هل أنا ظالمة أم مظلومة؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 118581 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40151 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366894 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-01-2023, 03:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي هل أنا ظالمة أم مظلومة؟

هل أنا ظالمة أم مظلومة؟
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل


السؤال:

الملخص:
زوجة دخلت امرأة أخرى إلى حياة زوجها، فقررت الانتقام من زوجها، وأصبحت تتحدث إلى الرجال، ثم سرعان ما رجعت إلى رشدها وندمت؛ ولكن زوجها علم - بعد توبتها - بما فعلتْ، فهجرها وأبناءها هجرًا تامًّا، فسلكت كل الطرق من أجل إرضائه ومسامحتها؛ لكن باءت محاولاتها بالفشل، وتسأل: هل هي الظالمة أم زوجها؟

التفاصيل:
أنا امرأة متزوجة منذ خمس عشرة سنة، كانت حياتي في السنوات الخمس الأولى سعيدةً مستقرة، وفي بداية السنوات الخمس الثانية تعرَّفَ زوجي إلى امرأة متزوِّجة، وهجر فراشي، وأصبح ينفر مني ومن الأبناء، وأصبحت أعامله بجفاء بالمثل، وصارت حياتنا تتدمَّر شيئًا فشيئًا، وفي بداية السنوات الخمس الأخيرة تزوَّج بتلك المرأة بعد أن خلعتْ زوجَها، وأصبح هجرُه لي تامًّا، فيبيْتُ خارج منزل الزوجية؛ مما أدَّى إلى تلاشي العلاقة بيننا بالكامل، وأصبح يأتينا بضع ساعات كالضيف نهارًا، وأصبحتُ معلقةً محبوسةً، لا زوجة أنعم بزوج، ولا مُطلَّقة أنعم بالحرية، فأصبحتُ أتصفَّح موقع (الفيس بوك)، وأتحدَّث مع الرجال؛ لكن لم يحدث أي مقابلات، ولأن هذا لم يكن من طبعي بل كان مجرد محاولة للانتقام من زوجي، فسرعان ما رجعتُ إلى رشدي وندمتُ، وتبتُ إلى الله، ولكنه علم بما حدث مني، فاعترفتُ له، وأعلمتُه أنني قد تبتُ، وعِلْمُه بذلك جاء بعد توبتي، ولن أُكرِّر ذلك مرة أخرى، وأنني ما فعلت ذلك إلا لأنني كنت مجروحةً، وأمرُّ بحالة سيئة، ولم أكن أشعُر بتصرفاتي؛ ولكنه لم يسامحني، وأصبح يُعاملني أسوأ من ذي قبل أمام الأبناء، ولا يأتينا أبدًا، وأعيش أنا وأبنائي معًا دون زوجي، وصرتُ مسؤولةً عن تربيتهم، وقد ترجيتُه كثيرًا أن يسامحني ويعدل عن تلك المعاملة القاسية، وأخبرته أني أحتاج إليه كزوج يعطف عليَّ؛ ولكنه رفض، وليس لديَّ خِيار آخر؛ لأنه متهور وعنيف، ووالداي متوفيان، ولو استغثْتُ بأشخاص من عائلتي لإصلاح ذات بيننا، فإنه يخدعهم ويُوهِمهم أنه غير مُقصِّر في حقِّي وحق أبنائه، وأنه لا ينقصُنا شيءٌ، ومن شدة خجلي لا أفصح عن تقصيره بحقِّي، وفي النهاية تكون النتيجة رجوعي مرة أخرى إليه وأنا مكرهة على ذلك! فهل تكون حالتي تلك هي حالة الزوجة المعلَّقة؟ وهل يحقُّ لزوجي هجري وعضلي عملًا بقوله تعالى: ﴿ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ [النساء: 19]؛ ولذلك لا يكون زوجي آثمًا ولا ظالِمًا لي، أم أن الآية الكريمة تقتصر على الزنا فقط؟


أرجو التوضيح، وهل من الممكن أن يكون هجر زوجي لي ومعاناتي تلك تكفيرًا عن ذنبي؛ وبهذا تصحُّ توبتي ويرضى الله عني؟


هل زوجي لا يُعَدُّ ظالِمًا، أرجو التوضيح؛ فأنا محتارة، وأريد أن أعلم هل أصبر على هذا الحال، وأعتبره تكفيرًا وتطهيرًا من الذنب؟ أم أن استمراري في هذه الحياة التعيسة يُعَدُّ ظُلْمًا لنفسي وأبنائي؟ وهل من حقِّي أن أخلعَه؟ أم عليَّ أن أعتبر ذلك عقوبةً طبقًا للآية الكريمة التي ذكرتها لكم؟ وآسفة على الإطالة؛ ولكنني في حيرة من أمري ولا أعرف كيف أتصرَّف، ولكم جزيل الشكر والتحية.



الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فبعد التأمُّل في مشكلتك تبيَّن لي الآتي:
إن كان الوصف المذكور لحال زوجك معك واقعيًّا، فهو قد أخطأ جملةً من الأخطاء البيِّنة والخطيرة، ومن أخطائه معصيتُه لله سبحانه بإقامته علاقةً مع امرأة متزوِّجة، وتخبيبه لها على زوجها، ومن خطورة هذا الأمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعله، ثم بعد زواجه بها لم يعدلبينكما، ثم عاقبك عقوبة شديدة لا تجوز له وخاصة أنه هو السبب فيها، وأنت قد أخطأتِ جدًّا في إقامتك علاقات مع آخرين في وسائل التواصُل وعليك بالتوبة الصادقة.

ومن الاحتمالات وجود عمل سحري لزوجك ظهر لي من قولك: إنه كان ممتازًا معك في السنوات الخمس الأولى من زواجكما، ثم أنصرف عنك وعن أولاده نهائيًّا بعد تعرُّفه إلى المرأة المذكورة، ثم زيادة انصرافه عنك بعد زواجه بها.

أما زيادة انصرافه عنك بعد عِلْمِه بخطئك، فيبدو - والعلم عند الله - أنها مجرد استغلال للحادثة بما يوافق ما في النفس، ولا يجوز له تعليقُكِ ولا هجرُكِ مهما أخطأتِ، والله سبحانه قال: ﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾ [البقرة: 229].

والهجر الجائز عند وجود مُبرِّرات صحيحة يكون في الفراش فقط، وليس في البيت، ولا في العَدْل، وأما قولك: أن ما حصل منك هل يُجيز له ظُلمَك واستدلالك بالآية، فهو استدلال خاطئ، ولا ينطبق على حالتك، فلا يجوز له ظُلْمُكِ ولا هَجْرُكِ.

وأما قولك: هل هي عقوبة لك؟ فأقول: مسألة العقوبات لا يعلم بها إلا الله سبحانه؛ لكننا نعلم من القرآن: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ﴾ [الفرقان: 70]، ومقتضى ذلك أنه لا يعاقب لا في الدنيا، ولا في الآخرة؛ ولذا أقول: إن ما حصل لك لعلَّه مغفرة ورِفْعة لدرجاتك في الجنة، وقضاء وقدر كتَبَه الله عليك لتمحيصك.

وأما قولك: هل تصبرين وتعتبرين ما يحدُث بسبب خطئك، وتظلين تعيسةً: فأقول: هذا يرجع إليك إن كنت تستطيعين الصبر والتحمُّل فلكِ ذلك، وإن اشتكيت وطالبتِ بحقوقِك وحقوق أولادك، فلك ذلك؛ ولكن يبقى السؤال المهم جدًّا: ما هو علاج المشكلة؟

العلاج الأقوى على الإطلاق هو الدُّعاء، فادعي له بالإعانة على العَدْل، وترك الظلم، وبالشفاء إن كان مسحورًا، وادعي لنفسك بالصبر والتوفيق للحلول السليمة، وكذلك أكثري من الاستغفار، فهو سببٌ عظيم؛ لأن بعض ما يصيبنا هو بسبب معاصينا، وعليك بتفقُّد سلوككِ مع زوجك، فقد تكونين سلكْتِ معه سلوكًا عنيفًا نفَّرَه منكِ، وأكثري من الاسترجاع؛ أي قول: "إنا لله، وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مُصيبتي، واخلف لي خيرًا منها".

وهذه الحلول الشرعية الثلاثة مهمة جدًّا؛ بل هي أقوى الحلول، وراجعي تفاصيل هذه الحلول وأدلتها في استشارة سابقة بعنوان: (خسرت أموالي كلها).

وأسأل الله سبحانه أن يفرج كربتك، وأن يُعين زوجَكِ على العَدْل، وصلِّ اللهمَّ على نبيِّنا محمد ومَنْ والاه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.73 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]