|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أترك صديقتي؟ الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة لها صديقة تتعامل معها بغيرة شديدة؛ ذلك أنهما في الصف الدراسي نفسه، ومتفوِّقتان دراسيًّا، وتسأل: هل تتركها؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا فتاة في مرحلة الدراسة قبل الجامعية، لي صديقة متفوقة في مستواها الدراسي مثلي، ولله الحمد عندما تُثني عليَّ المعلمة، أو تقدم لي شيئًا، فإن صديقاتي الأخريات يُباركنَ لي دائمًا، إلا هي فلا تفعل ذلك، مع أنها مقربة إليَّ، وإن باركتْ أرى في وجهها عدم الفرح! وكذلك إذا اشترَكنا أنا وهي وبعض الطالبات في عملٍ جماعي نُكلَّف به مِن قِبَل المعلمة، أجدُها تتفق مع الأخريات في المجموعة، وتذهب إلى المعلمة دون إخباري، عندنا اختبار للقبول بالجامعة، وقد علمتُ أنها أخبرتْ فتاةً أخرى بمراجع للمذاكرة دون أن تُخبرني. خلاصة القول: صديقتي هذه تُشاركني أمور الحياة العادية، أما الأمور الخاصة بالدراسة والتفوق المدرسي، فتشارك الأُخريات فيها، فماذا أفعَل معها؟ وهل أتركها؟ الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فمشكلتك تنحصر في داء الغيرة التي تثور غالبًا بين الأنداد المتقاربين في شيء ما، وقد يصاحب الغيرة في بعض الحالات شيءٌ من الحسد. وعمومًا عليك بالآتي: أولًا: أنصحك بالمحبة لها والشفقة عليها، فمهما يكن من تصرُّفاتها، فهي تبقى أختك المسلمة وقريبة لك، فلها عليك حقُّ الأخوة الإسلامية وحق القرابة، لذا فلا تحقدي عليها. ثانيًا: لا تعامليها بالمثل؛ لأنها ابتُليتْ بغيرة شديدة تؤرِّقها، فهي في الواقع لا تُبغضك، لكنها تتصرف رغمًا عنها بسبب داء الغيرة، وربما ما تبِعه من الحسد، والحسد مفطور في القلوب؛ كما قال شيخ الإسلام، ولكن اللئيم يُبديه والكريم يُخفيه. ثالثًا: عليك بالإعراض نهائيًّا عن تصرفاتها، فلا تهتمي بهذه التصرفات. رابعًا: انظُري إليها نظرَ الطبيب إلى المريض، فاستمري في الشفقة عليها والدعاء لها. خامسًا: احمَدي ربَّك أنك لم تُبتلي بما هي فيه؛ لأن الغيرة والحسد يأكلان صاحبهما ويقضَّان مضجعه بألَمٍ معنوي فتَّاك شديد جدًّا. سادسًا: تسلَّحي ضد الحسد بالمحافظة على الصلوات في وقتها وقراءة القرآن، وأذكار الصباح والمساء، وصِدق التوكل على الله سبحانه. سابعًا: اجتهدي في عدم إظهار ما عندك من نِعم وقدرات أمامها. ثامنًا: لا تشغلي نفسك بالتفكير في تصرُّفاتها، ولا تقعي في غيبتها، فتأخُذَ من حسناتك. تاسعًا: لا تشمتي بها، فربما بسبب الشماتة بها تُبتلين بما ابتُليتْ به. عاشرًا: مما يُسليك أن تعلمي أن ما أصابك منها قدرٌ كتبه الله سبحانه عليك، لتكفير خطاياك ورفع درجاتك في الجنة، فاصبري تفوزي؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]. وقال عز وجل: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ [التغابن: 11]. قال علقمة رحمه الله: هو الرجل تُصيبه المصيبة، فيَصبر ويحتسب، والعبارة هنا تعم الرجل والمرأة. حادي عشر: إن تيسَّر قريبٌ لها أو قريبةٌ لها، أو صديقة من العقلاء يناصحها، فهذا علاج طيب. حفِظكم الله وشفى قريبتك، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |