لكنه لا يُوفِّر المال لمصروفاته الأساسية. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا متزوجة مِن رجل كريمٍ، لكن المشكلة أن الكرَم عنده أهم مِن احتياجات الأسرة الأساسية، وزادت المشكلة بعدما قعَد عن العمل بسبب تصفية الشركة التي كان يعمل فيها، وهو متكاسل عن البحث عن عمل! إذا أتى ضيفٌ أو زائر، فأهم شيء عنده تجهيز الذبيحة، مع أننا ربما لا يتوفَّر لنا ثمن الذبيحة، لكن زوجي يستدين مِن أجل إكرام ضيفه، ولا أعرف كيف يكون الكرم إلى هذا الحد؟! فالصواب أن يكونَ الكرم على حسب إمكانيات الإنسان، ولا يكون بهذه الصورة. أعاني مِن البذخ الشديد مِن زوجي تجاه أهله، مع أننا نعيش في بيت إيجار، والأَوْلَى أن نُوفِّر مالنا لبيتٍ نتملَّكه ونعيش فيه بلا التزامات مرهقة. أخبِروني كيف أجعله يتخلَّص من هذه العادة؟ الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فهذه عادة من العادات المتأصِّلة منذ القدم، ولسنا بصددِ انتقاد ذلك، فالكرَم مطلوبٌ، وهو صفةٌ حميدة، وكذلك إكرام الضيف؛ حيث إنه مما حثَّ عليه دينُنا الحنيف، لكن السيئ في الأمر هو مسألةُ الإحسان مقابل الإساءة، فتراه يُحسن للضيف ويسيء إلى نفسه وأسرتِه، فيتحمَّل الديون التي قد تُوقعه فيما لا تُحمد عقباه، وكذلك التقصير الذي يَحْصُل مِن جرَّاء ذلك مع أهله الذين أوصى بهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ((خيرُكم خيركم لأهله)). والمتأمِّل في حال هؤلاء لا يجد مُوازنةً في تقييمهم للأمور، وذلك التصرف يحصُل منهم كعادة، وليس عبادة، وأضرب لذلك مثلًا: فلو أن إنسانًا أطعم عددًا من الفقراء لحاجتهم الشديدة، واضطر أن يستدين، ويقصِّر على أهله مِن أجل إطعامهم، لقلنا: شكَر الله له وكتب أجره، ورَجَوْنا له كلَّ خير حين قدَّمَ حاجةَ غيره على نفسه وأهله في الحدود الطبيعية. أما تلك العادة، فقد يكون المقصود منها هو الظُّهورُ بالمظهر المناسب، إلا إن كان الأمرُ خارجًا عن إرادته؛ حيث يجد نفسه مضطرًّا لذلك. ومن الحلول في هذه الحالة أن تستمري بالتذكير، وأن تناقشي المسألةَ نقاشًا عقليًّا مِن حيثُ كونُ الالتزام الدائم بهذه العادة سيُكلفه الشيء الكثير؛ لأن الذم والانتقاد المباشر يأتي بردة فِعل عكسية. اقترحي عليه مثلًا أن يقوم بشراء الذبائح الأقل سعرًا، ثُم قارني بين سِعر الذبيحة وبين ما يُمكن أن يُوفِّره حين يلغي بعض ارتباطاته بالأشخاص وهكذا. وأود أن أعرجَ على ما ذكرتِ من مسألة عدم امتلاك بيت، وغير ذلك من الحاجات التي جَعَلَتْك تتذمرين مِن زوجك بسببها: اعلمي أن الله هو الرزاق، فلا تحملي هَمَّ الدنيا، ولا تجعلي أمرًا كهذا يأخُذ مِن همك وتفكيرك حيِّزًا كبيرًا. قومي بواجبك تجاه زوجك وأبنائك وبيتك، وسلمي الأمر لله، وثقي بأنه لن يضيعك، والله يُقلِّب الليل والنهار، ويدبِّر الأمر سبحانه، ثم إنه لا شك أنَّ زوجك يشعر بما تشعرين به، فهو أحرصُ منك على توفير حاجاتكم وتهيئة أموركم، ولكن الرجل عادةً ما يجعل همومه طي الكتمان، فأمْهِليه وتوقَّعي خيرًا. وأخيرًا أقول وأذكِّر كل مَن طلب مني استشارة: إن الدعاء حلٌّ لكل المشكلات، والله سيكفيك بأيسر الأسباب.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |