|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حب جديد أم وهم جديد؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ الملخص: شاب مر بتجربة زواج غير ناجحة، تعرف على فتاة متفتحة في تفكيرها وأسلوب حياتها، فأحبها، وهي متقلبة المزاج، ويُريد النصيحة حول ذلك. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا شاب مررت بتجربة زواج لم تنجح، وقد تعرفت منذ عدة أشهر على فتاة عن طريق صديقي، لم أكن أتوقع أن أقَع في حبِّها؛ لأنها متبرجة - وأنا ليستْ عندي مشكلة في ذلك، لكن أهلي عندهم مشكلة – وهي منفتحة جدًّا مع الشباب، وقد لاحظتُ ذلك في طريقة تعامُلها مع صديقي، وغير ذلك. جعلتني ضمن أصدقائها على الفيس، وأرسلتْ إليَّ أدعيةً وأذكارًا، وقد التقينا أكثر من مرة، ولَمَّا وجدتُها غايةً في الحنان، بدأتُ التفكير فيها، وقلتُ لها ذات مرة: أنا لا أحب مرافقة الفتيات، فإما أن نتزوَّج، وأما أن يذهب كلٌّ منها إلى طريقه، فقالت لي: لا تتركني، ثم كثُرت لقاءاتُنا. وجدتُ أنها مرَّت بتجارب قاسية؛ مثل: موت أمِّها، وأن والدها تزوَّج اثنتين بعد أمِّها، وهي - حسب قولها - قد سُحِرَتْ مِن قِبَل زوجات والدها لتعطيل وتأخير زواجها، ودوام سوء علاقتها بأبيها، لذا تجد أن نفسيَّتها تتقلب في ثانية، وتصير شخصًا آخرَ، وفي هذه الحالة تفضِّل ألا يكلِّمها أحدٌ؛ لأنها تكون عصبية جدًّا، وأنا أتحمَّل أي شيء إلا المعاملة السيئة، وخصوصًا من أحد أُعامله بشكل جيد. لا أريد أن أتجرَّع مرارة فِقدان الحبيب للمرة الثانية، بِمَ تنصحونني؟ الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخي الكريم حيَّاك الله، لقد أحوَجتَني للرجوع مرة أخرى للتأكد من عمرك ووضعك، فوجدتُ بياناتك تدل على العقل والحكمة والفَهم الواسع، وبحكم عملك فأنت تتعامل مع طوائف مختلفة من الناس؛ مما يُكسبك ذكاءً اجتماعيًّا يعينك في الحكم على الناس إلى حد تُميز به ما يصلح لك وما لا يناسبك. اعلَم أخي الفاضل أن العواطف لا سلطان لنا عليها، ولا حيلة لنا فيها، ولكن العقل الذي وهبنا الله يسير جنبًا إلى جنب مع القلب، فيعمل على تذكيره إذا نسِي، وتقويمه إذا اعوجَّ! وقد تحرَّكت مشاعرك تجاه مَن أظهرتْ لك مشاعرَ حنان يحتاج إليها كل بشر، ويتطلع إليها كل مَن له قلب يخفق بين جَنبيه، ولكن هل تقوم الحياة على تلك المشاعر وهذه المظاهر التي ليس بالضرورة أن تكون عميقة؟ هل يعني إطعامك بهذا الحنان غير الشرعي أنك ستسعد مع تلك المرأة، وأنها الأم التي ترتضيها لأولادك؟ وهل يحق لك أن تَمنعها عن ممارسة ما اعتادت عليه من تعامل أقل ما يوصَف به أنه جريء مع الرجال الأجانب؟ إن كان هذا الحنان الذي استمال قلبَك مِن طباعها التي كبرت معها، فكيف لك أن تأمَن أنها ستكون لك وحدك بعد الزواج؟ لقد قلت أنه لا مانع لديك أن تكون زوجتك هكذا مع الرجال، فهل تجد نفس السماحة إن فعلت ذلك مع أحد الأصدقاء ولو بنيَّة طيبة؟ لقد وقفتَ بنفسك على أمرين لا تدري أيهما أشد وأقوى على تدمير الحياة الزوجية: أولًا: جرأتها غير المقبولة مع الرجال الأجانب، وقد سبق الحديث عنها. ثانيًا: الحدة التي تعتريها؛ فلا تُميز بين حبيب أو عدو، فهل تجد لديك مع ضغوط العمل والمعاناة مع علاقة زوجية سابقة لم يُقدِّر الله لها النجاح، ومع شدة الحياة ومشكلاتها التي لا تنتهي، هل تجد في نفسك استعدادًا لقضاء الكثير من الأوقات في استرضائها حين تغضب، وملاطفتها حين تثور، والصبر على كلمات وأفعال قد تكون جارحة بعد الزواج؟ قد لا تتمكن من كبح جماح مشاعرك التي ربما نتجت عن فَقد الحنان في زواج سابق، فأصبح هو أول ما تبحث عنه، وما يستميل قلبك في زوجة المستقبل، ولكني أهيب بك أن تنزلق من جديد وتتورط فيما لا طاقة لك ولا لرجلٍ به، فأكثر ما يُثير الرجل: الغيرة والاحترام، ولست أرى إلا أنك ستفقدهما بزواجك هذا. قال أهل الحكمة: إن الأريب من الرجال الذي لا يُخدع، هو مَن يعلم أن صلاح حاله في كبح جماح الهوى الذي هو آفةُ العقل. أُذكِّرك أخيرًا بنصيحة الرسول صلى الله عليه وسلم: ((فاظفَر بذات الدين، ترِبَتْ يداك)). وفَّقك الله، وجعل لك من أمرك رشدًا، ورزَقك الزوجة الصالحة التي ترتاح إليها نفسك ويحبها قلبُك، ويَرتضيها دينُك، ويثق بها عقلُك، والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |